الشيخ نعيم قاسم يحاضر عن آخر التطورات السياسية

أقام تجمع العلماء المسلمين محاضرة لنائب أمين عام حزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم تعرض فيها لآخر التطورات السياسية،

ابتدأ اللقاء بآيات من الذكر الحكيم، ثم كانت كلمة لرئيس الهيئة الإدارية سماحة الشيخ الدكتور حسان عبد الله، ثم كانت المحاضرة، وأختتم اللقاء بنقاش دار بين نائب أمين عام حزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم والسادة العلماء.

كلمة رئيس الهيئة الإدارية سماحة الشيخ الدكتور حسان عبد الله :
كثيرة هي الأحداث التي جرت منذ اللقاء الأخير مع سماحة الشيخ نعيم قاسم، فمن الانسحاب الهزيمة للولايات المتحدة الأمريكية في أفغانستان إلى الإعلان عن بداية التجهيز للانسحاب من العراق وإبلاغ القوات الأمريكية لجماعة قسد التهيؤ لتدبير أمورهم لأن هذه القوات عازمة على الإنسحاب من سوريا، الأمر الذي ترافق مع ضربة قاسمة لمشروع الحصار على لبنان من خلال إعلان أمين عام حزب الله سماحة السيد حسن نصر الله عن دخول بواخر النفط إلى لبنان الأمر الذي دفع الأمريكان للإسراع بمحاولة إيجاد حلول لمعالجة هذا المأزق الذي أدخلهم به حزب الله، فأعلن عن رفع الحظر عن استجرار الطاقة الكهربائية من الأردن والغاز من مصر ما كشف أن المانع عن حصولها سابقاً كان الحصار الاقتصادي الأمريكي على لبنان، الأمر الذي ساهم أيضاً في ضرب قانون قيصر لحصار سوريا، فكانت الباخرة الأولى وهي تمخر عباب البحر تكسر أغلب القيود التي وضعتها الولايات المتحدة الأمريكية على لبنان، وإذا بنا بعد أن يأسنا من تشكيل الحكومة يُعلن عن ضغوط دولية وأمريكية تحديداً أدت إلى تشكيل هذه الحكومة، كل هذا يعني أن الهدف الأمريكي من الحصار كان إيصال البلد إلى فوضى تؤدي لإضعاف المقاومة ولكن دون أن تؤدي إلى الإنهيار الشامل للبلد، فإذا بالمقاومة وبحنكة قيادتها تحول الأزمة إلى فرصة وتخرج منتصرة في هذه المعركة، ولكن هذا لا يعني أن الحرب قد انتهت فهي ما زالت مستمرة ولن تنتهي إلا بعد تحرير فلسطين وزوال الكيان الصهيوني.


هذا الجو أدخل أيتام الولايات المتحدة الأمريكية في لبنان في حالة من الهلع والضياع فلم يعودوا يعرفوا كيف سيتعاملون مع الواقع ولعلهم لم يدركوا حتى هذه اللحظة أن الولايات المتحدة الأمريكية قد خرجت من المنطقة وأنها ستذهب للتعامل مع الوضع الدولي والإقليمي والمحلي بأسلوب آخر عنوانه عدم استخدام القوات خارج حدود الولايات المتحدة الأمريكية والتفرغ لمواجهة المارد الصيني، وهذا ما يفسر اتفاق “أوكوس” الثلاثي بينها وبين بريطانيا واستراليا الذي أدى إلى إلغاء صفقة الغواصات مع فرنسا، ما يعني أنه حتى حلف الناتو الذي يُشَكِل أهمية إستراتيجية للولايات المتحدة الأمريكية بات في المرتبة الثانية في اهتماماتها.
هذه الأمور إضافة إلى تفاصيل الوضع الداخلي وتشكيل الحكومة ودور حزب الله في التعاطي مع الأزمة في المرحلة اللاحقة سنستمع إليها من سماحة نائب عام أمين حزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم، وشكراً لحسن استماعكم.

أهم ما تناوله نائب أمين عام حزب الله سماحة الشيخ نعيم قاسم في محاضرته:
النقطة الأولى ربحت المقاومة وربح لبنان بأمرين أساسيين تشكيل الحكومة وكسر الحصار الأمريكي، لأننا من اللحظة الأولى كنا نقول لا بد أن تكون هناك حكومة في لبنان من أجل إدارة الوضع، بصرف النظر عن مدى قدرتها، لكن ما بين الفوضى والحكومة نحن مع الحكومة وقدمنا كل التسهيلات المناسبة من أجل أن تتشكل، والحمد لله تشكلت، ونحن نعتبر أن تشكيلها ولو جاء متأخراً هو ربح للمقاومة وللبنان وأيضاً للمرة الأولى وبشكل صارخ جداً ينكسر الحصار الأمريكي للبنان ببركة الموقف الثابت والشجاع لحزب الله وكل المناصرين والمؤيدين لاستقلال لبنان وعزة لبنان ومقاومة لبنان، وذلك من خلال الإجراء التاريخي الذي أدى إلى استجرار المازوت الإيراني إلى لبنان بطريقة أذهلت الأعداء، وفرحت الإخوة والأصدقاء فاضطرت أمريكا إلى أن تسارع لتعديل بعض مخططاتها لتواجه هذا التحدي، أصبح واضحا أن أمريكا، تعمل بلا أخلاق وبلا إنسانية، يكفي أن تسمعوا من الأمريكيين عندما يقولون بأن مصلحتهم في لبنان كذا يعني أنهم لا يعملون للحق لا يعملون للعدل، يعملون للمصلحة حتى ولو كانت المصلحة تؤدي إلى قتل الأطفال والنساء والشيوخ، وهذا ما رأيناه في أفغانستان والعراق وسوريا واليمن وأماكن مختلفة.
أصبح الأمريكيون يعرفون اليوم أنهم في لبنان يواجهون جماعة مؤمنة مخلصة خلوقة صلبة تعمل لمصلحة شعبها، وتؤمن بأن الحق سينتصر ولو بعد حين، فليستخدم كل ما يريدون، نحن أيضا من حقنا أن نستخدم كل الوسائل المشروعة التي تؤدي إلى النتيجة الإيجابية بما أن هدفنا الحرية والاستقلال والتحرير فنحن لا نقبل إملاءات من أحد تؤدي إلى تثبيت المشروع الإسرائيلي في المنطقة أو تعطيل استقلالنا أو حريتنا أو مواجهتنا للاحتلال ولا نقبل أن يعتدي علينا أحد من دون أن نرد الاعتداء ولا نقبل إلا أن نكون أقوياء جاهزين لكل التحديات على كل المستويات العسكرية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية والأخلاقية.


ثانياً نحن مرتاحون لتشكيل الحكومة وبإمكانها أن تعمل على مسارين أساسيين مسار الإنقاذ والإصلاحات ومسار التهيئة للانتخابات النيابية في موعدها لا تعارض بين المسارين وحتى ولو كانت الإنجازات المحتملة في مسألة الإصلاحات محدودة وقليلة لكن يجب أن نعمل بكل إمكاناتنا لنخفف الألم والمرارة والصعوبات على الناس، يجب أن تواكب خطة الإنقاذ متابعة الإجراءات العملية لمواجهة الفساد، من هنا من أجل أن تتوضح الصورة ليس لدينا موقف مسبق من اقتراحات أو إجراءات صندوق النقد الدولي إنما ننتظر أن تجري المناقشات بين الحكومة وبين الصندوق ما وجدناه مناسباً نأخذ به وما نجده غير مناسب نعترض عليه ونقول وجهة نظرنا وبالتالي ليس هناك لا قبول أعمى ولا رفض مطلق وإنما نناقش التفاصيل من خلال الحكومة ونتخذ الموقف المناسب لما فيه مصلحة لبنان .
ثلاثة: هل هناك من يشك بأن العلاقة مع سوريا، هي خير للبنان ولسوريا، لماذا لا نقوم بإجراءات لإعادة العلاقات مع سوريا؟ في الدستور هناك تمييز للعلاقات المميزة بين لبنان وسوريا وهناك من يخالف الدستور عندما لا يطبقه في العلاقات المميزة مع سوريا حسنا، يقولون لكن عندنا مشكلة نحن العقوبات الأمريكية. إرفعوا كحكومة لائحة مطالب للأمريكيين. وقولوا لهم نحن نحتاج هذه الأمور لمصلحة لبنان ولا تنتظروا أن يمنوا عليكم لا ينفع التمسكن والانتظار نسمع من كثيرين من المسؤولين يقولون إذا فعلنا تغضب أمريكا، ما هذه الفزاعة التي اسمها أمريكا حتى خائف أن تتكلم كلمة يمكن أن تغضب منها، يا أخي قف وتأكد أنك إذا صرخت بصوت عال ستستجيب أمريكا غصبا عنها لأن مصلحتها أن تستجيب للصراخات قبل أن تعلو أكثر وتكبر وتصل إلى نتائج لا يحمد عقباها.
رابعاً: نسمع حماسة كبيرة لإجراء الانتخابات في لبنان كل الدول الكبرى يقولون يجب أن تجري الانتخابات في لبنان وفئات لبنانية يعتبرون أن لديهم فرصة في الانتخابات يجب أن تجري الانتخابات في لبنان، نحن من الأول عم نقول يجب أن تجري الانتخابات في لبنان في موعدها، إذا كنتم مراهنين أن الانتخابات سوف تعطيكم أعداد وتعطيكم معادلات، ولذلك تريدونها هذا شأنكم، لكن نحن نريد الانتخابات لأنها استحقاق، ولأننا نريد أن يجدد الناس أو أن يختاروا من يريدون ليمثلهم نحن لا نخاف من اختيار الناس للتمثيل. فإذا كنتم تعتقدون أن الانتخابات مشكلة لنا نقول لكم لا ستكتشفون أنها مشكلة لكم والنتائج في المستقبل ستثبت ذلك.
خامساً: أنا عندي تسمية ومصطلح للمازوت الإيراني، أنا أعتبر أننا أمام مازوت وطني لأنه وزع على كل الناس الذين يرغبون في كل المناطق من كل الطوائف من دون تمييز، ولذا صار عنده صفة وطنية، طبعا هذه الصفة الوطنية مؤثرة في قناعات الناس بحزب الله، لكن نحن نستهدف أمرا واحدا أن نخدم الناس، لم نعطي لأننا نريد صوتا ولا منحة انتخابية، لا نحن نعطي لأن ديننا يأمرنا أن نعطي، أرأيت الذي يكذب بالدين، فذلك الذي يضع اليتيم ولا يحض على طعام المسكين.
الأمر السادس سأعود وأؤكد بأن موضوع الوحدة الإسلامية هو موضوع في صلب حركتنا وإيماننا
(وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِيعًا وَلاَ تَفَرَّقُواْ) والوحدة الإسلامية لا تكون شعاراً بل يجب أن تكون حالة تطبيقية وعملية وانا أكرر ما قلته مراراً، أفتخر، أفتخر، أفتخر بتجمع العلماء المسلمين لأنه من أهم وأصدق تعابير الوحدة الإسلامية عندما يجتمعون معاً ويعملون معاً ويتحركون معاً ويصرحون معاً أمام مرأى العالم ولا اعتقد يوجد تجربة شبيهة في كل الأقطار العربية والإسلامية، لكن هذا الاجتماع وهذه الوحدة مبنية على قواعد وحدوية، نحن معاً في مواجهة إسرائيل، نحن معاً في مواجهة أمريكا، نحن معاً في مواجهة الذل، نحن معاً في مواجهة الانحراف، نحن معاً من أجل بناء الدولة، نحن معاً من اجل التعاون بين البلدان الإسلامية، هذه الوحدة الإسلامية لها ترجمة، إن لم يكن لها هذه الترجمة فليس لها معنى كشعار.من هنا سنستمر في هذا الاتجاه ودائماً نضع نصب أعيننا رمز الوحدة الأول في العالم وهو فلسطين، من لم يكن مع فلسطين وقضية فلسطين وتحرير فلسطين ومقاومة فلسطين لا يمكن أن يكون مع الوحدة الإسلامية، ومن كان مع فلسطين عليه أن يقدم ويضحي ويجاهد ويبذل المال والنفس والولد ليثبت انه معها، لا تكفي الخطابات وهذا حقيقة الأمر مع أخواننا الأعزاء.
أمريكا خضعت وتغير مخططها في لبنان وتعدد بسبب هذا الصمود انتم ماذا جنيتم من أمريكا؟؟ الآن أنا أشهد أن البعض استفاد ببعض الدولارات ولا يزال، لكن ماذا استفاد البلد؟! لم يستفد البلد، يقدمون بعض المساعدات لبعض الجمعيات NGO، مثلاً قدموا مئة ألف دولار خيراً عن شاء الله لِما هذه المئة ألف دولار، قالوا 10 ألاف دولار مثلاً لحفر بئر و90 ألف للذين سيعملون له الدراسات فهذا يعني لن يكون هناك بئر ولن يطلع خير بهذه الطريقة على كل حال فإننا نرى النتائج.
بالخلاصة أخترنا طريقنا في طاعة الله تعالى ونعمل بصدق من اجل خدمة الناس ورفعة وعزة شعبنا ومجتمعنا، من كان يفعل ذلك وهو مستعد للتضحية سيكون رابحاً دائماً ومن كان يفعل غير ذلك سيكون خاسراً دائماً، وهذه التجارب موجودة أمامنا، الآن يأشكلون أننا كنا أقوياء، هل أصبحت القوة مشكلة، انتم عندكم تأثير إقليمي ، وهل هذه مذمة؟ يجب أن تكون مديح لأن هذا يخدم مشروعنا، يخدم عزتنا وكرامتنا، النصر دائماً للإسلام والحق والحمد لله رب العالمين.

شاهد أيضاً

أفرام: “اقتراح قانون مع زملاء لتأمين تغطية صحية واستشفائية فعلية ولائقة للأجراء من خلال إتاحة خيار التأمين الخاص”

كتب رئيس المجلس التنفيذي لـ”مشروع وطن الإنسان” النائب نعمة افرام على منصة “أكس”: “نظراً للآثار …