#اليوم_العالمي_للمعلم

بقلم الكاتب اليماني سهيل عثمان سهيل

 

غداً سيحتفل العالم، سينحني المتعلمون لذلك المعلم الذي أصبح عجوزاً مصاباً بفيروس كورونا، ربما يعيش هناك في منزله الريفي، لقد أنعزل العالم بأكمله، أسرته- مجتمعه الملجمون بالكمامات دائماً.
– ربما العالم لم يعد بحاجةً إلى التعليم مرةً أخرى!؟
لذلك لا أحد سيسأل عن بلده لأنه يعيش هناك في بلدٍ ما من بلدان العالم المتعلم.

غداً الموافق 5 أكتوبر سيحتفل الجميع بمناسبة #اليوم_العالمي_للمعلمين وسترفع القبعات فخراً واعتزازاً، سيصادف غداً دفعة خريجين من جامعة هارفارد وكامبيردج سيقولون: يا أيها المعلم صدق القائل العربي فيك ‘كاد المعلم أن يكونَ رسولًا”

– ماذا أقول للعالم، وماذا سيقول المعلم غداً؟

اأقول؛ أنا طالبٌ تخرج من الثانوية العامة ولم يتقن يومذآك قراءة وكتابة الحروف الهجائية! أم أقول أني ذلك الفتى الذي بكى عندما تخرج مع الزملاء، الحاملين للشهادات الغير مزورة..

لكن ما فائدتها والعقل تنكة ، للأسف بعد مرحلة الثانوية تصبح العقول متصدئة إذ ما سعى الفرد لتنمية ذاته..

أنا الأشقر إبن كعيدنة الشماء، لا بأس إن كانت محذوفة من الخريطة التعليمية الوطنية أو بالأحرى العربية أو خريطة العباقرة الدولية..
نعم أنا الشاب المتلهف للعلم في زمن الحرب واضمحلال جسد المعلم اليمني، لقد بكيت في العام الماضي وكنت قادراً على الاحتفاء مع العالم بهذه المناسبة العظيمة، لكن غداً سأحتفل و لن أبكي على الحاضر ولن أرثِ الماضي، سأحتفل مع العالم وسأهتفُ قائلاً بصوت عالٍ:
هنا المعلم حَملَ البندقية وترك القلم
هنا يحدث كل شيء بلا أدنى شك
يحدث أي شيء غير متوقع حدوثه، هنا حدثت معركة كسر المسطرة وعلبة التلاوين
والضحك على ملابس المعلم

هنا السخرية بلا حدود وتشهد منظمة أطباء بلا حدود، فالحرب قائمة وسنحتفل بيوم المعلم العالمي، بيد أن الأمم المتحدة صنفت التعليم في بلدي أنه متدهور جداً.

أعزائي الأصدقاء أخبروا السيد أنطونيو انني قد قرأت الكثير، الكثير من تلك الاشياء التي لم تتوفر في مكتبات العصور الوسطى، قرأت اقتصاديات وعلوم طبية وتأريخية وجغرافيا حتى قيل لي أن مناخ الحياة لا يتغير، وعلى الفور بدأت استخدم الإنترنت ورأيت نفسي سأصبح مدمن إنترنت، وفي مساء هذه الليلة بينما كنت أنوي الاستعداد لإمتحاني النهائي لدبلوم مهنة التمريض_مادة تمريض أطفال كنت قد فكرت بالإقلاع عن استخدام الفيسبوك-واتساب هذان الوحيدان اللذان استخدمهما منذ سبع سنوات، أصيبا بجائحة الخلل المفاجأ وقيل أن العطل عالمي.. لجئت لتويتر و بالمناسبة فكرت بالرد على تغريدة ذلك العبقري، أعجبتني كلماته عن تغير العالم، وقد أحسنت الرد عبر البريد وليس اقتباساً للتغريدة ذاتها

قلت:
عذراً انطونيو؛ العالم أصبح بحاجة إلى راحة، لأن الحروب العالمية الثانية والأولى لا زالت هنا قائمة، لا يتغير مناخ الأرض إلا بالعدل، والاعتراف بإله السموات والأرض.

ثم إن محاربة الدين الإسلامي والمسلمين في فرنسا وبريطانيا وأمريكا ودول الغرب كفيلة بأن تجعلكم فقط “شعوب صناعية ومجتمعات مكتظة !!” ونحن ننعم بفسحة العيش في هذا الشرق الذي أصبح مظلماً بعض الشيء جراء محاولة تغير مناخ الكوكب، فالبشر هم سبب الكوارث كلها !!
– هل تعلم كم من الرعب والخوف يداهمنا كل ليلة؟
مع كل قذيفة نشعر بالأمن الذي أسرفنا فيه وعندما ينفجر لغم نشعر بالراحة أيضاً..
لأن تلك القذيفة هي من مخلفات الحرب العالمية الثانية، كان يلعب بها طفل صغير ابن ثمان سنوات، بالرغم من أنه لا يرتدي زي المدرسة إلا أنه أصاب صديقه الطالب ظناً منه أنها علبة شوكلاته هولندية، وهذه الألغام صنعت قديماً وتم تطويرها مجرد أن يدوس عليها الجمل_سفينة الصحراء ينفجر، لذلك يا سيد انطوينو نشعر بالراحة لأننا أبرياء نحب التعليم وندفع نحن كإنسانيين رواتب للمعلمين، أما أنتم فماذا صنعتم غير المفاوضات تلو الأخرى، وهذا ما جعل المعلم يترك القلم ويحمل البندقية، لأن المدارس هنا أصبحت معسكرات ولأن المستشفيات هنا أصبحت حدائق بدلاً من تلك الحدائق التي كنا نرى عامل البلدية يسقيها من الصرف الصحي بالشوارع و التي أصبحت مقابر للشهداء ولضحايا الحرب في بلدي ؛ أصبحنا نستاء من أي مناسبة مثل هذا اليوم، لذلك:
– هل يمكنكم أن تصنعوا لي هدية فيها حرف أبي وأمي O H، ضعوها أمام البيت الأبيض?
لأنني أنويّ أن أخبرهم بهذا بعظمة أنفسهم وميزة 5 أكتوبر الذي تحتفلون به، أتمنى أن تكون مفاجأة عائلية وليست دولية، بالاشتراك معكم لأنهم لا يعرفون أن للمعلم يوماً عالمياً يؤلمني أنا أكثر من أي مواطن عربي مسلم يحمل جنسية يمنية!!
والديَّ كانا معلمان ولا زالا، لكن الحرب العالمية الثالثة في بلدي سلبت مني المدرسة والمناهج التعليمية الغير محرفة مثل التوراة والأنجيل، سلبت الحرب منا أيضاً أمنية الركوب على الحافلة، حتى الرحلة الصيفية لم أحظ بها مع زملائي طلاب الثانوية العامة عام 2015م
لذلك العالم ليس بحاجة إلى عطلة جديدة إجبارية مثلما فرضها السيد الرسول الغير مرئي “فيروس كورونا” لكنه يحتاج إلى إطالة المناسبة هذه، لكي يتسنى لنا الاحتفاء باليوم العالمي للمعلمين..
يجب أن تزوروا المقابر وتسلموا على المعلمين أمثال انشتاي الذي كان طالباً و يحتقره المتنمرين_طلاب ومدراء معاهد،
و هو ذلك المفكر الذي أسدى لكم معروفاً نحن المساكين أبناء هذا الجيل من رده إليه أضعاف مضاعفة !

زوروا قبر بيوتن وأرسطو وافلاطون وغيرهم
لا نوصيكم لأننا من يقرأ مؤلفاتهم ونبكي على إحراقكم للطبيعة وإبادة الإنسانية وطمس العلم واحتقار الريف، بل لأنكم عظمتم من شأن المدنية حتى أصبحت الأحذية تخبأ في سلة و هناك الأطعمة منثورة، والمتسولين بحاجة إلى هدوء فقد أرهقهم السعي وراء ذلك المسؤول الذي لا يعرف كيفية قراءة نشرة أخبار التاسعة مساءً ، نعم لقد أدمن التلفاز لكن لماذا لا يحمل القلم بدلاً من المسدس الصغير الذي يخيل لك أن بداخله حبراً أزرق؟
إنها المافيا العالمية، تجارة الأعضاء، بيع الأسلحة، تشريح ديموغرفيا دول العالم الثالث، وعود السلام، قمح الغذاء العالمي، ثم حرية المرأة العربية.

ربما خرجت عن الحديث عن المعلم، عن هذه المناسبة التي لم يشارك فيها الغرب من أجل المعلم أكثر من أن يسخر القارئ مني لأنني من أمة تمتلك وتحمل نسخ الكتاب الأصلية!

من الجدير بالذكر أن أسرار تغير المناخ وتأمين بيئة الأجيال القادمة وكيفية إدارة الموقع الواقعي وليس الألكتروني؛ لا يعرفها أحد بالرغم من ذلك السرور الذي تبديه للناس يومياً على مواقع التواصل الاجتماعي إلا أنك بحاجة إلى إيقاف الحرب وفك الحصار على بلدي و محاولة زيارتي إلى بلدي، سأنتظرك أمام خيمة أحد اللاجئين من مدينة حرض ، أما منزله الكائن هناك يقول: لا أعرف ما إذا كانت الجدران تقاوم ذكريات براءة الطفولة التي نقشها طفلي آنذاك ورسم حمامة السلام هناك، أظن أنها قد ماتت فور مداهمة أحد جنود فرقة ماتزه اليمن..

سيد أنطونيو حاول أن تنقذها لكي تتذوق العسل الطبيعي
هنا سنكرم ضيافتكم وستعرفون الفرق بين العسل الأمريكي أو الصيني وبين العسل اليمني والبُن والعنب.. كل شيء طيب، هنا كل شيء طبيعي أيضاً، حتى الطلاب المحرومين من التعليم لن تصيبكم بنادقهم بسوء !
من سينقذ العالم لا يحتاج لإنقاذ نفسه قبل المغامرة لذا عليك إيقاف الحرب أولاً «لا تنتظر رداً على أي تغريدة عبر تويتر أو بريداً آخر..»

 

🎁
لأمي لأبي ولكل معلم ومعلمة: كل عام وأنتم للحياة حقلٌ ثقافي وبئرٌ معلوماتي، كل عام ونحن نتقدم بفضلكم لنشارك العالم في نجاح الإنسان وإنقاذ كوكب الأرض.

2021/10/5م
بقلم الكاتب اليماني سهيل عثمان سهيل

حقوق النشر محفوظة-موقع مجلة كواليس

شاهد أيضاً

الشيخ الرشيدي:”متمسكون بخيار المقاومة والبندقية، سبيلًا وحيدًا لاستكمال تحرير الأرض والمقدسات”

أكَّد نائب الأمين العام للجماعة الإسلامية في لبنان الشيخ خضر الرشيدي: “أننا، كوننا لبنانيين، لا …