أنا كطفلٍ في براعم ياسمينة ..

 

أحمد وهبي

إنّها، كما رأيتها أوّل مرّة، وكلّما التقينا كما أوّل مرّة ..

إنّها، الحياة بما تماثل من العطاء والحُبّ، تنبع من رؤى العشق، لتكون الوحدة المُطلقة للجمال، لا تساوم، شروطها، رغبات حفيّة المشاعر، شديدة المِراس، روايات، هي نقيض الكراهية والحقد والغضب ..

هي حارسة الضوء والذاكرة، وهي فردانيتها الوجودية، دونها، لا وجود ..

في مهبط الغوايات، تجريبٌ رغبويُّ الأشكال والمفاهيم، وكلّ الأبعاد تجريفٌ رائدُ الحداثةِ لأُطُرٍ غلبَ عليها المحو ..

ولأنّها المعاني المُختَلفة، اختلفَ إليها المغلبون بالدّهشة، يغترفون من أنهار عسلها وخمرها ..

ولأنها، أبوانٌ ضوئية الخلود، رواياتها على مختلف الألسن، ترفدها ظلالٌ جماليّةٌ منحوتةٌ في أصداء التمرّد، في كسر تابوات التحريم، في حتميات الوجود رغبةً، انعتاقاً وإحساساً ..

في هذي الفرادة، لا أزمان، إدراكٌ تعويضيُّ النفس لإسقاط العذابات، لقهرها، لمصالحاتِ ذاتيّةٍ .. دونها يكون العطاء مقنّعاً بتضحياتٍ جِسام، لا تعود بالنفع على صاحبها؛ فحُبّ الذات ضرورةْ حياتية للاستمرار والعطاء، للتلذّذِ بِنِعَمِ العطاء ..

لا يكون المرء في زمن الآخر بلا زمنِ ذاتيّ، وليست المرآة قناعنا اليوميّ، لا بل هي ضحكة الوجه، تفكيك اليوميات المُفخَّخة عن العقل والروح، استدارةٌ روحانية ليومٍ جديد، لمعنى أسبابنا الحياتية البشرية ثمّ الإنسانية، كي نظلَّ نجد مساحاتنا التذاكرية ..

هناك، في معارك ارتصاف الأرض، دحوُها وانبساطها، في ارتقاء السماء عن كائنات التكوين، إليها، نعود كما الغيمات بكلّ اعتمالاتها أنّى شاءت، ولي وقفٌ ذاتيُّ الإستشراف، ينحو بي إلى خلايا مليئة بالمجرّات، فقد ألفيتُها كجلجلة الأرواح، تتقادحُ نِثارَ دمٍ شَغِفِ الرِعشات، والطفل الشغوف لوقتٍ آخرِ في الوقت، يفتح عينيه على ولدٍ يقتات من سبورة المعرفة، ولأجل عشبٍ سديميِّ التلاون، يقف شاباً يافعاً مقبلاً على الحياة، ولأنّهُ الحُبُّ المُطلَقُ العَنان، تنفلش الرغبات عن رصدٍ وإصرار، ليس قراراً، ثمة باحثون عن نصفهم الآخر ..

أنا كطفلِ في براعم ياسمينة، في الليالي المُنَدّاةِ العيون، في أحلامٍ كفراشات الضوء، في شهد النحل، في جنونِ سَريِّ التذاوبِ لفمٍ رُمانيِّ المذاق، وعلى لسان الريح، أصداء الكائنات، لكنّهُ، عقلي المُثخنُ الآلام والغصّات، لكنّهُ الطفل هناك، المقسوم على قبائل العشق، عراةً يتعبدّون بابَ الحياة، في كلٍِ صلاة .. ألوف الآلهة، آنِفين يتوسلّونها بالدّعاء، كي لا تقتلهم منافي السنين الضوئية، والعمر بلا زمن، رصيدٌ مفتوحٌ على بياض ..

كان، دمي أفرِكُهُ بلحاء التكوين، كان في أقبية الغيابات، في مُثلات الغياهب، للتوِّ أتدفأ دمي، ولأنّهُ وِهْبَتي .. أهِبُهُ لسائلٍ وعابر سبيل، لعلَّ هاتي، زمرة السلالات، عن سرد التنبؤات، عن حبكة الماء، عن فراداتٍ مموسقة، عن عجقة حجيج الخبز، ستكون زمرة دمي .. والدّموعَ تختطُّ قلباً دافئاً ملفوفاً بأيقونة العشق، ولمّا أزل أغتسل بالأصيل، لوصلٍ حميميِّ المسام والأنفاس ..
.

شاهد أيضاً

سيسرول..♥️🍰”

​​”#المقادير 4 بيضات 1 كوب من السكر المحبب نص كوب ماء دافئ 1 ملعقة صغيرة …