ترامب وجونسون بالكمامة… هل تغيّرت نظرة العالم؟

في الأيام القليلة الماضية، شوهد الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الحكومة البريطانية بوريس جونسون وهما يرتديان الكمامة للمرة الأولى.

وبحسب تقرير لقناة “بي بي سي“، فقد مثّل ذلك “تغيّراً جذرياً”، إذ سبق لترامب أن سخر من الآخرين لارتدائهم الكمامة، وألمح إلى أن البعض قد يرتدونها للتعبير عن معارضتهم له رغم الحقيقة القائلة إن المركز الأميركي للسيطرة على الأمراض السارية والمعدية يوصي باستخدامها.

وفي الوقت ذاته، كانت الحكومة البريطانية مترددة في التوصية بارتداء أغطية الوجه بينما أوصت الكثير من الدول الأوروبية بذلك. وكانت الحكومة البريطانية قد أمرت المواطنين بارتداء أغطية الوجه عند استخدامهم وسائط النقل العام في شهر حزيران. وتقول الآن إن على البريطانيين ارتداء الأغطية عند دخولهم إلى المتاجر وإلا ستفرض عليهم غرامات.
عالميا، كانت مراجع عدة، ومنها منظمة الصحة العالمية، قد قالت مبدئيا إن إرتداء أغطية الوجه ليس نافعا في منع انتشار فيروس كورونا. ولكن هذه المراجع توصي الآن بارتداء الأغطية في الأماكن المغلقة وأمرت عدة حكومات بفرض ارتدائها. فما الذي تغيّر، ولماذا؟

يتحدّث تقرير “بي بي سي” في هذا السياق عن دراسات تشير إلى أنّ وجهات نظر الناس قد تغيّرت، فقد جاء في تقرير أعدته الجمعية الملكية البريطانية، وهي واحدة من أبرز الهيئات العلمية في المملكة المتحدة، أن “الدول التي ليس لديها تاريخ سابق في ارتداء الكمامات وأغطية الوجه عند الجمهور عموماً قد زادت من استخدامها بسرعة كإيطاليا (83,4 في المئة) والولايات المتحدة (65,8 في المئة) وإسبانيا (63,8 في المئة). ويبدو أن سبب هذه الزيادة يعود جزئيا على الأقل إلى زيادة الفهم لأسلوب انتشار مرض كوفيد 19.
وكانت منظمة الصحة العالمية قد قالت مبدئيا إن ارتداء الكمامات يجب أن يكون محصورا على العاملين في المجال الطبي أو الذين يعانون من أعراض كالسعال أو العطس. ولكن في الأشهر الأخيرة، ظهرت أدلة كثيرة تشير إلى أن الكثير من المصابين بالفيروس لا يظهرون أي أعراض ولكنهم ما زالوا معدين لغيرهم، وأن أغطية الوجه قد تمنع نقل العدوى من هؤلاء إلى الآخرين. وغيرت منظمة الصحة العالمية توصياتها في حزيران.
في غضون ذلك، زاد الوعي بأن خطر العدوى يرتفع في الأماكن المغلقة قليلة التهوية، وظهور أدلة تشير إلى أن الفيروس قد ينتشر عن طريق جزيئات دقيقة الحجم عالقة في الجو. وتقول كيم لافوي، رئيسة قسم السلوك الطبي في جامعة كيبيك الكندية، إن هذا يعني أنه لو ارتدى الجميع أغطية الوجه، “سيقي ذلك من أكثر سبل العدوى شيوعاً من خلال القطرات الصغيرة وإلى حد ما من العدوى بواسطة الجزيئات العالقة في الهواء”. وتضيف الأستاذة لافوي “أن البحوث المتعلقة بأغطية الوجه قد ازدادت” بما في ذلك الدراسات الاستقصائية التي توصلت إلى أن “الدول التي توجد فيها معدلات عالية لارتداء الأغطية تشهد أيضاً انخفاضاً نسبياً في عدد الإصابات”.
إضافة لذلك، يقول عدد من العلماء الآن إن “ثمة أدلة” تشير إلى أن أغطية الوجه قد تحمي مرتديها علاوة على حماية المحيطين بهم.وهناك تقبّل متزايد بأن الوباء قد يبقى معنا لفترة طويلة، ولذا فإن ارتداء أغطية الوجه قد ينظر إليه على أنه إجراء ضروري لمساعدة الناس على التأقلم مع هذا الواقع وتقليل المخاطر بينما تعيد المصالح والمدارس فتح أبوابها. وتقول لافوي “لن يختفي كوفيد قريبا، وقد نحصل على لقاح في غضون سنوات وليس بضع شهور، ولذا فيجب شمول كل هذه المبادئ وتكييفها مع الحياة الطبيعية الجديدة في ظل الفيروس”.

المصدر: بي بي سي

شاهد أيضاً

فرعون:”غياب احترام مقاييس العدالة الدولية يسهّل على المعتدين الاستمرار في إجرامهم بدءاً من المجازر الارمنية والسريانية الى الاجرام في غزة”

كتب النائب والوزير السابق ميشال فرعون عبر منصة “اكس”:” ان غياب احترام مقاييس العدالة الدولية …