أدباء وشعراء

إعداد وحوار الشاعرة رانية مرعي

 

مروه رضا جهمي بيرم من مدينة صور، متأهلة من عامر بيرم و لدي خمسة اولاد .
حائزة على إجازة في العلوم السياسية والإدارية، ودبلوم إداراة و إقتصاد وماجستير علاقات دولية .
حاصلة على دبلوم في البرمجة اللغوية العصبية وحاصلة على ToT تدريب المدربين من الدكتور ابراهيم الفقي من مصر وكندا، ومدربة تنمية بشرية وتطوير الذات
ناشطة إجتماعية و مستشارة في حقوق الإنسان
معلمة في التعليم المهني لاكثر من 20 سنة ومدربة مهنية في جمعية الحركة الأجتماعية .
ديواني (و..وجدتني) صدر حديثاً ولي ديوان قيد الطبع
كاتبة ومحللة سياسية،لي مقالات وأبحاث عدة في المجال السياسي والقانوني .
شاركت في مؤتمرات عديدة دولية وعربية وآخرها في ايلول ٢٠١٩ في مقر الأمم المتحدة جنيف- سويسرا
ولقبت بسفيرة المرأة الجنوبية.
مديرة تحرير مجلة الحقيقة ولي قناة على اليوتيوب باسمي.

 

الكاتبة مروى جهمي:

انا أمرأة لا تشبه النساء ، في داخلي طفلة ما زالت تتقنُ الحلم .

 

 

*حلم كلّ فتاة في سنيّها الأولى الزواج، لكن أنت حلمك كان يحاكي المستقبل بلغة أخرى .
أينك الآن من حلمك؟

ولدت في مدينة صور تربيت في كنف عائلة  صورية مستورة مؤمنة بالله والوطن والانسان، نشأت في بيت مقاوم تعلمت التضحية  من دم  اخي الشهيد البطل عماد، والصبر والعنفوان  من أبي الصياد الصبور،   والمحبة والنقاء، من أمي المؤمنة الطاهرة، هي أجمل الامهات كيف لا! وهي من قدمت فلذة كبدها للوطن فداء، ترعرت في الحارة القديمة على المحبة والطيبة، لم  أعرف التمييز  بين الجامع والكنيسة، كنا نصلي بمحراب الله  منذ صغري كنت متعلقة بالمدرسة وأحب العلم ومميزة بين رفاقي انهيت البكالوريا في عمر مبكر ،كنت أحلم أن أصبح ذات شأن، إعلامية او  سفيرة للمحبة والسلام، وأن اكون من العظام واترك اثراً طيباً في مجتمعي.
أنا امراة ولدت من رحم المعاناة، أنا أم لخمسة اولاد ومربية وأعلامية وشاعرة وناشطة حقوقية أنا إمرأة بألف رجل أنا امرأة حيث ما يناديني ضميري وصوت الحق يجب ان اكون.

 

*أنت شاعرة وفي نفس الوقت كاتبة ومحللة سياسية.
بين هذين العالمين، قلمك أين تجدينه مؤثرًا أكثر؟

منذ نعومة أظافري كان الكتاب رفيقي، كنت أحب المطالعة كثيراً وكنت اقرأ القصص والروايات
وكنت اعشق الشعر. أجيد التعبير وأحب مواضيع الانشاء العربي، أمتلك خيالًا واسعًا وخصبًا.
المطالعة أغنتني وحفظت الكثير من الأشعار والأناشيد، قرأت للكثير من الأدباء وتأثرت بجبران خليل جبران وايليا أبو ماضي والياس ابوشبكة كما تأثرت بنزار قباني وأعتبره شاعري المفضل .
بالنسبة للشعر أكتب من قلبي ووجداني، ولكن السياسة أكتبها بالعقل من خلال التحليل والمنطق وهو اختصاصي ولكنني أهوى الشعر وأميل إلى القلب أكثر. عندما أحزن أو أفرح أو في أية مناسبة، أكتب الشعر وأشعر بارتياح. عندما اكتب السياسية اشعر بالانزعاج والاكتئاب، لأن السياسة قبيحة في وطني مع أن علم السياسة كما ندرسه هو خدمة الشأن العام من كلمة ساس أو  الحكم الرشيد ولكن للأسف، السياسة في بلدي قبيحة قباحة السياسيين ومع أني افقه جيداً علم السياسة والتحليل السياسي إلا أنّي أكتبه على مضض. يتخلله الكثير من النفاق وانا صادقة وشفافة لذلك أهوى الشعر ويهواني وأرى فيه ذاتي وكياني.

 

*أخت الشهيد، كيف تكملُ طريق البطولة؟ ونحب أن نشاركك ما كتبت لذكرى البطل عماد جهمي؟

أنا أخت الشهيد عماد رضا جهمي وهو بطل عملية إسقاط طائرة مروحية للعدو الاسرائيلي في وادي زبقين … وأفتخر بذلك، أخي عماد كان في الجيش اللبناني وكان شجاعاً همه الدفاع عن الوطن و كان
الدم ثمناً دفعه لنيل الحرية بسلاح بسيط على كتفه. صّوب نحو الطائرة وأسقطها. كانت عملية ضخمة روى عماد الجنوب بدمه الطاهر فأزهرَ نصرًا وحرية وكرامة إنسانية.
عندما استشهد أخي كنت صغيرة كان عمري ١٣ عاماً
رأيت صراخ وعويل أمي.. وحزن أبي وفي تلك
اللحظات كتبت اول قصيدة له

يا عريسًا من الجنوب وعرسك بجنان الخلود ..
يا من كسرت كل القيود ..عبرت أقسى الدروب
تسلقت أعلى القمم عبرت الحدود
بدر اطل عند الصبح
يا فارسًا إلتحم جسدك الطاهر
بالتراب الذكية
وافترشت الأرض العطشى للحرية
تعلنها ثورة نورانية
بكل ذرة تراب جنوبية
يا شمسًا أشرقت عند المغيب
يا بدايات الفجر الذي
بزغ من بلادي ولن يغيب
والقلب ينبض من دمك الجاري
بأرض الجنوب
إمتزج الأحمر القاني بنهر الليطاني وتدفق شلال عند الأخدود
عماد وعرسك كان صاخباً على الحدود
بالتلال المروية بدماء ندية
وهضاب قدسية
يا حبيب الله لن تموت روحك حاضرة
تهيم فوق رؤوسنا تحمي صروحنا
عماد يا فخر وعز الجنوب
لم ولن تموت
خالد فينا لا تفنى
حتى يفنى الوجود

 

*متى وجدت الشاعرة مروى نفسها؟ وهل ديوانك “و.. وجدتني” يُعتبر محاكاة لتجربتك الشخصية ،تجربة امرأة مقاومة؟

انا امرأة ولدت من رحم المعاناة، أمتلك قلب طفلة وعقل عجوز.. أنا هرمة بالتجارب صقلتني الظروف وزادتني قوة وصلابة، لوحتني الرياح وصبغتني الشمس و صفعني القدر لكن لم يستطع قتلي.
انا امرأة تألمت ولم تستسلم تعلمت من الآلام وتغيرت للافضل وحققت الإنجازات. ورغم الظروف الصعبة واصابتي بكورونا تحديت المرض و اصدرت ديواني (و..وجدتني) الذي هو حصيلة سنين من الغربة. نفسي التائهة وجدت نفسها في الكتابة وكان القلم هو المتنفس الوحيد لي
ماذا يعني ديواني ( و.. وجدتني) يعني وجدت نفسي بعد أن كانت تائهة عن الشعر، فأطلقت العنان لقلمي و سرحت مع حرفي… فكان محاكاة وجدانية وهو ثمرة تجاربي ومعاناتي والعوائق التي واجهتها  في الحياة  وهو حصاد عمر وسنين من البذل والعطاء  وأكثر قصائدي عن حب الوطن والتضحية في سبيله فكتبت الرومانسي وكتبت الوطني والثوري والمحكي والنثري والحر .
*القراءة فعل خشوع، فأنت حين تنهي قراءة كتاب لا تعود الشخص الذي كنته قبل القراءة.
ما هو الكتاب الذي قرأتِه وجعلك تتخذين قرارًا غيّر مسار حياتك؟

منذ الصغر أعشق الكتاب وأحب القراءة والمطالعة وأعشق فيروز .
تأسرني الكلمة وتأثرت بأدباء مثل جبران خليل جبران وكتابه النبي والأجنحة المتكسرة وكذلك بشكسبير ومحمود درويش ، وأبو الطيب المتنبي وقرأت الشعر القديم، أبونواس وامرؤ القيس وأحببت المعلقات .
واحب ان اقرأ قصص الناجحين في الحياة وتأثرت بمعظمهم مثل قصة نجاح طلال ابو غزالة ، وكتاب قرأته عن فكر الامام الصدر ونهجه الوطني والإنساني .
ولكن ليس هناك كتاب معين غير مسار حياتي لأنني أقرأ عن كل شيء لأكوّن ثقافة عامة .
هناك قراءات عديدة  لعدة كتاب وادباء في السياسة والاقتصاد والادب والشعر  والتنمية البشرية
ولكن أهم أديب بالنسبة لي هو المفكر محمد حسنين هيكل.

 

*حدثينا عن مشاركتك في المؤتمر الذي عقد في مقر الأمم المتحدة جنيف- سويسرا في العام ٢٠١٩؟

بما أننا نعيش في مجتمع اللاعدالة ومجتمع التمييز والعنصرية وكنت أرى على الأرض ظلم النساء وطالما كنت أحمل الحس الوطني والإنساني و هموم الوطن و قضايا المواطن تعنيني كثيراً وخاصة المرأة ، فقضيتها في وجداني لما تعانيه من القهر والعنف، لذلك انتسبت إلى العمل الإجتماعي لأجد سعادتي في العطاء و كوني ناشطة حقوقية منذ عشرين عاماً  و كان ولا زال هدفنا الأساسي حقوق الإنسان وخاصة المظلوم والمستضعف ورفع أي ظلم ومساعدة المرأة من أجل تمكينها إقتصادياً، كما عملنا برامج للشباب بالتعاون مع اليونيسف  خاصة الأشخاص المتسربين من المدارس  وذلك عبر التدريب المهني، وكل عملنا  على الأرض مباشرة بالتنسيق والتعاون مع عدة جمعيات من أجل  خدمة الناس ومساعدتهم وتطوير قدراتهم وتقدم  المجتمع وتحقيق التنمية المستدامة .
لقد تمت دعوتي إلى حضور مؤتمر حقوق الإنسان في الأمم المتحدة سويسرا -جنيف في أيلول 2019  وعقدت  ندوات عن تمكين المراة العربية وحقوقها
كما عقدنا ندوات وشاركت بمؤتمرات حول حقوق الأسرى في السجون الاسرائيلية ورفعنا صوت الحق عاليا فكانت تجربة ناجحة صقلت شخصيتي وأعطتني دافعاً أقوى لتحقيق الحلم بوطن كريم.

 

*هل تطمحين إلى الانخراط في العمل السياسي لخدمة المجتمع أو أن نضالك بالكلمة يؤتي ثماره كما ترغبين؟

أنت تعرفين النظام والتركيبة السياسية في البلد يعني إذا كان الانسان مستقلًا، لا يمكن أن يفوز في أي انتخابات إلا إذا كان مدعومًا من أحزاب السلطة او إذا تغير النظام اللبناني نحو دولة غير طائفية ونتمنى ذلك ولكن التغيير في الحياة السياسية صعب الآن. أنا أخدم بلدي ليس بالضرورة أن أكون في المجلس النيابي حتى لو لم أصل شخصياً المهم أن يصل صوتناً بإلغاء الطائفية السياسية والتوجه نحو دولة المواطنة .

 

*-للشاعر في كلماته أسرار وألغاز .
ما هي مفردات الشاعرة مروى جهمي في قصائدها؟

أنا عروسة من بحر صور، أنا سر من أسرار الكون. الحورية رمزي والبحر كنزي
أستمد منه كل أحرفي وأكثر كتاباتي
سري في الكتابة ينبع من أسرار الكون
أستمد قوتي وطاقتي وأبوح بمكنونات أسراري في قصائدي وأشعاري، كثيراً ما أحادث نفسي عن سر الوجود والقدر ، وكثيراً ما أطرح تساؤلات عن الحياة والموت وسرها المكنون الذي لا يعلمها حتى الآن الانسان مهما توصل الى علم يبقى عاجزاً أمام عظمة خالق الكون ..
رموز شعري نابعة من تجاربي في الحياة هي خليط وجداني ومشاعر جياشة تموج مع أمواج البحر الذي رافقني منذ الطفولة .. ولا أرى أرقى و أجمل من الطبيعة والبحر لأستمد منهما أحرفي وكلماتي .
والورود تعني لي الكثير في الحياة ، والارض والوطن .
ولكن البحر له رمزية خاصة، فهو عشقي الدائم واستمد منه الحب والقوة والعطاء والصراحة والدفء والحنان.

 

*أترك لك الختام مع قصيدة تهدينها لقراء كواليس .

رفقاً ايها المسافرُ
بقلبي
كفى
إبحاراَ.

وعمري  عرسُ تزفّه   انتحاراَ
فقاربي الصّغير ُ
أرهقهُ الترحال

مواجعُ الدّهر احرقتهُ أشتعالا َ
أمواجٌ عاتيةٌ تتقاذفهُ انشطاراَ

سوادُ الليلِ أتعبهُ اِفتكاراَ
يتقلّبُ بين مدًّ وجزرٍ
العُمرُ
انكساراَ

ما هدأت عواصفه يوماً
و ما برحتَ
تعبث بعواطفي
هبوبًا وإعصارا

على  شاطئ العمر
أعياه  الإنتظار

في نهاية هذا اللقاء ، الشكر من أعماق القلب لوردة الشعر ذات العبق الذي يتغلغل في الأنفاس ويترك طيب اثره بين الناس عنيت الأستاذة رانية مرعي الصديقة الراقية التي خصصت لي مساحة في هذة المجلة العريقة .

 

🌿 تحية كواليس 🌿

الضيفة العزيزة مروة كان يجب أن تكون شاعرة وكاتبة ومجللة لأنها لم تعش هامش الحياة، بل غاصت بها حتى آخر عمق وأحست بكل صغيرة وكبيرة صادفتها في رحلات التفتيش عن ذاتها عن وجودها عن فرحها عن حزنها وحاكته قصائد أزهر بها قلبها وتحاليل كان الحكم فيها عقلها..

ما شعرته أنها جعلت القاريء يتذوق تجاربها فيشعر بمرارة ويشعر بالسعادة ولكن الشعور الأكثر قيمة ذلك الشموخ الذي لا يعرفه إلا أهالي الشهداء الذين يشعرون بانهم شركاء أساسيين بالوطن الذي أهدوه دم  فلذات قلوبهم ولذلك يخافون عليه ويحزنون لأجله ويفرحون لفرحه..

هذه المروة الجنوبية تعلمت سر الأرض وصفاء السماء وصاغت بما بينهما من لوحات تنبض بالحياة

الحوار غني بالسؤال الذي كان الجواب عليه نابعاً من صميم التجربة والحنين المضمخ بالصدق والحلم

وتبقين الشاعرة الأديبة رانية مرعي صائدة الكنوز المهداة لعشاق الثقافة والمنتظرين مثلي دهشة الجديد والتجديد والتفرد..

شكراً لكما مروة ورانية اهذه اللوحة الضاجة بعمق المشاعر بكل حرية وثقة..

فاطمة فقيه

شاهد أيضاً

تصريح سعادة الدكتور علي عبيد الظاهري، سفير دولة الإمارات العربية المتحدة لدى جمهورية اليونان بمناسبة الشارقة ضيف شرف على معرض سالونيك الدولي للكتاب

تجسيداً  لروح التواصل العالمي أعرب سعادة الدكتور علي عبيد الظاهري، سفير دولة الإمارات العربية المتحدة …