حتى لا نترك أطفالنا فريسة للمترجمات الرخيصة وعالمها المرعب!!..

الأديبة فاطمة المعدول

يسأل الاستاذ فرج الظفيري كاتب الاطفال المعروف عن عدد الكلمات المناسبة لروايات اليافعين؟ّ!! والحقيقة إنه سؤال هام؟ وكذلك يجب أن نعرف عدد القراء في منطقتنا العربية؟ وعدد توزيع الكتاب الناجح؟ وعدد المكتبات؟ وعدد الناشرين؟ أعتقد انها كلها أسئلة هامة ولكن هل هناك احصائيات صحيحة في حياتنا؟ وهل هناك أي متابعه لأي كتاب أخذ جائزة مثلًا أو لم يأخذ؟ هل نعرف بالظبط ماذا الذي يريده اولادنا في هذه المرحلة الصعبة جدًا والتي تشكل فيها وعيهم وأيضًا تمردهم على المألوف وكل ما يحيط بهم؟ وهل فعلًا الروايات التي تقدم لليافعين وصلت إليهم وأثرت فيهم أو حتي قرأوها؟ هل نسترشد بالغرب وما يقدمونه لأولادهم؟ كيف والبيئة مختلفة تمامًا؟ بل أننا في الوطن الواحد في منطقتنا نجد تفاوت في البيئات بشكل صارخ بين الريف والحضر وبين الأغنياء والفقراء. لقد كنا نقرأ في الماضي حيث كانت المدرسة بيئة حاضنة للقراءة وطبعًا بعض الأسر المستنيرة، ولكن هل المنزل أصبح بيئة مساندة ومساعدة للقراءة؟ أم أن الألعاب الالكترونية والتطبيقات والدخول إلى عالم النت وفضاءاته الواسعة طغت على وجود المكتبة في المنزل، وهل المدارس الحكومية وظروفها التي أصبحت صعبة من الممكن أن تكون بيئة للقراءة في هذا السن والمسؤلين عن اللغة العربية لا زالوا يقدمون لأولادنا عبقريات العقاد؟ وهل المدارس الأجنبية التي تتيح تعليمًا جيدًا مهتمة بالأدب العربي، أم بالأدب الإنجليزي أو الفرنسي، إنها أسئلة صعبة، وأعتقد أن السؤال الأهم كيف نستطيع أن نصل بالكتاب أن يكون سلعة أساسية تدخل كل بيت حتى يصبح لدينا سوق للكتب، فلا نهضة لكتاب ولا نجاح دون دورة رأس المال، وذلك أن نقدم لاولادنا في هذه السن الصعبة والحرجة ما يشبع معارفهم وتطلعاتهم وذلك في أسلوب جذاب وممتع، فالأصل في الكتابة هي الإمتاع والسعادة التي تجلبها مع المعرفة؟ ولكن هل كتب الجوائز التي يوضع لها شروط ترضي الأهل والمدرسين هي التي ستقيم نهضة، أعتقد انها تعطي بعض المقويات حتى يظل الكتاب عل قيد الحياة!! ولكن يجب أن نعمل جميعًا أن يطير الكتاب ويحلق في عوالم غير عوالمنا حتى يصل إلى قلوب وعقول أولاد المستقبل وحتى يدخل الكتاب كل بيت عربي. عندئذٍ سنقدم أعمالًا في ٢٠ الف كلمة أو أكثر أو أقل، المهم أن ينجذب الشباب الصغير لما نكتبه ولا نتركهم فريسة للمترجمات الرخيصة وعالمها المرعب أو الأعمال القاسية والفاضحة.

شاهد أيضاً

غزة وحراك الجامعات الامريكية. الشعوب تتحد وتنهض لوأد العالم الانجلو ساكسوني.

ميخائيل عوض تطورت تشكيلات الوحدات الاجتماعية للبشرية ارتقاء من الجماعات البدائية في المشاعيات الى العائلات …