أين بلال فى عصر العولمة؟

الاديبة ليلى الدسوقى- مصر

أقطن بمنطقة شعبية (موظف حكومى) حيث الشوارع الضيقه، المنازل امام بعضها، الموظف او المدرس جاره الحلاق او بائع الخضار مع احترامى لاصحاب هذه المهن و لكن الاختلاف الفكري و السلوكي بين السماء و الارض فرق شاسع فلقد اندثرت الطبقة المتوسطة (الموظفين ) و انصهرت مع الطبقة الدنيا ( العمال ) بسبب الفقر
المهم نويت أن أصلي المغرب بالمسجد الموجود على ناصية الشارع الرئيسي
بدأ الآذان … ما هذا؟ ماذا يحدث؟ هل يوجد حرب أم مسابقة مين اللى يخلص الاول اصوات المآذن تتداخل
الشارع يوجد بمنتصفه زاوية بالدور الارضي لاحدى المنازل و اربع ميكروفونات معلقة اعلاه، آخر الشارع يوجد زاوية و ايضاً يوجد أربع ميكروفونات و يطلقون على هذه الزوايا مساجد فهذه الزوايا اصبحت منتشرة انتشاراً مرعباً اسفل كل عمارة او منزل
مهرجان الآذان بدأ !!! هكذا يطلق عليه انت مجبر تسمع هذا الهراء خمس مرات باليوم الواحد بأصوات عجب العجاب ( غير مدربة )
فمثلا بالمسجد الرئيسى رجل غير متعلم خادم الجامع او ما شابه و لا يعرف اى شىء عن أداء الآذان او المقامات الغنائية او مخارج الحروف الصحيحة، قام ليؤذن اجارك الله معلش فى اللفظ ( كالحمار ينهق بالميكروفون هذا الاختراع الذى اسيىء استخدامه فى هذا العصر ) لو عاد مخترع الميكروفون الالمانى إميل برلينر، ​ الان لتبرأ و ندم على إختراعه هذا
هذا بالنسبة للمسجد اما الزاوية ( وسط الشارع ) يا الله !!! رجل كبير السن غير متعلم يحضر الى الزاوية لإيؤذن بصوت كأنه ينبأنا عن حدوث كارثة او وباء او مصيبة و يخرج من المسجد يسب الدين
أما الزاوية اللى على اول الشارع حدث و لا حرج تترك الميكرفون لطفل صغير يقوم بالاذان ( عنده خنف ) منتهى الاستهتار و التسيب و لو اتكلمت و قلت لشيخ الزاوية هناك شروط تراعى ليسمح له بأداء الأذان يجب أن يحفظ القرآن وأن ينزه اسمه وسمعته عن كل سوء، وأن يكون له صوت واضح جهير ولهجة فصيحة ومخارج للحروف صحيحة ( اى ليس اخنف ) ،

يرد عليك قائلاً قول يا باسط، دى اطفال ملائكة الله فى الارض لازم نحببهم فى الدين ( كإنك تسمع الصم النصيحة )

يوجد بلاد تنشأ مدارس لتعليم رفع الأذان فمثلاً تركيا لقد سمعت انه :

( صرح الحافظ “عبدالقادر شهيد أوغلو” – رئيس جمعية الدراسات التعليمية للعلوم القرآنية والخدمات الاجتماعية – بأن صوت الأذان قد لا يخرج جميلاً بسبب النطق الخاطئ للحروف، حتى لو كان صوت المؤذن جميلاً.

لذا؛ تنظم دار إفتاء بلدة “يقوتية” التابعة لمدينة “أرضوروم” التركية دورات في “التلاوة الحسنة للقرآن الكريم ورفع الأذان”، يقوم الحافظ “شهيد أوغلو” بالتدريس من خلال هذه الدورات؛ حيث يتعلم الأئمة والمؤذنون تلاوة القرآن الكريم ورفع الأذان بطريقة حسنة)

و هناك سائحون يسمعون الاذان يدخلون فى الاسلام من حلاوة الصوت ، إن السائح الذي يهجع لأول مرة الى بلاد الشرق قلما تفوته خشعة الفؤاد على مقربة من إحدى المآذن الجامعة لذلك الجمال الوقور الذي ينبعث به دعاء المسلمين إلى الصلاة،
وهو لا شك يستوعب في قلبه — إذا كان قد هيأ نفسه للرحلة بالقراءة والمطالعة — كل كلمة من كلمات تلك الدعوة المقدسة، ويتبين مقاطعها وأجزاءها في نغمات المؤذن الرنانة حيثما أرسل الفجر ضياءه المورَّد في سماء مصر وفاض بها على النجوم.
وإنه ليسمع هذا الصوت خمس مرات قبل أن يعود إلى المشرق ، فإذا سأل عنها ترجمانه — كما فعل جيرار دي نرفال — أجابه ” يا من تنام توكل على الحي الذي لا ينام “… عظات جليلة تعيد إلى الذاكرة تلك الآيات التي ينقشونها في المشرق على بعض الحجارة الكريمة، ومنها «لا تأخذه سنة ولا نوم»، فإن كان الترجمان ممن يعون طرفًا من تاريخ الإسلام فلعله ينبئه أن المؤذن الأول — أول من رتل الدعاء إلى الصلاة — كان الخادم المقدس الذي اصطفاه نبي الإسلام لهذه الدعوة — بلال بن رباح ذلك العبد الحبشى ذات الصوت الرخيم الجهير
أي فنان موسيقي أو دارس لتاريخ الموسيقي لَيَوَدُّ لو يسمع كيف كان صدى بلال في ذلك الأذان، وأن يسمع الكلمات الخالدات كما كانت تسمع من أول المؤذنين!

ولا حاجة بنا إلى أن نقول: إنها أمنية مستحيلة؛ لأن فن النوتة أو تدوين الأنغام لم يكن معروفًا يومئذ بين العرب ولم تكن لهم وسيلة لنقل الصوت من جيل إلى جيل غير تعليق الذاكرة

فمن الجائز أن الأذان الحديث فيه على الأقل نغمات مشابهة للنغمات التي ابتدأ بها بلال إذ كانت الكلمات نفسها باقية بغير تبديل، فالأغلب الأقرب إلى الحقيقة أنه كان من طبقة «الباريتون» المعروفة لدينا بالامتداد والغزارة خلافًا للنغمة العربية التي تعرف بشيء من الحدة والنعومة.

ولعل مصر التي فتحت وبلال بقيد الحياة — مصر بلد الخلود الذي لا يقبل التبديل — قد حفظت دعوة الصلاة كما كانت ترتل في العشرة الثانية بعد الهجرة المحمدية، وقد سمعت الأذان من مؤذنين سمعوه من بلال.

ويرضينا أن نعتقد أن بلالًا نفسه قد أدى الأذان على نحو يشبه أداءه المسموع في مصر الحديثة كما سجله فيلوتو Villoteau، وهو أنغام تذكر السامع برسوم العمارة العربية وتنقسم إلى أجزاء وأجزاء، مما يقع موقع الغرابة في تأثيره على مسامع الغربيين.
وقد كان المؤذن الذي سمعه فيلوتو أقرب إلى التفنن من المؤذن الذي سجل لين Lane نغماته في كتابه عن المصريين المحدثين
ولعلنا نؤثر أن يكون تلحين بلال من قبيل ذاك الأذان لما فيه من تجزئة النغم التي يألفها العرب وتشبه تلك الخفايا المستغربة في الأصداء الأفريقية. إلا أن النغم الآخر مع هذا يعبر عن بساطته عن جمال ووقار، ويوحي إلى معنى العبادة الخالدة التي لا نهاية لها والتي هي أبدًا في ابتداء بغير ختام، كما يوحي إلى صلاة معلقة تتصل بما بعدها ولو كانت هي آخر صلاة.
وقد روى الشاعر الفارسي الأشهر مصلح الدين السعدي في كتابه بستان الورد نادرة تدل على آراء أبناء عصره فيما يرجع إلى اختيار المؤذنين

قال في بعض تلك النوادر: إن مؤذنًا في سنجار تعوَّد أن يؤدي الأذان أداءً صحيحًا ولكن بصوت كريه إلى كل من سمعوه، وكان صاحب المسجد أميرًا عادلًا لا يسيء في عمل من أعماله، فلم يشأ أن يجرح فؤاد المؤذن المسكين، وخاطبه على نحو يرضيه فقال له: يا سيدي. إن لهذا المسجد مؤذنين أقدمين يعطى كل منهم خمسة دنانير. فهل لك في عشرة دنانير تأخذها أنت على أن تترك لهم مهمة الأذان فيه؟ فقبل الرجل عرض الأمير وغادر المدينة إلى حيث شاءت له المقادير.

إلا أنه لم يلبث غير قليل حتى قفل إلى الأمير قائلًا: لقد ظلمتني يا مولاي إذ قد زينت لي أن أترك هذا المسجد من أجل عشرة دنانير. فإنهم قد عرضوا عليَّ عشرين دينارًا حيث كنت على أن أفارقهم فأبيتها … فابتسم الأمير وقال: لا يخدعوك إذن … فإني لأحسبهم معطيك خمسين دينارًا أو يزيد على ذلك إذا أصررت على البقاء هناك!

فالآذان من الشعائر الاسلامية ، وقد نُصَّ عليه في القرآن الكريم والسُنَّة النبوية، قال الله -تعالى-: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّـهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ) وقال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إذا حَضَرتِ الصَّلاةُ، فليؤذِّن لَكُم أحدُكُم وليؤُمَّكُم أَكْبرُكُم) و لقد أجمع علماء الأُمّة على مشروعيته، ومن الأغراض التي شُرع لأجلها الأذان؛ تعظيم الله -تعالى- في نفوس المُسلمين، وتذكير الناس بأوقات الصلاة للقيام بأدائها في وقتها وفيه كذلك إعلاءٌ لكلمة الله -تعالى- وتوحيده على الملأ، كما يَتبع المسلمون نداء الأذان بالدّعاء الذي علَّمهم إياه النبي -صلى الله عليه وسلم
وقد كان المسلمون قبل تشريع الأذان يذهبون إلى المسجد للصلاة ويقومون بأدائها، ولكن كان يحدث أن لا يُدرك بعضهم الصلاة، فاقترح عددٌ من الصحابة أن يتَّخذوا شيئاً مثل جرس النصارى أو بوق اليهود ليذكّرهم بموعد الصلاة، فلم يقبل النبيّ -صلى الله عليه وسلم- بذلك، فاجتمعوا على أن يُنادي أحدهم ويقول إذا حضرت الصلاة: ” الصلاة… الصلاة”، حتى رأى الصحابي عبد الله بن زيد -رضي الله عنه فيما يرى النائم أنه لقي على مقربة من داره — وهو يمشى في ضوء القمر — رجلًا طويلاً في ثياب خضر بيده ناقوس جميل، وبدا له أنه اقترب من الرجل ذو الاكسية الخضر يسأله أن يبيعه الناقوس. فتبسم الرجل وراح يسأله: ولأي شيء تريده؟ فقال له: إنما أشتريه للنبي عليه السلام ليدعو به المسلمين إلى الصلاة.

قال الرجل ، وكأنه يزداد في مقاله طولًا: كلا. بل أخبرك بما هو أصلح وأجدى. فخير من ذاك أن ينادي مناد بالدعاء إلى الصلاة من سقف المسجد كما أصنع. وانطلق في ندائه بصوت رنان عجيب سماوي الجلال يبعث الوجل الأقدس في فؤاد سامعه، وهو يردد ذلك الأذان كما يردد اليوم :
الله أكبر …
الله أكبر …
أشهد أن لا إله إلا الله …
أشهد أن محمدًا رسول الله …
حي على الصلاة …
حي على الفلاح …
لا إله إلا الله.
فهب من رقاده والنغم العجيب يتردد في أذنيه، وبادر إلى النبي فقص عليه رؤياه، فسمعها منه النبي كما يسمع الرؤيا الصادقة التي تأتي بالهداية من الله، وتذكَّر تلك الهبة الصوتية النادرة التي خص بها مولاه الوفي بلال، فأمره أن ينادي إلى الصلاة بتلك الكلمات التي سمعها المسلم الصالح في منامه، وكان الليل في هزيعه الأخير فوعى المؤذن الأول واجب صناعته الجديدة قبل مطلع الفجر، وما هو إلا أن طلعت بشائر النور الأولى حتى نهض أهل المدينة من نومهم على صوت الحبشي الساحر يردد الأذان من مشرف عالٍ بجوار المسجد. ، وكان مصعد بلال في تلك الليلة إلى الشرفة المضاءة بنور الكواكب على سقوف المدينة هو أول خطوة على سلم المنارة الباقية قبل ألف ومائتي عام.

في خلال تلك القرون جميعًا لم يعرف الإسلام يومًا واحدًا لم ترتفع فيه صيحة الأذان إلى الله.

ولا تزال نغمات الأذان تعلِّم طريق الساعات لسكان مدائن شتى لا عداد لها. وفي المأثورات أنها ستكون علامةً للساعة التي تقوم فيها القيامة ويظهر فيها المهدي المنتظر فيعلن الأذان بصوت جهوري يدوي في أنحاء العالم بأسره!

وما برحت دعوات الصلاة تستجاب في العالم الإسلامي بدقة يدهش لها السيَّاح ويعجبون.

والأغلب أن الأنغام العربية لم تكن لتزيد في عهد الدعوة المحمدية على ثلاثة أنواع متميزات: وهي ما يسمى بالنغم البسيط ويغنى به في مقام الوقار ومعارض البطولة أو السهولة كغناء الحرب والحداء.

وما يسمى بالنغم المركب وهو يتألف من حركات عدة وترجيعات صوتية كثيرة، وما يسمى بالخفيف وهو يستخف السامع إلى الطرب ويهزه ويحرك أشجانه ويخرجه عن الوقار.

ولما كان بلال عبدًا وكان ولا ريب في بعض أوقاته يسوق الإبل فقد كان على الأرجح يتغنى بالحداء ويعالج النغم البسيط، ولكنه — بسليقته الأفريقية التي طبع عليها أبناء جلدته — ربما وجد من وقته متسعًا لترديد الأصوات المركبة واستطاع من ثم أن يلقي الأذان في ألحانه المعروفة.

فلا يخفى أن النغم الذي يسمع في المنام قلما يثبت في الذاكرة، وأن النغم الذي سمعه المسلم الصالح من الطيف الغريب صاحب الثياب الخضر يصعب أن يعلق بذاكرته ويجري على لسانه وهو يقص رؤيته على النبي (صلوات الله عليه).

فلا يبعد إذن أن يكون بلال قد سمع الأذان وصاغ منه اللحن الذي أوحته إليه سليقته الأفريقية الآبدة فأقره النبي عليه كما أقره على ما أضافه بعد ذلك إلى أذان الصبح حيث زاد عليه «الصلاة خير من النوم».

سكت صوت بلال عن ترديد الأذان بعد نبيه ووليه؛ لأنه رأى — في حسبانه التقي — أن الصوت الذي أسمع نبي الله ودعاه إلى بيت الصلاة لا ينبغي أن يسمع بعد فراق مولاه.

إلا أنه لما ذهب عمر إلى دمشق توسل إليه رؤساء القوم أن يسأل بلالًا إقامة الأذان تكريمًا لمحضر أمير المؤمنين، فرضي بلال وكان أذانه الأخير.

و اخيرا …
اين وزارة الاوقاف من العبث الذى يحدث بالقرى و النجوع و الضواحى البعيدة عن العاصمة الأم ؟
فلقد أقرت الاوقاف توحيد الاذان ( قرار غير مفعل ) اى المنطقة التى بها اكثر من مسجد و زاوية يسمح لجامع واحد فقط بالاتفاق ( به شخص مؤهل) لرفع الاذان و لا يسمح للجميع رفع الاذان فى وقت واحد ونصبح فى مهرجان و الجامع او الزاوية التى لا يوجد بها اشخاص غير مؤهله لا مانع من ان تضع الراديو امام الميكروفون على اذاعة القران الكريم لرفع الاذان فإذاعة القرآن الكريم بها مؤذنين أصحاب اصوات تبعث فى القلب الطمأنينة و الراحة النفسية و تحب ان تسمع منهم الآذان فى كل وقت
ماذا لو عاد لنا بلال ( رضى الله عنه ) الى عصر العولمة الان و سمع اصوات المآذن و هى تنادى للصلاة لإشمئزت نفسه من تلك الاصوات الرديئة
ارحمونا يرحمكم الرحمن ….أجيرونا

شاهد أيضاً

مناقشة سبل تعزيز التعاون بين جامعة إب اليمنية وكاك بنك

حميد الطاهري  عقد اليوم بجامعة إب”وسط اليمن ” إجتماعا لمناقشة سبل تعزيز التعاون المشترك بين …