*الناشط السياسي محمود موالدي لـ”كواليس”: قمة الثوابت والرسائل*

 

*لقاء القمّة بين “أسد العروبة” و”قيصر روسيا” على وقع “سفينة نوح” وفى “السيّد” بوعده وتراجع خُصومه*

• *أحمد موسى*

*التعاون الثنائي وكيفية تطويره لتحقيق المصالح المشتركة، ومستجدات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، أبرز القضايا التي حضرت على طاولة الملفاة والنقاش بين “أسد العروبة والقيصر”، ففي لقاء القمة التي جمعتهما في موسكو، إجتماع ثنائي مطول جمع الرئيسين السوري بشّار الأسد والروسي فلاديمير بوتن، بحثا سُبل مكافحة الإرهاب وتحرير الأراضي التي تحت سيطرة الجماعات الإرهابية، والخطوات المتخذة على الصعيد السياسي، والوضع في أفغانستان، وتطوير المجالات الإقتصادية بين البلدين، خاصةً وأن قراراً أميركياً يبدو أنه اتخذ وفي طور التنفيذ، فبعد الإنسحاب المتوقع من أفغانسان، هيا هي إدارة بايدن قرّرت “تفكيك شبكات الاتريوت من السعودية”، وتتحضر لـ”سحب قواتها من شمالي سوريا”، وهو أمر سيصيب “قواعدها في العراق” والتخلي عن تواجدها فيه، فهل نكون أمام شرق أوسط “أعزل” أميركياً؟، وماذا عن انشار الحرس الوطني أمام المقرات الحكومية والرسمية في الولايات المتحدة تحت ذريعة “تضاهرة السبت”، وهنا نطرح هل بدأ الأفول الأميركي السريع عن المنطقة؟ أم نحن أمام خطة درتماتيكية لإصابة أميركا بـ”العصف المأكول” مقتلاً؟.*

 

وفي الأثناء، وصلت “سفينة نوح ـ النّاقلة الأُولى” ومعها “حُكومة ميقاتي”، و”انتصر الثّلاثي اللبناني ـ السوري ـ الإيراني على الغطرسة الأمريكيّة ـ الإسرائيليّة”، وفى “السيّد”، فخاض الُّلجج، فَطُوّع البحر بيمينه، والمحيطات بشمالهِ، فعبرت “سفينة نوحٍ” ومعها أسطول من السُفنِ تباعاً، وفى بوعده وتراجع خُصومه عن تهديداتهم؟ ولتُشفى سفيرتهم ـ الأمريكيّة ـ من الصّدمة الأولى؟.

*الناشط السياسي محمود موالدي

 

*موالدي*
“الناشط السياسي محمود موالدي” خصّ مجلّة “كواليس” قراءة في “القمّة” بجملةٍ من “الثوابتِ” ومفرداتٍ من “الرسائلِ”، على وقع ما تشهده المنطقة من متغيرات وكثير من التقلبات على صفيحٍ ساخنٍ من الأحداث.
وقال موالدي، إنها قمة العمل المشترك بزخم إقليمي ودولي، وبتعاون استمر ست سنوات، كان تدخل الحليف الروسي نقطة فاصلة في مسار العمل الميداني من جهة والسياسي من جهة ثانية، فإذا كان التعاون أخذ طابع محاربة الإرهاب الدولي وحماية المدنيين وعودة اللاجئين وتجنيب الجغرافيا السورية حرب تقسيمية تستحوذ من خلالها الدول الغربية المستبدة الطاقة والثروات وكل المنافع وضمان أمنها الإستراتيجي ومصالحها وأمن ربيبتها ( إسرائيل )، فإن أبعاد هذا التعاون الغير مسبوق كانت أعمق من ذلك بكثير.

*كسر الحصار*
أضاف، لقد جاءت القمة ضمن سلسلة ظواهر سياسية حاكمة للمشهد المعقد في هذا الشرق، وما سبقها من أحداث يدل على تغيير جوهري في هذه المنقطة، فمن الخروج الموارب للقوات الأمريكية من أفغانستان إلى تنظيم الدور المتعثمن لأردوغان ووصولا لكسر الحصار بإرادة ذاتية كانت معبرة عن نهج شعبي محق أخذ عنوان المقاومة، ليأتي دور القمة الروسية السورية إنعكاس لعناوين المرحلة القادمة، لتشمل أحكام المظلة الروسية في المنطقة مع ضمان أمن الكيان الصهيوني بطريقة محددة وغير مزعجة للحلفاء، عودة الجمهورية الإسلامية الإيرانية للمفاوضات النووية بضمانات الروسي، تأطير الدور التركي، والإنفراجات الخجولة على الصعيد اللبناني واستكمال تحرير ما تبقى من الأرض السورية بالتوزاي مع أرهاصات صاخبة للإنسحاب المحتل الأمريكي من العراق وتعزيز وجود مؤسسات الدولة السورية في المناطق التي تخضع للقوى الكردية وإنهاء ملف أدلب بعد عودة درعا إلى قوام الدولة السورية، لكن المتعثر هو المعطل بحكم الأجندات الخارجية لأدواتها الداخلية في ملفين مهمين هما اللجنة الدستورية والحوار السياسي بشقه الداخلي، لتعتمد سورية وبلسان رئيسها على خيارين الأول هو المدعم الفعلي للمحصل الثاني استكمال التحرير والحوار الوطني على نمطية “سوتشي”.

*طريق الحرير الجديد*
لافتاً، إن كل ما ذكر من تفصيل يكون المكمل لمشروع الشرق الجديد الذي يحمل في طياته إقتصادا متعددا وطريق الحرير المتشعب لتتحول بعض الدول الغير جاهزة لمواكبة المتغيرات لمستعمرات هزيلة في “طريق الحرير الجديد”، ليستكمل حليفنا الروسي دوره المتصاعد مع مكتسبات المصالح المحقة من استثمارات في المواد الخام إلى خلق أسواق جديدة وسلع متجددة ومتعددة مع تمكين أسوار المد الجيوسياسي البارد، ولتحصيل الجمهورية الإسلامية في إيران مكتسبات التطور والصبر والمصابرة والعمل الدؤوب، ولتتصدر المقاومة الإسلامية في لبنان الدور الريادي بشقيه الميداني والسياسي والزخم الشعبي المحق، وإستعادة الدولة السورية سيادتها على كل ترابها الوطني وعودة الحياة الطبيعية مع الإستمرار لدعمها ووجودها في موقع التصدي والصمود، فما يصرف اليوم في السياسة كان نتاج عملي ميداني مكلف وثمين فكل قطرة دم طاهرة صاغت تراتيل التغيير وآيات النصر القادم، ختم الناشط السياسي محمود موالدي.

شاهد أيضاً

إيران: نؤكد وجود مفاوضات غير مباشرة مع الولايات المتحدة في مسقط

ممثلية إيران لدى الأمم المتحدة تؤكد الأخبار المتداولة بشأن مفاوضاتٍ غير مباشرة بين طهران وواشنطن …