*صباح القدس*

 

ناصر قنديل

صباح القدس للأبطال الذين شقوا للحرية نفق النصر ، وليس مهما ان اسروا في الغسق او الفجر ، فالرسالة وصلت ،و مضمونها ان اسرائيل تحتضر وتموت ، ومهما فعلت ، فهي اوهن من بيت العنكبوت ، وصباح القدس لفتح الحلول للمسارات المأزومة ، وبعد طول انتظار في لبنان تولد حكومة ، ويتحول الحظر الى حماس بالتسريع ، واعلان وقف لمسار الإنهيار والتجويع ، وكل الفضل يعود لسفن الحرية ، وتلك هي القضية ، والقضية واحدة بين الأسر والحكومة ، والحال باتت معلومة ، انك لا تخيف المحكوم بالمؤبد ، بتكرار حكم مؤكد ، ولا تخيف المحاصر بالجوع ، بتهديده تحت شعار الممنوع ، فعندما تقرر الشعوب فك الحصار ، يكفي ان تتخذ القرار ، وسيعرف المحتل والمعتدي ، أن الشعوب ببعضها تقتدي ، وان الرد الوحيد على التصعيد هو ابتكار جديد ، فان راهنوا على السجن لكسر الإرادة ، نقابلهم بالنفق نحو الحرية ، ونعيد التكرار الف مرة ، وان راهنوا على الحصار في حرب التجويع والإبادة ، نخرج الى البحر بسفن تعيد التذكير بالهوية ، ونعيد الإعادة ، ونقول ان المهم هو بقاء الإرادة حرة ، والحرب هي ذاتها على السيادة ، لمن اليد العليا في الحرب المفتوحة ، لمن يملك المال والسلاح ، أم لمن يملك جروحة ، ولا يمكن له ان يرتاح ، ما دام الوطن في الأسر او تحت الإحتلال ، وهذا هو الأمر الذي يستحق القتال ، والتحدي لم يكن ان يتمكن المحتل من التعرف على مكان لجوء المحررين ، بل كان في ان يتمكن من منعهم عن الحرية وضوء الشمس ، وقد نزودوا بالاوكسجين ، ما يكفي للبدء من جديد لمئة عام من الأمس ، وقد انتشرت روح التمرد ، كالنار في الهشيم ، وصار التفكير بالإنتفاضة وصية ، والبحث عن اشكال التجدد ، ونبذ كل دعاة التسليم ، فالحرب ليست جيوشا وسلاح ومال ، بل ارادة القتال ، والمواجهة جوهرها فكرة ، فكرة ان الثائر من حفر ، لا من سلم للإحتلال والحصار كقدر ، ومشهد التسابق في الغرب على التراجع عن الحرب على لبنان ، واعلان الاستعداد لدعم الحكومة بالخروج من النفق ، تشبه محاولات الإحتلال للقول بأن الإعتقال يقفل حكاية النفق ، والخلاصة واحدة ، وهي ان روح المبادرة والتمرد تنتصر ، وان ارادة الاحتلال والحصار تنكسر ، ان يعود الاسرى الى الاسر ، يعني ان غيرهم يبدأ في الحفر ، والحفر هنا هو ليس بالضرورة في التراب ، بل حفر في اتجاه الحرية ، في مفهوم السجن والأسر ، لينفتح للحرية ألف باب ، والحرية المنشودة ، حرية فلسطين ، والحرية ليست انشودة ، بل وطن ودين ، وفي لبنان ليست السفن هي الهدف ، فالحق ثبت وانعرف ، ان الحصار هو مصدر الانهيار ، وان صاحب الحرب يتراجع عن الدرب ، ويعلن فكفكة حصاره ، ويعترف ان لبنان سيجد عبر سورية مساره ، فيصفع نفسه على الخد مئة صفعة ، ويصير لبنان تحت ميزان الردع على خط بلا رجعة ، عالجوا الأزمات ، أو انتظروا المبادرات ، فالمقاومة تمسك الخيوط ، وتعرف كيف تفك حصار الأخطبوط ، ومثلما ربح الأسرى حرب إثبات فشل الإحتلال ، واطلقوا في شعبهم روح العزم على مواصلة القتال ، ربحت المقاومة حرب كسر الحصار فقالت بأيدينا او بايديكم ، وحددت المسار وقالت اوقفوا تماديكم ، والحرب سجال ، هذه جولة تراكم في الوعي المزيد ، وفي كل جولة ربح جديد .

شاهد أيضاً

جائزة أفضل صورة صحفية في العام… لقطة من غزة “تفطر القلب”!

فاز مصور “رويترز”، محمد سالم، بجائزة أفضل صورة صحفية عالمية لعام 2024، الخميس، عن صورة …