أدباء وشعراء

إعداد وحوار الشاعرة رانية مرعي

فاتن أحمد شيمي ..
فلسطينية مواليد لبنان/ صيدا سنة 1979
مجازة في الشريعة من جامعة بيروت الإسلامية
درست الأدب العربي في الجامعة اللبنانية الفرع الخامس (صيدا)
معلمة لغة عربية منذ 10 سنوات
وقعت ديواني “إليك أكتب” في معرض بيروت الدولي للكتاب / عن دار الفارابي..
كتابي الثاني قيد الطبع..
عضوة في هيئة الحوار الثقافي الدائم..
شاركت في العديد من النشاطات الثقافية..
حائزة على العديد من التكريمات من المنتديات الثقافية اللبنانية والعربية
لي قصيدة مغناة، تحت عنوان: (ماذا لو) ..

 

الشاعرة فاتن أحمد شيمي:

البساطة وعدم التكلّف هما صفتان يمتاز بهما الشعراء والأدباء

 

 

أنا فتاة حالمة ، أقطن كوكبًا ورديًّا.. أقتات على قراءة الروايات وأرتوي من مُزُن الكتابة.
خطوات أحلامي شاسعة..أسعى لتحقيقها رويدًا رويدًا..

فاتن شيمي

*”إليك أكتب” هو عنوان ديوانك الأول.
إلى من تكتب الشاعرة فاتن شيمي؟

أكتب للحبّ نفسه.. أكتب لكلّ مقهور و مخذول.. وأكتب أيضًا لكلّ من تركه قطار الحب و مضى..
فكتاباتي هي بلسم لهؤلاء.. تُربّت على قلوبهم..

 

*جيل الشباب في هذا الزمن بعيد نوعًا ما عن القراءة بشكل عام وعن الشعر بشكل خاص.
هل السبب فعلًا عزوفهم عن اللغة العربية، أو أن أقلام الكتاب والشعراء لم تقارب همومهم وأحلامهم؟

الجيل ابتعد كل البعد عن القراءة التي توسّع الآفاق وتنمّي الإدراك، بسبب الانخراط في عالم التكنولوجيا وإدمان استخدام الهواتف الذكية.
ونتيجة لذلك أصبحت لغتهم العربية ركيكة ، إلا فئة نادرة تعشق المطالعة جدًّا.
وأنا من جهتي كمعلّمة ألوم أولياء الأمور، لعدم تشجيع أولادهم على المطالعة. فالأهل يلعبون الدّور الأول في صقل شخصية الأولاد عن طريق تعزيز مهارات عديدة، إحداها المطالعة..

 

*الثقافة تعني تحول الكائن من مجرد الوجود الطبيعي إلى الوعي بهذا الوجود.
ما هو الدور الذي يلعبه أصحاب الفكر في مجتمعاتهم ، سيّما العربية الغارقة في مشاكل جمّة؟

المثقّف يلعب دورًا مهمًّا في تقديم واجهة مشرّفة ومُبهِجة للمجتمع.
كلٌّ في مجاله.. في الشعر، في الأدب، في الفن..
بحيث يُخرِجون المواطن من دائرة التشنّج والإكتئاب والحزن الطاغي على البلاد..
لقد ملّ الناس من متابعة الأخبار المُكرَّرة. فمَنْ مِنّا لا يحب الاستماع إلى قصيدة وجدانيّة كانت أم وطنيّة حتى ينصهر معها و يخرج من الواقع المشحون.

 

*متى ينجح الشاعر أكثر ، هل عندما يلجأ إلى عفويته أو عندما يصبح همه البعد الإعلامي للكلمة؟

حتمًا الكلمة العفوية الصادقة التي تخرج من القلب، تصبّ في القلب مباشرةً. وإلّا أصبح همّ الشاعر صناعة الكلمة..
البساطة وعدم التكلّف هما صفتان يمتاز بهما الشعراء والأدباء.

 

*الشعراء الفلسطينيون الشباب هل ما زالت القضية الفلسطينية هي ثورة أقلامهم أم أن مفرداتهم سقطت في فخ التأدلج؟

تختلف انتماءات الشعراء الفلسطينيين السياسة كما هو الحال مع أغلبية الشعراء، ولكن يجمعهم عنوان عريض هو (القضية الفلسطينية) والتي يجتمع عليها العالم برمّته..
لذلك نقرأ قصائد عن القضيّة الفلسطينية بأقلام من جميع الجنسيّات. وإن اختلفت آراؤهم السّياسيّة.
فالتغني بالقضيّة الفلسطينيّة لا يحدّه رأي سياسيّ أو عقائديّ..

 

*ما هو المشروع الحلم الذي تسعى الشاعرة فاتن شيمي إلى تحقيقه من خلال كتاباتها؟

منذ نعومة أظفاري كنتُ أقرأ للشاعر الكبير نزار قبّاني (شاعر المرأة).
ثمّ لمعت أسماء لأديبات و شاعرات ك: غادة السمان، د. سعاد الصباح، و شهرزاد الخليج…
فهذا يدلّ أن للأنثى دورًا في البوح عن مشاعرها..
وأنّ هذه المشاعر لا تقتصر فقط على الرجل..
فوددتُ أن أقول: إنّ الفتاة تعبّر و تشعر وتوثّق عاطفتها
وتبوح بما في مكنونات نفسها من مشاعر شفيفة رقيقة..
فالعاطفة ليست حكرًا على الرجل فقط..
وحلمي أن يكون اسمي لامعًا مثل تلك الأسماء البارزة.

 

*هل تؤيدين ما يقال عن مجتمع الكلمة _إن جاز التعبير _ انه يخضع لاحتكارات وتكتلات تؤثر سلبًا على الوضع الثقافي العام؟

كلامك صحيح إلى حدّ ما. ولكن في النهاية لا بدَّ من انتصار الكلمة الجميلة والأعمال الأدبية ووصولها للناس..
فمهما تنوّعتِ الاتّجاهات، الهدف الأساسي هو القارئ المثقّف النَّهِم، الذي يحتاج دومًا إلى قراءة و سماع الكلمة المائزة..
وبالتالي هذا هو دور الشّاعر/ة والأديب/ة أن يتجاهلوا تلك التّكتّلات لبناء مجتمع مثقّف..

 

*إذا طلبت منك أن تخاطبي فلسطين ، الوطن الذي ننتمي إليه جميعًا بالروح ، ماذا تقولين؟

دعيني..

هل لي بخيط من شعاع الشمس،
الذي يشرق على قبتك، فتباركيني؟
أنا اليتيم، دونك..
أنا قصة حب لم تكتمل..
دعيني أحبك على طريقتي..
أعرف أنّ أولادَكِ العاقين خذلوك،
وباعوك..
-وعلى مرأى من دياثتهم-
انتزعوا طُهرَ حجابك..
فلم يهتزّ لهم جفن..
و لم يستنصروك..
هل لي بتضميد جراحك،
وإعادة ابتسامتك،
التي اغتيلت بنصل سكينهم السام..
دعيني أنهض بك لعليائك الماجِد..
وأحتضنك بشدة..
وأشمّ فيك رائحةَ أمي..

 

*أترك لك الختام مع قصيدة تهدينها لقراء كواليس 

هو صدى آت من كوكب الفرح،
صوته !!
أسمعه، فأُسرِّح شَعرَ الوقت،
وأُضفِّر المفردات..
يضحك، فيعقد القمرُ قرانَه على الشمس..
نرتاد الساحات،
فيصبح الكون غرفة لا يتسع لسوانا..
تتزامن فصول،
وتتعاقب إبتسامات وانكسارات،
وتنبثق شخصيات ورقية هشة..
ولم تشغلني غير عينيه المجرّتين..
ولن تُقرَع أجراسُ قلبي،
لسواه..
رجل أسطورة..
في لحظة ما على هامش العمر،
صمت الكون،
وتوقّفتْ حركةُ الكواكب،
سادتْ طقوسُ الدّهشة..
هذا الرّجل،
جعلني أتشظّى بهاءً..
ومنذ ذلك الوقت،
وأنا أرتديه كجلدي !!

 

تجية كواليس:

احترت من أجيي الشاعرة المحاورة أم الشاعرة الضيفة، فلكلاكما تتباريان بأناقة الكلمة وبوح القلب والعقل وعطر المضمون حول همومنا واهمال المجتمع وخاصة الشباب للغته العربية، وأسباب إستبدالها بالعربي الدارج المظعم بالأحرف اللاتينية والأرقام، إضافة لحماس الشاعرة الشابة فاتن شيمي في تأكيد حرية المرأة في التعبير عن مشاعرها فأبدعت في قصيدة تضح بالعاطفة الجميلة في “مسك الختام”  كما  الحس الوطني في قصيدة “دعيني” أحبك على طريقتي وفيها أيضاً تنشد الحرية في طريقة حبها للوطن، فلسطين قضيتنا العربية لا بل العالمية.

الجديد في الحوار الرتم السريع الموجز المختصر وغنى المصمون الذي يلبي الغاية من هذا التنوع اللطيف الجميل المتاح وبحرية لشعراء وأدباء ينثرون على صفحات كواليس عطرهم المنعش ليبقى بصمة لا تتكرر بين ضيوف تجيد الشاعرة رانية مرعي إختيارهم ليشكلوا نعمات أدبية مموسقة الصدى الثقافي  لانعاشه وأخراجه من سجن الروتين الممل.

الشكر يتكرر كما إبداعاتك الشاعرة المميزة رانية مرعي العزيزة والغالية.

فاطمة فقيه

شاهد أيضاً

خوفاً من لاهاي وليس امتثالاً لبايدن.. هل يقبل نتنياهو بالهدنة؟

          سميح صعب إن حالة من الرعب تتملك رئيس الوزراء الإسرائيلي …