ماذا نعرف عن الروح؟!

🙏🌹🌺🌼💐🌸🌷💐🎋
بسم الله الرّحمن الرّحيم

*ويسألونك عن الرّوح قل الرّوح من أمر ربّي* وما أُ تيتم من العلمِ إلّا قليلا* الإسراء85.
ويقول الحقّ: يا أيّتها النّفس المطمئنة * ارجعي الى رَبكِ راضيةً مرضيّةً * فادخلي في عبادي وادخلي جنتي، الفجر27-28. صدق الله العليّ العظيم.
فما الفرق بين الرّوح والنّفس لغةً واصطلاحًا؟
وردت في القرآن الكريم مصطلحات متناقضة كثيرة بحاجة إلى تأويل أهملها الفقهاء لعدم معرفتهم بتأويلها من جهة، ولاتّباعهم التفسير اللغويّ التّرادفيّ الخاطىء من جهة أخرى، مثل: الرّوح والنّفس (والنفس هي بداية الحياة أو الموت، والرّوح هي بداية الأنسنة في التّجريد الربّانيّ).
فالرّوح: هي النّقلة النّوعيّة التي أدّت إلى الانتقال لإنسانيّة البشر، وليست هي سرّ الحياة كما يدّعون، بل هي سرّ الأنسنة، أي الوجود الإنسانيّ عند البشر، والّذي بدأ بآدم ابو التّجريد (أي الانتقال الى مرحلة الوعي الفكريّ الإنسانيّ)، فالرّوح هي المعرفة التي زوّد الله بها آدم: وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلاَئِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاء هَؤُلاء إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ۝ قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ۝ قَالَ يَا آدَمُ أَنبِئْهُم بِأَسْمَآئِهِمْ فَلَمَّا أَنبَأَهُمْ بِأَسْمَآئِهِمْ قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ [سورة البقرة:31-33].
وليعلم الّذين يخلطون بين النّفس والرّوح، أن الرّوح ليست سرّ الحياة، فالله جلّت قدرته لم يذكر مصطلح الرّوح في مجال الحياة والموت مُطلقًا. وهذا هو قصور معرفتهم في الجدل بين النّسبيّ والمطلق أي بين النّصّ الثّابت والمحتوى المتحرّك، فالنّفس هي الّتي تحيا وتموت، ولا علاقة للرّوح في ذلك أبدًا. يقول الحقّ: (كلّ نفسٍ ذائقة الموت، ولم يقل كلّ روحٍ ذائقة الموت).
وندرك ماهيّة الرّوح في قوله تعالى: (فإذا سوّيتهُ ونفختُ فيه من روحي فقعوا له ساجدين، الحجر29).
فنفخة الرّوح هي النّقلة النّوعيّة الّتي أدّت إلى انتقال البشر إلى إنسان. والله أعلم.

أزكى التّحايا 💝