ماهي الوسيلة التعليمية لإمرأة مُسنة أُمية؟

 

بقلم الكاتب سهيل اليماني

#اليوم_العالمي_لمحو_الأمية

يشرف على النشاط الدكتور رمزي السلطان مدرس مقرر “صحة مجتمع” للفصل الثاني والأخير من دراستي لدبلوم مهنة التمريض العام:

هناك ثلاثة أنواع من البشر
هناك من لا يعرف ولا يفهم ويؤمن أنه لا يعرف ولا يفهم وهو الأمي الجاهل
وهناك من يعرف ويفهم ولا يؤمن أنه يعرف ويفهم وهذا يجب ارشاده
هناك من يعرف ويفهم ويؤمن أنه يعرف ويفهم وهذا هو الحكيم بحد ذاته.

ومحو الأمية في القرن الحالي تتغير مفاهيمه لأن في السابق كان التعليم يتمحور بتعليم الشخص القراءة والكتابة وهذا غير كافٍ للقضاء على الأمية.

وقد تطور التعليم في الآونة الأخيرة حيث انطلقت حملات توعوية في تلك الدول التي تأثرت بنتائج الثورة الصناعية وكان لهذه الحملات نتاجها الخاص على مستوى ارتفاع نسبة التعليم في أي دولة أجنبية او عربية..
والوسائل للقضاء على الأمية أصبحت كثيرة ومتعددة ، حيث تتنوع الطرق وتتفرع وسائلُها ولا يسعني الحديث عنها هنا لأنني لا أريد الإسهاب!!

وأُلخص تعداد هذه الوسائل بطريقتي الخاصة لاستنتاج إطلاعي.. سأذكر وسيلتان لكل وسيلة ضراباً الأمثال على الوسائل المتعددة والتي تتمحور من وسيلتان مهمة  لكل وسيلة من الوسائل التعليمية:

1- سمعية وهي الوسيلة التي استهدفت كبار السن متعلمين وغير متعلمين حيث توفرت أجهزة تساعد الاميين من معرفة الأمور بطريقة السمع عن طريق الراديو-الكاسيت-الاشرطة

2- بصرية وهي الوسيلة التي تتمركز بطريقتان،  الأولى الصور الجدارية والملصقات لنقل المعلومة في اطار فوتغرافي الطريقة الثانية الصور والفيديوهات حيث توفرت أجهزة التلفزيون والتي تساعد الاميين على معرفة الأشياء التي انحرموا من معرفتها عبر المعلومات المكتوبة وهذه الوسائل تساعد أي امرأة كبيرة في السن أو صغيرة تعتبر أمية أو متعلمة وأمام هذه المرأة الأمية فرصة التعلم عبر هذه الوسائل عن بعد وقرب كوسيلة مناسبة للتعليم..

هناك حملات أيضاً انطلقت في المغرب العربي استهدفت الفئات المهمشة والمحرومة من التعليم في الصغر
حيث كانت هناك أول إذاعة وطنية تابعة للمملكة المغربية وقناة تلفزيونية وقد اهتموا ببث برامج تعليم كبار السن عن بعد وعلى الفور شكلت تلك الحملة نقلة نوعية مستهدفة الأميين، وخصصوا أماكن شبه مدارس لمحو الأمية وتوافدت النساء من الارياف والمدن إلى تلك الأماكن التي تهتم بتعليم النساء والرجال وخصصوا سويعات من النهار ربما عصر كل يوم مراعاةً للأمهات اللائي ينشغلن بالأعمال المنزلية..
وهذه الوسيلة التي تختلف عن تلك الوسائل السابق ذكرها أخذت تتطور لتصبح تنمية بل واشتهرت وانتشرت من منطقة إلى أخرى ومن بلد إلى آخر، في حين كانت الدول العربية تصعد حملاتها التأسيسية لبناء المدارس بكثرة، وكان كبار السن فرحين في هذا الشرق وهي ليست لهم، لكن سرعان ما ازدادت فرحتهم لأن هذه المدراس ليس لتعليمهم بل لتعليم الأطفال منذ الصغر إلى الكبر_أطفالهم، من مرحلة الابتدائية إلى الإعدادية ثم الثانوية، وكان من نصيب بلدي اليمن حظ وارف بالرغم من أنه جاء متأخر وذلك بعد تحقيق الوحدة اليمنية
ولم يحظى جيل الأجداد بتعليم أنفسهم آنذاك إلى عن طريق المعلامات_مفردتها المعلامة
وهي التي اهتمت بتعليم الفرد قراءة القرآن الكريم ثم الكتابة.. وجيل الآباء ازدهرت حقبة زمنهم بنمو التعليم وكان من نصيبهم التعلم منذ الصغر إلى الكبر..

حيث انطلقت حملات محو الأمية في المناطق النائية في حين كانت بلادي الحزينة حالياً والسعيدة آنذاك قبل ازدهار التعليم، تنعم بوفرة المناهج الدراسية وهذه الوسيلة تكمن بالتعلم عن كثب ويكون المنشط أي المعلم ملما بتدريس المستهدفين كل يوم درس أو دروس معينة، وحسب استجابة الفئة العمرية سواء كانوا صغار أو كبار في السن ومناهج محو الأمية تكون فيها صور وتكتب المعلومات بخطوط كبيرة بعض الشيء واحجام متفاوتة الحجم_حجم الكتاب والحروف؛
حيث يجب أن يكون حجم الكتاب مناسباً، على أن يكون عدد الصفحات ما بين 20 و 40 صفحة، وذلك حتى يتشجع الكبير على القراءة ومواصلتها. حجم الحروف. يجب أن يتناسب حجم الحروف مع خصوصيات المتعلم الكبير، الذي غالبا ما يميل إلى الحجم الكبير للحرف. وقد تتضمن بعض الكتب عدة مقاييس للحروف تبدأ ببنط 36 مثلا وتتدرج إلى 24 تم إلى 18 أو 16، وهذا القياس الأخير، يجده القارئ في الصحف والكتب العادية.

لم يعد الصغار وحدهم المعنيين باستخدام الوسائل التعليمية، ولم تعد برامج محو الأمية وتعليم الكبار تقتصر فقط على الكتاب والمعلم والقسم، لتؤدي مهامها على الوجه الأكمل. بل استعملت العديد من الدول الوسائل التعليمية الحديثة، مثل التلفزيون وتسجيلات الفيديو، والتسجيلات الصوتية في دروس محو الأمية وتعليم الكبار، وذلك لأجل المساهمة في سد الاحتياجات التعليمية المتسارعة لمجموعة من المواطنين، عن طريق القراءة والتعليم عن بعد، ثم تطورت هذه الوسائل بتطور الإنسان نفسه، فتعددت وسائل الاتصال وأنماط الوسائل التعليمية، لتشمل الأقراص المدمجة و التطبيقات المحملة على الهواتف الذكية وغيرها.

وللتذكير فقط، فقد دعا المربي البرازيلي باولو فريري والمفكر النمساوي إيفان إيلتش إلى “وضع نماذج جديدة للتحرر من الأمية في البلدان النامية، وذلك بالتعلم الذاتي خارج المدرسة، على أساس أن يستمر التعلم الذاتي مدى الحياة، من دون تحديد سقف علوي للتعلم، أو الحد الأقصى للعمر.”

لقد أصبحت اليوم الحاجة ملحة لتطوير الوسائل التعليمية في دروس محو الأمية، واستخدام وسائل الإيضاح لتوضيح الأفكار وتقريب المفاهيم وتركيز المكتسبات بأفضل أسلوب.
ويمكن اعتبار الوسائل التعليمية أو المعينات التربوية، على أنها جزء من التقنيات المستعملة في برامج محو الأمية، والتي تساعد على نقل المعرفة إلى المتعلمين الكبار، وذلك عبر وسائل تعليمية تحمل رسائل ذات أهداف واضحة، لأجل إكساب المستفيدين القدرة على الكلام والتعبير، والقدرة على التفكير والتحليل، والتعلم الشفاهي من وسائل سمعية بصرية متعددة، للعيش في انسجام تام مع الوسط الاجتماعي أو المهني، مع إمكانية التعلم الذاتي مدى الحياة عن بعد، والقضاء على الأمية الهجائية في مستواها الأدنى. كما تجدر الإشارة أن الخبراء يؤكدون أن الوسائل التعليمية الحديثة، لن تحل محل المعلم في فصول محو الأمية، بل يجب اعتبارها وسائل مساعدة، تعينه على أداء عملية التدريس وتجويدها.

وبما أن هناك ثلاثة أنواع من البشر كما سبق وبدأت بتعريفهم هناك أيضاً أنواع للوسائل التعليمية وتدخل ضمن الوسائل التعليمية تلك الأجهزة والمطبوعات والتصاميم والنماذج المذكورة آنفاً والضارب بها أو بالاحرى المقارن بها أمثال من أرض الواقع ، وهي التي تساعد على تسهيل عمليات التعلم المباشر أو عن بعد. كما يعتبر تعدد الطرق والوسائل وتنوعها، دافعا إلى بحث كيفية استعمال هذه الوسائل والأدوات، في وضعيات ديداكتيكية مثل إدماج الوسائل السمعية – البصرية في عمليات التدريس للكبار، وغيرها من الأدوات التي أصبح استعمالها، هو موضوع اهتمام برامج تكوين المكونين والمدرسين، وكذا إعادة تكوينهم.
من هذا المنطلق، يمكن الحديث عن التعليم عن بعد، الذي هو محاولة لإيصال الخدمات التعليمية إلى الفئات التي لا تستطيع الوصول أو الحضور إلى مؤسسات ومراكز التعليم. كما تستخدم في هذا التعليم وسائل متعددة، تتراوح ما بين المادة المطبوعة والمواد المبثوثة عن طريق الأقمار الصناعية، وتأتي ما بين الإثنين الصحافة والإذاعة، التلفزيون والأشرطة السمعية المصورة وغيرها.

وللأسف يادكتور لم تحظى نساء بلدي بذلك الاهتمام الذي يساعدهم على التعلم والقضاء على الجهل وقلما تجد بعض الأمهات من كبار السن جهاز راديو أو تلفزيون، حيث اقتحمت الحداثة كل منزل وتبقى الأمهات تنظرن إلى فتياتهن وهن يتسابقن على تلك المسلسلات الغير مفيدة والتي تترجم من الهندية أو الانجليزية إلى اللغة العربية_العامية وهذه مشكلة ليست كمشكلة حرمان كبار السن من التعليم في مدارس خاصة بمحو الأمية ، فقد تدهور البلد لدرجة أصبح اهتمام الجهة المعنية واللا معنية بهذه الفئة المهمشة اهتمامٌ يزيد من تصاعد الأمية ، بل لم يعد إهتمام الدولة ذو أهمية بنحو أمية الصغار، فأصبح الطالب الثانوية بحاجة لمناهجه في حين تخلو مدراسنا الحكومية من المعلمين لأن انقطاع الرواتب مشكلة فاقمت أوضاع القطاع التربوي وأصبحت المدارس الأهلية مستحوذة على التعليم بشكل خاص وقلما يسجل متوسطو الدخل فيها.. وهذه ليست مشكلة أكبر من أن يتخرج الطالب الأكاديمي حاملاً ورقة شهادته والعقل فارغ ، وهذه عاهة لا تقارن بآفة الأميين !!

وهناك قرابة 400 ألف طفل يضافون سنويًّا إلى قوائم الأمّيين في اليمن.
وقد صرحت منظمة اليونيسف في تقريرها الأخير الصادر في شهر يوليو/ تموز 2021م إنه وبعد ست سنوات من الصراع في اليمن أصبح أكثر من مليوني طفل في سن الدراسة خارج المدارس بسبب الفقر والنزاع وانعدام فرص التعليم،
أي ضعف عدد الأطفال الذين لم يلتحقوا بالمدارس في عام 2015، حيث بلغ عددهم حينها 890 ألف طفل.
وعبرت اليونيسف عن قلقها من تزايد تأثير النزاع على تعليم الأطفال في اليمن؛ لأن الأطفال غير الملتحقين بالمدارس أو الذين تسربوا من مدارسهم في الآونة الأخيرة قد لا يعودون للدراسة إطلاقًا إذا لم يتم دعمهم بشكل صحيح، وأنه على جميع أطراف النزاع وقف الهجمات على المدارس وأماكن التعليم. ناهيك عن توقف برامج محو الأمية بشكل كامل، فماهي الوسيلة التعليمية لإمرأة مسنة؟
السؤال جاء مصادف لـ #اليوم_العالمي_لمحو_الأمية ولا أستطيع الإجابة عليه دون أن أكون ملماً بذكر الأسباب التي كانت ولم تزل تشكل عائقاً علينا نحن معشر الأكاديمين فما بالكم بكبار السن والأطفال؟

إننا كشبابٌ يمني نصعد تنازلياً، لا أحد يعي معاناة الشغوف للتعليم جراء هذه الكارثة والحرب الطاحنة التي بلغ عمرها سبعة عجاف وسأنتظر العام الذي فيه يغاث الجيل اليمني لأكون مشاركاً في القضاء على جائحة الأمية الناشئة بسبب عدوى الحرب العالمية إقليمياً_يمنياً!!!

من مذكرات طالب أكاديمي
2021/9/8م بقلم الكاتب اليماني سهيل عثمان سهيل
حقوق النشر محفوظة-موقع مجلة كواليس

شاهد أيضاً

البعريني: “نعمل مع رئيس ميقاتي ومولوي على إعادة اللبنانيّين العالقين في قبرص”

عُقد لقاء موسّع في بلدة ببنين في محافظة عكار تضامنًا مع اللبنانيين العالقين في جزيرة …