*إنه لقسم لو تعلمون جميل*

 

بقلم: *الحاجة زينات فياض*

 

*سأحدثكم عن بدرٍ توارى خلف القضبان*..
ثلاث وأربعون عـامـًا علـى الـغيـاب
عـاد مـن عاد من ألأسر ولكننـا لـم نـرَ طـيفـك أو طلتك ولاجمال محياك
ولـم يـأتنا أحـد بقـميصك ليرتـدَّ إلينـا البصـر ويبشرنا بأن عاد الإمام ما زلنا بانتظارك مهما طالت ليالي سجنك

*سيدي الامام*
السلام علـى جبينك المـثقـل بـتعب وآهات السنيـن
السـلام عـلى عمامتك الـتي لا تعرف إلا السلام
السلام على هامتك التى أحنتها سنين الغياب
السلام على صبرك وقهرك خلف القضبان لا السجن أنصفك ولا حتى السجان…

*سيدي الأمام*

ماذا أكتب وماذا أقول فيك؟
وأنا أراك في أجمل صور الحياة
أراك في الوجوه المتعبة
أراك في شتلة التبغ
أراك في السواعد السمراء
أراك في تجاعيد وجوه المسنين
أراك كقطرات ملح التراب المتصبب عرقًا على جباه الفلاحين
أراك من فوهة بنادق المقاومين
أراك في أشرعة مراكب الصيادين
أراك في النوارس الهائمة فوق بحر صور
أراك في أقحوانة قانا المضمخة بدماء الشهداء
أراك في خيوط الشمس المشرقة بالأمل
أراك على خد القمر المنير
أراك في قرع أجراس الكنائس وتكبيرات المآذن
أراك كوكباً في خاطري حاضرًا لا ولن تغيب..

*أراك وأراك* ….
اراك في قلوب أبناءك المحبين
أراك في بحة صوت *الست رباب* وعيون *مليحة*
أراك في شعر *سوسن* وقصيدة *فاطمة*
*اراك في عنفوان نسر المنبر مصطفى فقيه*
أراك في قلق *النبيه* حامل الأمانة
أراك جزعًا على ما مر على لبنان
الذي أقسمت بالمطالبة بحقوق المواطنية فيه وبحقوق جميع المحرومين وأنك لا تهدأ حتى
لا يبقى محروم واحد في لبنان …
*وإنه لقسم لو تعلمون جميل*
نقسم بجمال لبنان وجباله، بجنوبه وشرقه وشماله، بشمسه لدى الغروب، وبإشراقتها المطلة من الجبل،
نقسم بأمجاد تاريخه، وعطاء إنسانه
*وبالحب الذي ضم به أبناءه*،
نقسم بدماء الشهداء، بدموع الأيتام، بأنين الأمهات، بآلام الجرحى، المكتومين، بقلق الطلاب والمثقفين، بذعر الأطفال في الحدود، وبعزم المرابطين والمجاهدين وبتضحياتهم،
بليالي الخائفين، وبأيام البائسين، بالأفكار المهملة وبالكرامات المهدورة وبالجهود الضائعة، نقسم أن لا نوفر جهدًا لإحقاق الحق وإبطال الباطل، ومحاربة الطغيان والنضال على أعداء الوطن والمواطن، والله على ما نقول شهيد”…

*ثلاث وأربعون* عامًا وما زلت باقيًا في وجدان الشرفاء ..
ما زلت الشخصية التي لن تتكرر مرتين
ولو جاء من جاء
ألف تحية وسلام لك أمام الطهر والنقاء
ألف تحية وسلام لك إمام الانسانية والعطاء
ستبقى حاضر في وجدان الشرفاء
نجدد العهد والوعد والولاء
لك يا أمام الوطن في يوم الوفاء
سلامًا منا إليك يا شعلة النور الوضاء سلامًا منا إليك وباقة حب ودعاء
سلامًا منا إليك أيها الآتي من كنف الاوصياء والانبياء..
سيدي الامام..كلنا أمل بعودتك غيابك حاضر فينا لن يمحوه الإنتظار عد إلينا وأنر دربنا بالضياء…
*غادرتنا جسدا ولا زال النهج باق فينا حتى يومنا هذا*…

*زاد ثباتنا*

 

بقلم: *الحاجة زينات فياض*
أنصار/ جنوب لبنان
*الله ولي التوفيق*

 

شاهد أيضاً

أبو ستة للميادين: منع دخولي إلى أوروبا هدفه ألا أدلي بشهادتي أمام “الجنائية الدولية”

الطبيب الفلسطيني، غسان أبو ستة، يؤكد أنّ الهدف وراء منعه من دخول أوروبا هو منعه …