*النّداء الأخير :*

✍️علي رفعت مهدي

زميلاتي زملائي في التعليم الاساسي والثانوي الرسمي في لبنان …

نداء من قلبي وعقلي وروحي …

من عمق جراحاتنا واسقامنا ومحاولات اذلالنا ومصادرة اراداتنا ؛ واحتقار تواريخ نضالاتنا ؛ ومسيرات الدموع من اجل تحصيل حقوقنا ولا شيء غير حقوقنا المسلوبة والمنهوبة والمسروقة والمصادرة والمغتصبة والمقيّدة والمَسوقة الى مسالخ الإجرام في الاحتكار والجشع والطمع والإذلال والنهب المنظم والمقونن …
ليس الزمن زمن المناكفات والمساجلات وتسجيل النقاط والحرتقات على بعضنا البعض مؤيدين للرابطة او معارضين ؛ لأننا جميعنا قد أصبنا في المقاتل ؛ وجميعنا قد شُحِذت السكاكين والخناجر لذبحنا من الوريد الى الوريد ؛ وجميعنا قد اصبحنا في قعرِ سقر التي لم تبقِ _ لنا بظلمِ بني جلدتنا _ ولم تذر من حقٍّ ورأيٍ ومصيرٍ ومستقبلٍ لفلذات اكبادنا من اولادنا ارحامنا ؛ ومن اولادنا طلاّبنا الذين قتلَ طغيانُ كل منظومات الحكم في بلادنا احلامهم ؛ وصادر آمالهم ؛ واذلّ اهلهم واساتذتهم وحولهم الى قطعان تستجدي البنزين والدواء والخبز وحتى ذرّات الهواء .. ما يوجِبُ علينا التكاتف والتعاضد والتلاحم والاعتصام بالكلمة الواحدة والكفاح الواحد الرافض للذل والمهانة والاستحقار والاستحمار ( والاستغشام )…
الرافض لطوابير الإذلال ( الساعاتي ) واسواقها السوداء كقلوب اصحابها ومشغّليهم … حيث كلّ طابورٍ بما لديهم فرِحون باذلال الطغاة لنا لتركيعنا اكثر … وتجويعنا اكثر … واذلالنا اكثر …وختام الامر لإخضاعنا وتطويعنا كي نرفع ( عشرة ) الاستسلام ..
ليس الزمن زمن المزايدات على بعضنا البعض بالنسبة لفتحِ المدارس من عدمه ؛ ولا لتنفيذ كل الاجراءات الادارية الروتينية من عدمها ؛ لاننا نعلم ان الكثير من زملائنا في القطاع الخاص لا ناقة لهم ولا جمل في ما يقرره هذا القطاع … ولكنَّ ندائي هو لكل زميلاتي وزملائي في التعليم الاساسي والثانوي الرسمي ؛ كي يكونوا المنسجمين مع انفسهم حيث يعلنون التزام الاضراب والمقاطعة لطلاب الرسمي ويخضعون لإدارات الخاص بالدوام …. وندائي لمن يصغي لندائنا من كل من طالته سهام هذا الزمن الحقير الخؤون المهزوم ؛ ويسمع أنين مآسينا تحت مباضع وسياط جلاّدينا :
لنكن صفًّا مرصوصًا وجسدا واحدًا وعقلًا موحّدًا …
فقد باتت مسألتنا مسألة حياة ووجود وكرامة تُمْتَهَن وتُحتَقر … واردة تُسلَب … حيث نكون او لا نكون … نستحق جدارة الحياة او لا نستحقها … ندافع عن كراماتنا واعراضنا ولقمة عيشنا وادنى متطلبات حياتنا الاجتماعية والاقتصادية والامنية والغذائية والتربوية والثقافية والمعرفية والوجودية …..
او لا ندافع …
لنعلنها ثورةً وعصيانًا حضاريًا على كلّ موبقات وسيئات ظالمينا …
اللهم اشهد اني قد بلّغت !!!
اللهمّ اشهد اني قد رفعت الصوت … ومستعِدٌ للتضحية حتى الموت ؛ لعلّ وعسى يهبنا الله مسؤولين يتحسسون آلام اولادنا ؛ وصرخات جياعنا ؛ وانات الثكالى والفقراء والحزانى والمستضعفين والمرضى فينا .. !!!!
اللهم انت حسبنا ونِعم الوكيل ….!!!!
✍️علي رفعت مهدي
علي النهري 29 آب 2021 .

شاهد أيضاً

مدهشة ثورة أميركا والغرب الطلابية وعندنا عجز وخزي تقشعرُّ منه الأبدان!

خليل إسماعيل رمَّال ما يحدث في أميركا مثير للدهشَة والإعجاب أما ما يجري في دول …