يا شعب لبنان برحمة يلي راحوا وقف سياسة

 

بقلم ناجي امهز

انشر مقال سياسي خلال دقائق يلف لبنان والاغتراب، ويصبح على الفيس بوك وتويتر وواتس اب “ولحق على تنظير حوله واتصالات”.
انشر مقال عن العالم وامريكا والمنطقة، خلال ساعات يدور حول العالم “وما بتعرف مين ينقله ومين يضع اسمه عليه”.
وكم تمنيت لو وجد في البلد سياسة او رجال سياسة، كان “الواحد ما بيزعل”، نهار الذي أعلن فيه الرئيس سعد الحريري أنه سيشكل الحكومة قلنا بذات النهار لن يستطيع، وبقي الشعب اللبناني والإعلام والسياسيين عشرة أشهر، رح يشكل، مش رح يشكل، واذا مش الاثنين بالتأكيد الخميس، تدخل فلان بدلوا الاسم الفلاني، وبالختام لم يشكل.
تكلف الرئيس ميقاتي ثالث يوم قلنا لن يشكل، وذات النغمة، ونفس الموجة والكلام، ولكن اضافوا جملة جديدة وهي الجانب الايجابي، او الجو مش ايجابي، وكان تأليف الحكومة مرتبط بممارسة اليوغا.
بالأمس كتبنا مقالا اجتماعيا، عن وزير الصحة ومدهامته لمستودعات محتكرين الادوية وحليب الاطفال، وصدقا لم يصل الى ٣٠% بالمائة من عدد القراء، وهو مقال يتعلق بصحتنا وحياتنا وحياة أولادنا، وهو أهم من كل الكلام بالسياسة، فانا ماذا ينفعني، ان كنت ميكافيلي بالسياسة، او ارخميدس بالحساب والاقتصاد، وطفلي ليس عنده “علبة حليب”، ولا يوجد في منزلي لا ماء ولا كهرباء ولا دواء، ولا حتى “ربطة خبز” ماذا اكون فعلت، هل اصلحت قضية الشرق الاوسط.
يا شعب لبنان، غالبية هؤلاء السياسيين انفسهم فجروا حربا اهلية استمرت خمسة عشر عاما، هجروا كل الشعب اللبناني اذا مش للخارج هجروهم بالداخل.
يا شعب لبنان، لقد غربوا اولادكم ونهبوا جنى اعماركم، وبلغت العنوسة ٨٥% والطلاق ٨٥% والزواج ٦% بسبب البطالة التي تجاوزت ٤٦% واذا قارنا دخل الفرد السنوي، مقابل الرواتب التي لا تكفي تنقلات تصبح البطالة ٦٥%.
يا شعب لبنان معظم هؤلاء هم انفسهم السياسيين الذين كبرت ثرواتهم وتعالت قصورهم، وتكدست اموالهم بالداخل والخارج، بينما الشعب لم يعد يملك تسديد ايجار منزله.
يا شعب لبنان، اكثرية هؤلاء السياسيين هم انفسهم الذين فجروا بإهمالهم المرفأ ونصف العاصمة، ببيوتها وكنائسها ومساجدها، بشركاتها بمطاعمها بشوارعها بتراثها، وسقط ٣٠٠ شهيداً وآلاف الجرحى.
وهم انفسهم الذين احرقوا باحتكارهم شباب عكار، حيث سقط ثلاثين شهيداً، واحرقوا معهم قلوب المئات، من اهاليهم واولادهم.
السواد الاعظم من هؤلاء السياسيين، يشاهدونكم على شاشات الفضائيات وانتم تصطفون بطوابير من الذل، على البنزين والخبز، ولا احد منهم تهتز فيه شعرة من هذه المشاهد البائس.
يا شعب لبنان، 90% من الشعب الامريكي او الاوروبي، لا يعرف اسماء وزراءه، لكن اذا وزير منهم سرق “دولار واحد”، او كان فاسداً، فان العالم كله سيعرف اسمه وتفاصيل الذين خلفوه، وسيحاكم، ويعدم شنقاً، ثم رمياً بالرصاص، ثم يخوزق، ويدفن في مستنقعات روث الخنازير…
يا شعب لبنان، اقبل ايديكم فرداً فرداً، “اوقفوا الطائفية السياسية”، وفكروا لو قليلاً، فقط بطعام اطفالكم…

 

تحية كواليس:

تحية من صميم القلب لروعة روحك وإنسانية ابوتك وصفاء مشاعرك وواقعية تعاطيك  مع الامور برسم الاولويات التي على أساسها نعبر  إلى المستقبل بوعي وليس بالتخلف الذي نحن فيه، بكل ما يحمله قلمك من مسؤولية بكل ما تعنيه في زمننا المتجه لظلمة عبثية مرعبة مخطط لها من شياطين ومجرمين.

لقد دجنونا ليمروا على بلادة الاحساس تجاه واجباتنا الموجبة تجاه انفسنا وعائلاتنا بحيث نقدمهم  ونتقدمهم لنحميهم وننشر اجسادنا مظلات لتمنع عنهم حرارة الشمس ودخان المطر ونموت فداء عنجهيتهم وسوء تصرفهم في حمل الامانة التي بإسمها اعتلوا كراسيهم التي هي اجسادنا  ومناصبهم المتحكمة بمستقبلنا ولقمتنا

بئس شعب لم يعد بستطيع العيش من دون خبر عاجل

 

شاهد أيضاً

ميسر السردية تكتب:النار تأكل نفسها

الأزمة السياسية التي تعصف بالجبهة الداخلية للكيان و حدة الانقسامات التي أصبحت تتمثل بالخندقة الشرسة …