بيان تجمع العلماء المسلمين حول التطورات السياسية في لبنان

تعليقاً على التطورات السياسية في لبنان أصدر تجمع العلماء المسلمين في لبنان البيان التالي:
لا يزال المعنيون بتأليف الحكومة يتنازعون فيما بينهم على الحصص والكراسي دون أي التفاتة لما يعانيه المواطن من أذى وصل حداً باتت حياته معرضة للخطر، فالمستشفيات تعلن الواحدة تلو الأخرى توقفها عن العمل والصيدليات تغلق أبوابها نتيجة لفقدان معظم الأدوية، والانترنت دخل حيز الانقطاع الكامل بعد أن وصل إلى عدة ساعات تشغيل في اليوم، والأفران في أغلبها مغلقة! وإذا أردنا تعداد المصائب فإنها لن تنتهي! والكل بات يدرك أن البلد في حالة الانهيار الشامل والكامل.
بالأمس فتح قائد المقاومة سماحة حجة الإسلام والمسلمين السيد حسن نصر الله حفظه المولى طاقة أمل بإعلانه عن انطلاق أول ناقلة نفط إلى لبنان من الجمهورية الإسلامية الإيرانية وبدلاً من أن يشكر المسؤولون اللبنانيون وقادة الأحزاب إيران والمقاومة على هذه المساعدة التي نحن بأمس الحاجة إليها تسارع زعماء وفلول الرابع عشر من آذار ليتباكوا على السيادة الوطنية وأن المقاومة تصادر القرار الاقتصادي بعد مصادرتها للقرار العسكري مع العلم أنها لم تتصدى إلى القرار العسكري إلا بعد اجتياح لبنان من العدو الصهيوني وبعد فشل الدولة بتحرير الوطن والمجتمع الدولي بتنفيذ القرار 425، وهي تتصدى اليوم لمعالجة بعض آثار الأزمة الاقتصادية ضمن امكاناتها وقدراتها بعد فشل الدولة في وضع حلول للمشكلة الاقتصادية وتواطؤ بعض المسؤولين مع الولايات المتحدة الأميركية في اطباق الحصار على لبنان وعلى رأس هؤلاء حاكم مصرف لبنان رياض سلامة. وبالأمس تحديداً قام العدو الصهيوني باختراق السيادة اللبنانية وأرعب الصوت المدوي الأطفال ولم تتحرك فيهم لا نخوتهم ولا تمسكهم الكاذب بالسيادة ليدينوا هذا الاعتداء.
إننا في تجمع العلماء المسلمين وبعد دراسة وافية للوضع نعلن ما يلي:
أولاً: يستنكر تجمع العلماء المسلمين إقدام العدو الصهيوني على انتهاك الأجواء اللبنانية لقصف سوريا ويعتبر أن هذا العدوان في هذه اللحظة التاريخية هو محاولة صهيونية لإكمال الضغط على لبنان خاصة بعد الإعلان عن بدء تزويد لبنان بالنفط من الجمهورية الإسلامية الإيرانية ويطالب تجمع العلماء المسلمين الدولة اللبنانية باتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة لإدانة هذا العدوان ويدعو التجمع المقاومة لابتداع طريقة ضمن توازن رعب جديدة وقواعد اشتباك جديدة تمنع العدو الصهيوني من تكرار هكذا اعتداء.
ثانياً: يشكر تجمع العلماء المسلمين سماحة حجة الإسلام والمسلمين السيد حسن نصر الله حفظه المولى والجمهورية الإسلامية الإيرانية على البدء بسد الفراغ الذي أحدثته السياسات المتواطئة لحاكم مصرف لبنان وأذناب الولايات المتحدة الأميركية في لبنان من خلال انقطاع أغلب المواد الضرورية ويدعو التجمع إلى تعميم هذا الإجراء ليشمل المواد الحياتية خاصة الدواء والطحين وخلافه، ويدعو التجمع الدول التي تدعي حرصها على لبنان لأن تحذو حذو إيران في ذلك.
ثالثاً: يستنكر تجمع العلماء المسلمين استمرار حلقات النقاش بين فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس الحكومة المكلف الأستاذ نجيب ميقاتي وعدم الوصول إلى تشكيل حكومة بسبب الخلاف على الحصص والأسماء والانتخابات، ما يؤكد أن آخر هم عند هؤلاء هو الوطن وما يعانيه، ويدعو التجمع إلى الإسراع في تشكيل الحكومة فلم نعد نمتلك ترف الوقت مع انتشار النار في أرجاء الوطن كافة.
ثالثاً: يستنكر تجمع العلماء المسلمين عدم قيام حكومة تصريف الأعمال بواجباتها وترك الأمور تجري كيفما أراد حاكم مصرف لبنان ليصبح حاكم لبنان لا مجرد المصرف، ويدعو تجمع العلماء المسلمين البرلمان اللبناني أثناء مناقشته اليوم لرسالة فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لوضع خطة إنقاذيه عبر تعديلات تسمح باستيراد المواد الضرورية والنفط والدواء والطحين وخلافه. وأن يصدر البرلمان تفسيرا دستوريا يسمح لحكومة تصريف الأعمال بالانعقاد لمناقشة هذه الأوضاع.