تعليقاً على الأوضاع على الساحة اللبنانية والإقليمية خاصة مأساة التليل أصدر تجمع العلماء المسلمين البيان التالي:

لم يكن ينقص اللبنانيين أن يضاف إلى مآسيهم مأساة جديدة ونكبة كبيرة حتى فجعوا بما حدث لأهالي قرية التليل في عكار من مجزرة حقيقية أودت بحياة حوالي الثلاثين مواطناً وعنصراً أمنياً إضافة إلى عدد كبير من الجرحى نتيجة قيام بعض تجار الحرب والمحتكرين المستغلين لمواقعهم السياسية ونفوذهم المبني على الرشوة والفساد بتخزين كمية كبيرة من البنزين لتهريبها لاحقاً إلى سوريا وما يُشعر بالقرف هو أن يكون المهربون هم أنفسهم من يعتلي المنابر ليتهم غيره بذلك ويُعلن العداء للدولة السورية، في حين أن لديه شبكة علاقات هناك مع فاسدين من أمثاله يهربون عبر الحدود وبمساعدتهم كميات كبيرة من المواد المدعومة وعلى رأسها النفط ليصل الأمر إلى حد أن يتبين أن الكمية التي دفع من أجلها مصرف لبنان الأموال تفيض عن حاجة لبنان لمدة تزيد عن عشرة أضعاف المدة التي يصرفها لبنان عادة في ظروف عادية.
إن الجريمة الكارثة في عكار تفرض على الجهات الأمنية والقضائية المتابعة الحثيثة لاعتقال كل من هو متورط بهذا الأمر ونطالب المجلس النيابي بأن لا يماطل في رفع الحصانات عن أي نائب يطلبه القضاء في هذه المسألة، وإلا فإننا سنعتبر كل من يقف في وجه رفع الحصانة شريكاً في الجريمة.

إننا في تجمع العلماء المسلمين أمام هذا الواقع نعلن ما يلي:

أولاً: نتوجه لأهالي الشهداء في عكار بالعزاء وندعو الله عز وجل أن يلهمهم الصبر والسلوان، وندعو للجرحى بالشفاء العاجل ونطالب الأجهزة القضائية بالإسراع في إصدار الاستنابات القضائية لاعتقال جميع المتورطين والتحقيق معهم وصولاً للرؤوس الكبيرة، وإذا كان من بينها كما يُشاع نواباً في البرلمان نطالبه برفع الحصانة عنهم فوراً وبسرعة قياسية.
ثانياً: إن الوضع المأساوي الناتج عن مأساة عكار يفرض على فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي أن يبادروا اليوم قبل الغد لإصدار مراسيم تشكيل الحكومة وإلا فإنهما سيعتبران أمام المواطنين بل أمام الله والضمير الإنساني مشاركين في كل المآسي التي أصيب بها الوطن أو تلك التي سيصاب بها، وسنقوم مع الشعب بالمطالبة بإزاحتهما وتكليف من يستطيع معالجة أزمات الوطن.

ثالثاً: لم يفاجئ اللبنانيون عندما علموا أن خزانات النفط تحتوي أكثر من 90 مليون ليتر من المواد النفطية وأن الشركات كانت تحتكرها كي تبيعها على سعر أغلى لمعرفتها بقرار حاكم مصرف لبنان الشريك معهم في سرقة الوطن والمواطن، وحسناً فعل الجيش بالكشف على هذه الخزانات التي يجب أن تنقل إلى المحطات ليصار إلى توزيعها على المواطنين.

رابعاً: يستنكر تجمع العلماء المسلمين قيام قوات الاحتلال الصهيوني باحتجاز جثماني شهيدين من فلسطين ارتقيا خلال مواجهات جنين في الضفة الغربية ليصل عدد الشهداء إلى أربعة، ويطالب التجمع السلطة الفلسطينية باتخاذ موقف حاسم بإلغاء التنسيق الأمني والعودة إلى خيار الشعب بالكفاح المسلح كطريق وحيد لتحرير فلسطين.

خامساً: إن المشهد الذي رآه العالم بالأمس في مطار كابول يذكرنا بمواقف أخرى سابقة، كما حصل في فيتنام وكما حصل في جنوب لبنان مع جيش العميل أنطوان لحد، ليؤكد حقيقة راسخة أن الولايات المتحدة الأمريكية لا تهتم إلا لمصالحها وهي ستترك عملائها خلفها وتلوذ بالفرار غير عابئة بهم، لذا يجب على من لا يزال يعلق الآمال عليها في سوريا والعراق ولبنان أن ينتبهوا إلى مصيرهم الأسود ويعودوا إلى رشدهم ووعيهم، وعلى الكيان الصهيوني أن يهيئ نفسه لنفس هذا المصير عما قريب بإذن الله.