العبقري والمبدع الباحث والشاعر شربل بو حنا:

كم خبأت الارقام في طياتها قصائداً  وقصائداً من الجمال

وكم من أشعار خبأت بين صورها البيانية أرقامًا وأرقاماً

 

حوار جيهان دلول.
………………………………….
هل هو الرجل المتعدد المواهب ام الرجل المتعدد الابعاد، حين يدخل محراب الشعر، ثم يدق على باب البرت اينشتاين موغلاً في صياغة، او في حل المشكلات الرياضية التي على تماس مع القطاعات العلمية، لا سيما في مجال الابداع الالكتروني والتكنولوجي..
من أين ندخل إلى شخصية شربل أبو حنا، ابن بلدة ابلح؟ حين نقرأ سيرته الذاتية تظهر امام عيوننا شخصية ليوناردو دا فينشي، صاحب “الموناليزا” الذي مثلما غرز الريشة في الداخل البشري، ذهب بعيداً في تشريح ألغاز هذا الكون اللامتناهي..
من هنا يبدأ حوارنا مع العبقري والمبدع الباحث والشاعر شربل بو حنا….

لعلني ابدأ بالدوران حول شخصيتك، ثمة طرقات كثيرة إلى هذه الاخيرة، وهذا ما يجعل الدخول إليها أكثر تعقيدا”. لعل الشعر هو البوابة المخملية للحديث مع وعن شربل بو حنا.

 

الزميلة جيهان دلول مع الباحث والشاعر شربا بوحنا

 

*لا بد أن صياغة القصائد المغناة تقتضي الكثير من الرهافة ومن الشفافية.. وأنت الباحث في العلوم الرياضية ، والعلمية ، الأكثر تجهماً ، اذا جاز التعبير..هل
تمتلك اكثر من شخصية داخل شخصيتك..؟

من ينظر إلى الأمور من بعيد يظن ان شخصية الشاعر منفصلة عن شخصية الباحث الرياضي منفصلى عن شخصية الناشط الثقافي ولكن من يتقرب من الانسان الانسان يرى ان كل الشخصيات تتكامل وتنسجم ، فاذا انفصلت فكرة شربل بوحنا الشاعر عن الباحث الرياضي تتجرد ابحاثه الرياضية من نزعته الى بساطة الجمال وجمال البساطة وفي الوقت عينه تصبح الرياضيات قاسية معقدة ولكن شربل بوحنا الشاعر هو الباحث الرياضي الذي يسعى الى جمالية الرياضيات وانسيابه كما انه اذا انفصل شربل بو حنا الباحث الرياضي عن شربل بو حنا الشاعر تفقد مبالغاته الشعرية وصوره الشعرية التسلسل المنطقي الذي تتميز به الرياضيات فيصبح شربل بو حنا الشاعر مجرداً من منطق الرياضيات في بحر الشاعر لذلك شخصية شربل بو حنا مزيج انسياب وتكامل كل الشخصيات .

*تصديت لمعضلات رياضية لطالما اثارت اهتمام كبار العلماء في العالم . هل لنا بشرح مفصل لما فعلته، ولما حققته، في هذا المجال؟

الحدثية الرياضية هي فرضية يضعها عالم الرياضيات لأنه يقتنع انها صحيحة دون أن يستطيع ان يثبت صحتها، لذلك حين يفترضها يبدأ العلماء بدراستها قد تثبت صحيحة وقد تثبت خاطئة وقد ثتبت حالات استثنائية منها بانتظار الحل العام روزلف كونجكشر هي حدثية مهمة جدا في علم البيان بدأ العمل في اول حالة استثنائية فيها سنة 1934 مع عالم اسمه روداي واستمر العمل فيها حتى سنة 2000 حين وضع لها حل طويل معقد يتكل على الكثير من الاستثناءات (الحالات الاستثنائية) ضمن 31 صفحة والمشرف عليها في الرياضيات البروفسور والشاعر امين الساحلي كان له قناعة مطلقة بوجود حل مبسط لهذه المعضلة وكان يطلب من طلابه كل ان يفكروا بها ومن شدة حبي لهذا الانسان واقتناعي بافكاره وحدثه صممت على محاولة حل هذه المعضلة ولمدة سنة كاملة سنة 2020 استمريت بالتفكير بها حتى وجدت لها حلاً مبسطاً لا بطريقة رئيسية لا تتجاوز  الاربع صفحات.
.
* انت في بلد، بل وفي منطقة، اذا استثنينا اسرائيل ، تعيش تحت خط التكنولوجيا. لا معاهد بحث، ولا مختبرات متقدمة، ولا صناعات. حتى أننا لا نصنع الطناجر، ماذا يمكن ان تقدم ابحاثك، وانجازاتك النظرية، للبنان وللمنطقة العربية؟

نحن في بلد وفي منطقة رأسمالها منذ القدم هو الإنسان ولذلك تتنافس بلدان العالم المتطور على استقطاب الأدمغة من منطقتنا في اختصاصي كرياضيات لا نحتاج إلى المختبرات المتقدمة لاتمام ابحاثنا يمكن لورقة وقلم وعقل الانسان ان يصنع المعجزات ولكن رغم كل هذا ورغم كل معاناتنا نجحت الاسرة العلمية في الجامعة اللبنانية فرع الرياضيات بإنشاء مختبرين وخاصة المختبر الجديد في دورس قضاء بعلبك، ولي فيهرمكتب،  وانا اعتز بهذا الأمر، ونحن كباحثين نستطيع اثناء وجودنا في لبنان ان نكمل ابحاثنا، اما من ناحية استثمار الأبحاث فكل الرياضيات لديها تطبيق وفي مجال علم البيان هناك تطبيقات على المعلوماتية على أمور كثيرة ومؤكد انه سيأتي يوماً يتم فيه استثمار هذه النظريات في أمور علمية أخرى إن كان ذلك في لبنان و ذلك مهم بالنسبة لي وساكون سعيداً جداً وإن كان في الخارج فنحن نعمل على تطوير فكر الانسان.

*غالبية الذين مثلك تفاعلوا ديناميكياً، مع لعبة العصر، غادروا الى بلدان تتيح لهم المضي في ابحاثهم الابداعية.. لماذا بقيت هنا..؟

كما سبق وقلت لحضرتك بالاجابة على السؤال السابق انه في مجالنا الخاص كرياضيات لا نحتاج الى الكثير من المختبرات المتطورة لاتمام ابحاثنا وهذا ما يسهل لي البقاء في أرضي فاذا خرجنا من لبنان لن يخرج لبنان مني فانه في قلبي لذلك انا اعمل جاهداً على البقاء في وطني مع حلم وامل ان اساهم في المؤتمرات العالمية لأقدم ابحاثي وطبعا اصبح مع تطور التكنولوجيا العالم قرية صغيرة لذلك انا احاول جاهدا البقاء في لبنان مع نشر ابحاثي في المجالات العالمية و المؤتمرات العالمية و مع المساهمات في تراكم الفكر العالمي مع اخوتي و زمالئي الباحثين اللبنانيين وذلك مع البقاء على ارض الوطن الى جانب الاهل و العائلة و المحبين و اهلي في بلدة ابلح و في منطقتنا الذين تربطني بهم اخوتة لا تفك اواصرها غربة او بعد فان حياتنا اليومية هي كنزنا الذي لا ينتهي .

*ماذا تقترح على اهل السلطة الذين لاحظنا كم من المسافات الضوئية تفصلهم عن رعاياهم ، لكي تكون للأدمغة التي مثل دماغك، ان تبقى، وتبدع، على ارض الوطن..؟

اتمنى من حضرتك ان تسمحي لي ان اقول بأن الاهتمام الذي لقيته حين اتممت عملي في الرياضيات على صعيد المجتمع و الاعلام و المنتديات جعلني فخوراً جداً و جعلني سعيداً اذ انني كاصغر باحث علمي في لبنان اشعر بان يكون  بحثي العلمي قضية رأي عام ومقدمة للاهتمام بالبحث العلمي بشكل عام ليتحول مجتمعنا إلى مجتمع  يهتم بالبحوث العلمية ليشجع الباحثين والمبدعين،  لذلك احب ان اقول أمام حضرتك ان كل الفعاليات اهتمت بالموضوع وذلك يعتبر  فاتحة خير وأتمنى على المسؤولين ان يهتموا أكثر  ويرصدوا ميزانية خاصة ومحترمة  للمختبرات العلمية للجامعة اللبنانية وكافة الجامعات والمدارس وبهذا فقط يستطيع ان ينهض لبنان لأن سلاح لبنان وكنزه هو الانسان كما قلت سابقاً فان الانسان هو الذي يستطيع ان يثبت اننا كلبنانيين نمد يد العطاء وليس للأخذ فلبنان هو من أعطى العالم الحرف ولا يزال يعطي
من روحه وفكره وابداعه.

*حتى الآن لا تزال الاغنيات والأناشيد التي نظمتها، في اطار ضيق. بمن تحلم ان يغني قصائدك؟؟

في هذا الاطار ساتحدث في عدة مواضيع؛

الموضوع الأول: أنني كتبت لفنانين كبار في لبنان والعالم العربي، ومن ضمن هؤلاء الفنانين الفنان جورج وديع الصافي، الفنان عاصي الحلاني، الفنان محمد مجذوب والفنان خليل بوعبيد. ولكن نوعية كلماتي قد لا تكون من الكلمات التي يستسيغها دائماً الذوق العام، فأنا أكتب للذة الكتابة ولست شاعراً غنائياً يتبع ما يطلبه السوق الغنائي، لذللك اتنمى أن يغني لي كل من لديه حس الفن الأصيل والرغبة في إعادة أمجا الفن اللبناني والعربي الحقيقي وانا أقدم له كلماتي حتى دون مقابل ، فكما أقول لحضرتك كل من لديه الرغبة الحفاظ على اصالة الفن أنا أقدم له كلمات لأنني شاعر لاحساسه ولذاته فقط .
كما أحب ان اقول لحضرتك انني تشرفت بان اختيرت قصيدتي لتكون الاوبريه الرسمي لوزارة البيئة وقد لحن الكلمات الاستاذ جورج وديع الصافي وغناها مع طلاب كلية التربية الموسيقية في الجامعة اللبنانية .
وكتبت نشيد نيحا البقاع ونشيد المقعدين وعدة اناشيد وانا متصالح مع نفسي في هذا الاطار اذ أنني حين أكتب، اكتب ما احس به فقد لا ما يطلبه سوق الغناء .
لذلك اقول لحضرتك انني فخور بإنجازاتي هذه حتى واو بقيت كلماتي ضمن اطار ضيق ممن يتذوق الفن الأصيل.

*هناك فرق كبير بين الارقام والشعر ،كيف استطعت أن تكون بين الاثنين؟

كم خبأت الارقام في طياتها قصائد وقصائد من الجمال إذا ما تم تنسيقها بفلسفة وانسيابية راقية رقي الرياضيات، وكم من أشعار خبأت بين صورها البيانية أرقامًا وأرقاماً وحسابات وحسابات تعيد بلورة الزمن، شربل بو حنا هو الذي يمزج عشق الارقام بالشغف للشعر لكي يتزاوج الاثنان وينتجان البحث الرياضي وانتاج الشعر أو الفلسفة الشعرية.

*هل الشعر الارتجالي يشير إلى أن هناك موهبة لدى صاحبه أم أن هناك دربة يكتسبها المرء من خلال معاشرته الشعراء وقراءة الكثير من الشعر؟

الشعر موهبة تولد مع الانسان لا يدرس ولا يكتسب في الحياة ولكن البذور تحتاج إلى علاوة من الاهتمام لكي تعطي ثمراً، ذلك بالنسبة للشعر الارتجالي  فهو موهبة ولكن سرعة البديهة وهذه الحقبة أو الومضة في ولادة البيت الشعري الارتجالي تكتسب مع الوقت مع التمرين ومن المؤكد مع قراءة الكثير من الشعر لأن من يقرأ كثيرا يختزن المفردات والتعابير ولكن الابداع الشعري لا يولد — والشاعر لا يستطيع ان يكتسب الابداع الشعري من معاشرته للشعراء أو قراءته للشعر لأن الصور البيانية أو المعاني الجميلة الابداعية هي التي تميز الشاعر والتي تجعل ما يكتبه يستحق ان يدعى قصيدة وابداعه الشخصي وصوره الجميلة ولكن بالنسبة للشعر الارتجالي انا اعتقد انه يتميز بسرعة البديهة اذ انه في اكثر الاحيان لا يستطيع الشاعر ان يعطي صوراً جديدة للشعر الارتجالي ولكن ما يجعله يطبع في ذاكرة الناس وفي وجدانه هو سرعته المميزة التي يكتسبها الشاعر في التمرين .

*كلمة أو نصيحة تود أن توجهها لجيل الشباب؟

ما أحب أن أقوله لجيل الشباب هو أن يؤمنوا بوطنهم فما واجهته انا من تشجيع وتأييد بعدعملي في الرياضيات جعلني اقتنع ان مجتمعنا يحتاج للبحث العلمي ويحتاج للفكر اكثر من الامور التي تعيده الى الوراء او تشوهه، لذلك قناعتي هي ان يسعى جيل الشباب للبقاء على ارض الوطن ومحاولة الحفاظ على تراث لبنان من الفكر والابداع والعطاء فهذه هي ثروة لبنان الحقيقية منذ الاف السنين واذا خسرها خسر كينونته
ووجوده وخسر تميزه .
والنصيحة الثانية التي احب ان اعطيها لهم هي محاولة الخروج عن المألوف وكسر القواعد في العلوم والآداب وكل انواع الابحاث العلمية والكتابات اذ ان من يحاول ان يخرج عن المألوف ويكسر القاعدة هو من يستطيع ان يبدع اي شيء جديد، فلا جديد دون محاولة الخروج عن المالوف وان يبقى في اطار القديم لا يستطيع ان يهبَ العالم شيئاً جديداً،  هذه هي نصيحتي الثانية ليس للخريجين من الشباب  بل حتى للاطفال حتى للمشرفين على الأطفال شجعوهم على محاولة كسر القواعد لابداع كل ما هو جديد .

شاهد أيضاً

ماذا وراء سحب الإدارة الأمريكية مشروع قانون مناهضة التطبيع مع سورية؟.

أحمد رفعت يوسف بشكل مفاجئ، وغير متوقع، سحب الرئيس الأميركي جو بايدن، قانون “مناهضة التطبيع …