الفنان التشكيلي محمد الحريري: أنتمي إلى المدرسة الواقعية



له بصمات جليّة في هذا المضمار وبات مدرسة في اللون التقليدي لهذا الفن متمسكاً بعادات وتقاليد موروثة: الوطن، المواطن، الأرض، المنازل، الطرقات والحياة بكافة تلاوينها، حيث ولد وترعرع في مدينة بعلبك، تأثر بالمناخ والبيئة التي عاش ضمنها، فكانت عينه راصداً وذاكرته حاضرة تسجل خبايا وإيقاعات بصرية لمشاهداته، وقادرة على خلق إبتكارات في فن الرسم بكافة أشكالة وتلاوينه، فينقل أختزالاته وأحاسيسه وذوقه وحركات ريشته على نحو مبسط لتصبح لوحات وصوراً تحاكي المتلقي..


تأثرت بمنطقة بعلبك وتراثها وعادات وتقاليد وموروثات

*الفن التشكيلي فن متميز قائم بحد ذاته، فبأي موقع يقع هذا الفن ومسيرتك معه وتقييمك له؟
بداية الفن التشكيلي أشتهر وتميز به الغرب وتحديدًا أوروبا منذ عصر النهضة بدءاً من المرحلة الرومانسية ثم الكلاسيكية فالإنطباعية ثم التجريدية..ألخ.. إلى أن وصل بلادنا في القرن التاسع عشر، وشخصيًا أنتمي إلى المدرسة الواقعية كوني متأثراً بالمنطقة والبيئة التي ولدت وترعرت فيها، أعني منطقة بعلبك وما تحوي من تراث وعادات وتقاليد موروثة، أضف إلى ذلك الأماكن الأثرية والمنازل البدائية المصنوعة من التراب والطين والأحياء القديمة والأزقة، كما تناولت في رسوماتي الطبيعة والبحر والجبل، إنما حنيني يشدني دائمًا نحو التقليدي. وحياة المواطنين ببساطة متناهية أو أعمالهم والمعدات والأواني التي كانوا يستخدمونها، لذا تميزت بالمدرسة الواقعية، بما معناه يشدني كل شيء واقعي طبيعي دون تصنّع، معتمداً على أسلوب متميز في عملية دمج الألوان وتناسقها وفق طريقة مبتكرة من تجارب وإختبارات في هذا المجال وشخصيًا تأثرت بالرسام العالمي الفرنسي “مونيه” الذي كان يرسم كلاسيكي وتحول مؤخراً إلى الإنطباعي.تأثرت بمنطقة بعلبك وتراثها وعادات وتقاليد وموروثات

التقليد لا يحل مكان الأصيل

*هل من تطور في هذه المهنة ومشاركات في معارض؟
بالطبع نواكب التطور عبر الإطلاع على أحدث ما توصل إليه هذا الفن من حداثة ولا سيما لدى مشاركة في معارض متنوعة للعديد من الزملاء الفنانيين التشكيليين في كافة المناطق اللبنانية، ومعارض منفردة في بعلبك وبيروت وصيدا والنبطية وجويا ومناطق أخرى. وحاليًا بصدد إقامة معرض مشترك في أول آذار بمركز معروف سعد الثقافي – صيدا، كما تقدمت بطلب لدى وزير الثقافة لإقامة معرض منفرد في وزارة السياحة، كما هناك فكرة إقامة معرض في بعلبك قريبًا.

هل من مردود مادي لهذه المهنة؟
أبداً.. ناهيك عن المنافسة الأجنبية للوحات المصورة المستوردة من الخارج وتباع بأبخس الأثمان كتجارة مما يضر بسمعة الرسام ويقلل من قيمة اللوحة وهناك فرق شاسع بين الرسم الواقعي الحقيقي والمصور، وبات المشاهد يُميز ويقدر بين كلا الرسمتين، فالتقليد بكل شيء لا يمكن أن يحل مكان الأصيل.
وهذا ما نضعه برسم المسؤولين في إدارات الدولة المختصة للحد من هذه الظاهرة ومكافحة التزوير والإقتباس حفاظاً على حقوقنا المعنوية. وفي لبنان كم هائل من الفنانيين العباقرة المهمين الذين يمتلكون خبرات وافية وذوق وحس ورؤية وخيال واسع في إستنباط المشهد وتصويره وخبرة التلوين والخطوط، وأن تكون الرسمة أي اللوحة ذات أبعاد تشد وتجذب المشاهد.
وشخصيًا أضع عنواناً لكل لوحة ليسهل على المتلقي تفسيرها وأبتعد عن اللوحات المستهلكة من قبل بعض الرسامين، ملتزمًا بما تقدمت به من تراثنا وواقعنا وبيئتنا، أضف إلى ذلك إنجاز رسومات جدارية ولوحات ديكور للقصور والفلل حيث لي شهرة بهذا المجال. وشكراً لمجلة “كواليس” وشخصكم الكريم على هذه الإستضافة.
فؤاد رمضان

شاهد أيضاً

الضفة الغربيّة… إن انفجرت

كتب نبيه البرجي في صحيفة الديار يقول: عندما سألنا زميلاً فلسطينياً في عمان ما إذا …