أدباء وشعراء

إعداد وحوار الشاعرة رانية مرعي

 

محمود عثمان مواليد ١٩٦٩ بيت الفقس الضنية لبنان الشمالي..
حائز على دكتوراه دولة في الحقوق وإجازة في اللغة العربية من الجامعة اللبنانية
أستاذ القانون الدستوري في كلية الحقوق
مارستُ المحاماة والتعليم الثانوي ثم تفرغت للتدريس الأكاديمي
لي في الشعر:
قمر أريحا
بيضة الرخ
جناس عابر
تشرب النمور من عينيها
قمر على بيت الفرزدق
أقول ستأتي التي أشتهيها
عويل الكمنجات
للعصافير أجنحة ولي أهدابك
له في النثر:
إبليس في الجنة
الطريق إلى جبل الشمس
المقام المحمود
أرواد
ثقب في الروح

لي في الدستور :
رئيس مجلس الورزراء في لبنان بعد الطائف
الأعراف الدستورية
مقدمة في القانون الدولي الإنساني…  وأبحاث أخرى
حائز عدة جوائز ثقافية في المرحلتين الثانوية والجامعية…ثم جائزة أفضل مجموعة شعرية لبنانية عام ٢٠٠٤ وجائزة ناجي نعمان العالمية للإبداع ٢٠١٨

شاركتُ في مهرجانات شعرية في لبنان وخارجه في سوريا ومصر وتركيا ومثلتُ لبنان رسميًّا في أمسية لبنان الشعرية بتونس التي أقيمت بالتنسيق مع جامعة الدول العربية
كتبَت عني رسالتا ماجستير وكتاب :” العبثية والصوفية في أعمال محمود عثمان الأدبية ” للدكتورة غادة السمروط والكثير من الدراسات المستقلة في الكتب والدوريات الثقافية…

سألتُ أصدقائي عنّي فقالوا أنت جريء وأنت كسول غالبًا وأنت عابر للأسوار والتخوم …ولكني أتذكر جملة قلتها من قبل : أنا الخفّاش الذي لم يرَ النور .

 

محمود عثمان: لغة الشعراء لم تُفكّ رموزها بعد مهما أبدع من قصائد

 

 

*نعرفُك الشاعر المجد الذي لا تنطفئ جذوة إبداعاته .
لكن بعيدًا عن الشعر ، ما هو الجزء الذي تحب أن تعرّفنا عليه اليوم في شخصيتك؟

ولدتُ ،بالمصادفة، ابن مزارع .فورثتُ عن أبي مهنة ترميم وإعادة بناء الحفافي والجلول المنهدمة. واستدراج الغيوم إلى المرتفعات، وتضميد جراح الأشجار التي نخرها الدود .في البداية ،فعلتُ ذلك قسرًا، ومع الوقت، أدركتُ قيمة ذلك وأهميته .
في المرحلة الثانوية، عذبني الاختيار بين التحصيل العلمي والأدبي .في الجامعة حسمتُ الأمر لصالح الأدب، ووجدتُ الحقوق أقرب إليّ من الرياضيات البحتة .زاولتُ المحاماة فترة من الزمن، ثم التدريس الثانوي والجامعي .كنتُ دائمًا أبحث عن المهنة التي تناسبني وتقيني شر البحث عن الرزق .في الواقع، إنّني شارد ومتأمل. ومتسكع بين حين وآخر ،على أرصفة المقاهي .وفي كل الأحوال، شغوف بالمعرفة والحب والطبيعة .

*أستاذ القانون الدستوري والمحامي والشاعر .
أين عدلَ قلمُك أكثر، في المرافعات والقضايا في المحاكم أو في محراب الشعر والأدب؟

في القرآن آية رائعة تقول: إنّ الله يأمر بالعدل والإحسان .ولكنّ الحياة والتجربة البشرية علمتني أن لا آخذ هذه العناوين البراقة على محمل الجد .وفي الواقع، نحن نرتكب المظالم أحيانًا من دون أن نشعر .ذات يوم، كنتُ محاميًا عن الزوج في دعوى طلاق ، وكنتُ أظنّه مظلومًا ، إلى أن وجّهت لي الزوجة الكلام في حضرة القاضي قائلةً: أهذا ما يمليه عليك ضميرك يا صاحب الضمير؟ .تلك كانت صفعةً لا أنساها ، أيقظتني من غرور ادعائي بالدفاع عن المظلوم من أجل الحق والعدل .
في الأدب، أنت تكتب بحرية ، تزأر وتعوي وتنبح وتغرّد …وما دمت تصغي إلى قلبك اللاواعي فأنت عادل.فالقلب لا يأمر بمحاباة ظالم ومديح طاغية أو قاتل .

*هل يشكّلُ الوضع الراهن تحدّيًا للقصيدة ، بمعنًى آخر هل ستتكمشُ آفاقُ الشعر فيغدو بقايا عهد بائد؟

الشعر باقٍ ،سيدتي، ببقاء الله والإنسان. فالرب نفسه يكلمنا بلغة شعرية في كتبه المقدسة .والإنسان لا يستطيع التعبير عن أحاسيسه إلا عبر المجاز .والمجاز هو الشعر .

*يقول نزار قباني :”ليس هناك مجانية أو عبثية في الشعر”
ما لنا اليوم نرى أن الشعر صار ألعوبة في أقلام بعض من أسموا أنفسهم بأنفسِهم شعراء؟!

أتاحت وسائل التواصل الاجتماعي لمن يشتهي أن يضع أمام اسمه كلمة شاعر أو شاعرة .هكذا ، هو نعت نفسه، وعلينا أن نهلل ونصفّق .وليس من جديد في الأمر سوى انتشاره السريع كالعدوى. ولكنّ نظرية الانتخاب في الطبيعة، تفعل فعلها .أنظري آلاف اليعاسيب تتنافس من أجل تلقيح ملكة النحل .ولن يفوز في النهاية سوى يعسوب واحد .فيموت شهيدًا وهو سعيد جدًّا .

*ما هي القصيدة التي اختزلْتَ في سطورها ومعانيها كلّ ثوراتك؟ ولمن كتبتها؟

أشك في وجود هذه القصيدة .إنّها مجرد محاولات أكتبها على هامش القصيدة الموعودة .

*حصلتَ عام ٢٠١٨ على جائزة ناجي نعمان العالمية للإبداع .
حدثنا أكثر عن هذه الجائزة وهل كانت عن عمل محدد أو تكريمًا لمسيرة أدبية مشرّفة؟

لا شك في أنّها كانت تكريمًا لشعري ومسيرتي .والأستاذ ناجي نعمان أديب فذ يتابع بشغف ما أكتب .

*ما هو حلم الشاعر الأكبر؟ قصيدة لا تنساها الأجيال ؟ أم ان حلمه لا تعبّر عنه الأبجديات وإن تآلفت؟

ويقيني أن لغة الشعراء لم تُفكّ رموزها بعد مهما أبدع من قصائد .

كانت لنا أحلام وطارت . إنّ حلمي الأجمل هو أن أفتح عينيّ على قصيدة تضخ المزيد من الأوكسجين في فضائنا الملوث .وإنّ اليوم الذي أواعد فيه زهرة أو شجرة هو يوم مجيد في حياتي .

*انغمسَ الإعلام اللبناني في السياسة وبرامج الترفيه بعيدًا عن الثقافة .
هل سنشهد ولادة إعلام ثقافي يعيد الأمور إلى مسارها الصحيح أو انّ عقلية الربح والخسارة هي من يحدد التوجهات؟

الإعلام في بلادنا ملوث أيضًا .والثقافة ليست وسيلة مضمونة لكسب الربح .والسلطة المزعومة لا تملك سياسة ولا خطة للحفاظ على وجه لبنان الحضاري وإرثه الثقافي .وهذا هو دخان الصفقات يحجب الغابات والنجوم .

* أتركُ لك الختام مع قصيدة تهديها لقراء كواليس .

طائر الثلج

على القبر ثلجٌ
وأمِّي تحوكُ من الدمع شالاً
وفي الدار وَردَه

على شفتيها جليدُ الزمانِ
يقهقهُ وَحدَه

يحطُّ الظلام الشهيُّ البياضِ
على غصن سَروٍ
ومن فوقهِ حارسُ القبر بدرٌ
حزينُ الشعاعِ
يصلِّي لأجلي
يُمرِّغ في العشب والصخرِ
خَدَّه

أيا طائرَ الثلج أين اختفيتَ
تموتُ انتظارًا إليكَ الحقولُ
وفي الباب طفلٌ
يضمُّ المخدَّه

وما عادَ في موقدِ العمرِ نارٌ
تضمِّدُ بَردَه

 

🌸🌿تحية كواليس🌿🌸:

ابن الطبيعة المغمسة اصابعة بنزغ البراعم وشموخ الشجر ورقة العشب يصارع الريح ويبقى اخضرا..

هذا القادم ورائحة التراب تندي جبينه المعتز يحول قطرات الندى لحروف تتلألأ في عيون الهاربين من ضوضاء هذا الظلم ليتيح لهم السكن وبحنان  في مرتع الحلم.

إلى عوالم من السحر المرسوم بإختصارات ثرثارة اخذني وانت ايتها الشاعرة المرهفة كنت الدليل الهادي على منابع الريحان ووكر الفراشات تتباهى بألف لون.

حوار ممتع يدخل على التجديد جديداً فتتمادى امامك المساحات تزرعينها بلاغة وياسمين وثقافة  تستيقظ على رنة حبرك.

الف شكر

فاطمة فقيه

شاهد أيضاً

كَـانــوا وَكــنَّـا

بقلم محمود زعيتر .. العراق ألا يَكـفـيـكَ أنَّ الـعَـيـنَ وَسـنَـى وَحُزني مِـن غِنَى قَارُونَ أغنَى …