حوار في الثقافة والسياسة من إعداد الإعلامي.. د. وسام حمادة

في زمن العولمة والإعلام المرتهن وترسيخاً لمفاهيم الثقافة والمعرفة الراقية والتي تعيش غربتها القاتلة تعيد مجلة كواليس وموقعها الإلكتروني نشر لقاءات ثقافية وسياسية كان قد أعدّها وقدّمها لفضائية الإتحاد الإعلامي، د. وسام حمادة عبر برنامج 24 /24
ولقاء العدد مع د. “محمد وهبي” باحث سياسي وطبيب إختصاصي في أمراض الدماغ والجهاز العصبي
عنوان اللقاء: العنف وراثة أم اكتساب

أغنية بعنوان “ماذا يقول العندليب”
كلمات الأستاذ: ” حبيب صادق “
ألحان وغناء: د.وسام حمادة

الأغنية:

ماذا يقول العندليب إن عاد للقلب الوجيب
أو عاد للطير الجناح الطلق والجو الرحيب
ماذا يقول… ماذا يقول
إن عاد للعشب الندى جهرا وللزهر الطيوب
وانجاب عن وجه الحمى ليل وزايله الشحوب
ماذا يقول… ماذا يقول
ماذا يقول أخُ الهوى إن لاح في الأفق الحبيب
فتسابق الشجر المضيء اليه وانطوت الدروب
وانساب ريان الخطى رملا وأشرقت السهوب
ماذا يقول… ماذا يقول
ها نحن نسعى في الحجيج اليك فاسمح ياجنوب
واشرع لنا عينيك واسمع ما تبوح به القلوب
انت الشهادة والقصيدة انت والجرح الغصوب
والبذل انت نشيده الداوي إذا عصفت خطوب
أو زمجرت ريح العدا في الدار واحتدم اللهيب
فأسطع على الدنيا سراجا تستنير به الشعوب
واسلم فديتك يا جنوب

  • لقاء دوري نسعى من خلاله لإيصال كل القضايا الإشكالية في الحياة اليومية، علّنا نُقرّب الصورة بيننا وبين مشاهد يحمل الكثير من الأسئلة والقليل من الإجابات على واقع نعيشه ونعيش تناقضاته الفكرية والعقائدية والتي عكست الكثير من السلبية اتجاه الآخر.
    ضيفي الليلة يملك الكثير من المخزون الأكاديمي والمخزون الإنساني والسياسي، فهو موسوعة متنقلة لا يبخل بمعلوماته وعلمه على أحد. حين تحدثه بالأدب والفكر والتاريخ تحتار أي الصفات تطلقها عليه، وحين يحدثك في الطب وعلم الدماغ والجهاز العصبي تدرك أنك أمام شخصية وطبيب متماسك ودائم الحضور للمساعدة وتقديم النصيحة.
    يُشخّص المرض العضوي بشكل علمي وأكاديمي كما يُشخّص الواقع الثقافي والسياسي ويُبدع في التحليل ليصل في النهاية إلى وصفة طبية علمية وإنسانية تساهم في إعادة الوعي إلى عافيته.

د. محمد وهبي نحن سعداء بحضورك، فالحقيقة من يُجالسك يحتار من أين يبدأ بالحوار، يبدأ أكاديمياً، ثقافياَ، إنسانياً، جغرافياً، تاريخياً، أم طبياً. على أي حال أنت من الأشخاص الذين يزيدون الجلسة غنى، واليوم سنحاول أن نستفيد من حضورك بموضوع أصبح يحتاج إلى مركز أبحاث علمي لتوصيف ماهية العنف الذي تعيشه المنطقة، وهل هذا العنف شيء موروث أم مُكتسب؟ وكيف يمكن أن نبدأ بتعريف العنف وأنواعه إذا صح التعبير؟

الضيف: أولاً شكراً لك د. وسام، ثانياً القصيدة التي غنيتها جميلة جداً، والقصيدة تضيء على مسألة العنف من جانبين، فيها الجانب المشرق والجميل اللطيف الذي يوحد بين الكائنات، بين الإنسان والطبيعة والعندليب، وفيها الجانب الثاني النضالي العنفي، العنف الموجه جنوباً لتحرير الجنوب ولإعادة الحرية والكرامة الوطنية ولهزيمة الإسرائيلي، كالعنف في هذه القصيدة المرفقة بالصوت الجميل والموسيقى الأجمل.
ويجب أن نميز باستمرار بين ثلاثة أشياء في العنف: العدوان والعنف والقوة.

  • إسمح لي وقبل أن نبدأ بهذه النقاط الثلاث الأساسية أحببت أن يتعرف المشاهد أكثر على المسيرة والجهد الذي يقدمه الدكتور محمد وهبي في سبيل القضايا سواء كانت فكرية أو طبية عبر هذا التقرير.

التقرير:

بين الواقع والخيال الخادع … ترتبط حياتنا إرتباطاً وثيقاً بمجتمعٍ لا يخلو من عِلل بعض أبنائه
محمد وهبي .. إختصاصي في أمراض الدّماغ والجهاز العصبي … إنخرط في العمل الحزبي والسياسي مبكّراً وانتمى لحركة القوميين العرب
جنوبي الهوى من بلدة عيناتا الفدائية عام 1950 … حمل القضية الفلسطينية وانخرط بالعمل السياسي لشدّة إيمانه بعدالة القضية …
أثارت له الحياة السياسية فوضى عارمة … فهو محبٌّ للتّاريخ وقارئ نهم … فسكب وهبي آراءه العلمية الفكرية في جريدة السفير والباحث وفي المجلة الفلسطينية بلسم… كما تطرق إلى واقع حال مأزوم في كتابه عالم المخدرات الذي يشرح من خلاله الصراع الدائر بين المادة المخدرة وبين الإنسان .
ولأن د. وهبي مهتم بالقضايا الإنسانية، دفعته مشكلات المجتمع التي تتعدد مواقفها وأشكالها وأنواعها إلى تبني مواقف ترجمت برسالته الفكرية حول الدلالة النفسية .. حول مجتمع يتباهي نوعاً ما بظاهرة العنف.. مجتمع تحول من حضاري إلى داعشي
لكي تستعيد الحضارة توازنها من جديد فلا بد لها أن تنتصر للعقل .. والإنتصار للعقل هو تأكيد للمعادلة المستمرة أبداً.

  • كنا قد بدأنا الحديث حول توصيف العنف بين القوة والعدوان والعنف، كيف تصف لنا هذه النقاط؟

الضيف: بالدرجة الأولى سنتحدث عن العدوانية أو العدوان، يمكن أن نعتبره نوعًا من السلوك الفطري عند معظم الكائنات، وعند الإنسان بالدرجة الأولى، وعندما نتكلم عن سلوك فطري فهذا السلوك له طابع الظهور دائماً بصورة محددة، نمطي يتكرر باستمرار, وهو مبرمج بيولوجياً ويتأثر بالبيئة إلا أن تأثره قليل، فإذاً هذه العدوانية الموجودة عند الإنسان كما عند الحيوان هي نوع من السلوك الفطري الذي يسلطه الإنسان على الآخرين كما تسلطه الكائنات الأخرى على غيرها في حال أصيبت بمشكلة أو في حال وقعت في أزمة، وعادة يأخذ طابع عنفي، إذاً هذا العدوان كيف أميزه عن العنف؟
العنف هو تمظهر العدوان عندما يأخذ العدوان شكله الحاسم والشديد والمدمر، ولا يوجد إمكانية لضبط العنف لإنه ينفلت من عقاله، وينفلت من احتمال ردعه، بينما القوة هي عنف محكوم، يعني إذا أردت أن تستعمل القوة في قضية معينة إذاً أنت قادر على ضبط العنف فيها.
إذا قررت أن تحاسب تلميذًا أو أن تحاسب إبنك في المنزل، أي قررت أن تقوم بعمل تستعمل فيه القوة لردع الشخص الآخر، إذاً القوة هي عدوان محدود قادر على ضبطه، وتستطيع السيطرة عليه، بينما العنف عندما ينفلت من عقاله لن تستطيع السيطرة عليه، وضوابطه صعبة وهنا تكمن المشكلة.

  • هل يمكننا أن نأخذ الفكرة على الشكل التالي، أن هذه الظواهر هي نتاج لعلاقة الغريزة بالإنسان أم أنها نتيجة لموروث أو لفكر، أم كل هذا يتطور ويوصلك إلى العنف.

الضيف: نحن سنأخذه بعدة مستويات، إذا أخذناه على المستوى الدماغي نلاحظ أن هناك في الدماغ مناطق معينة مسؤولة عن العنف، هناك ثلاث مناطق بالدرجة الأولى، وهناك مناطق رديفة، إنما المناطق المهمة هي اللوزة وهناك مناطق إسمها الجهاز الطرفي وهناك منطقة مهمة كثيراً وهي تُحدد موقفنا النهائي والتي اسمها تحت المهاد أو “Hypothalamus”.

  • يعني يولد الإنسان والعدائية معه.

الضيف: يولد الإنسان والعدائية موجودة لديه في هذه الأماكن، لأن هذا السلوك اكتسبه الإنسان عبر التاريخ وأصبح جزءاً منه واضطر أن يدافع عن نفسه. أي بدأت حياة الكائنات البشرية بالصيد، والصيد كان الوسيلة الأساسية للحياة ولاستمرارها وهذه تتطلب عنف وقتال وإلى آخره، وهي ترسخت في الدماغ البشري وفي دماغ الحيوانات بأمكنة معينة وهي الأمكنة التي ذكرتها والتي تجعل سلوكنا عنفيًا وعدوانيًا، ولكنها ليست لوحدها فهناك أيضاً مناطق في الدماغ تُجابه هذه المناطق التي تقوم بنوع من التوازن.
هناك منطقة مهمة كثيراً اسمها “قرن آمون” أو “Hippocampus” أو “حصان البحر” وهي المنطقة التي خزّنا فيها المخزون المدني والحضاري والثقافي، وهي دائماً على صراع مع اللوزة والجهاز الطرفي في الدماغ، والذي يحسم الأمر بينهما هو “Hypothalamus” الذي يُغلّب لي سلوك عدواني أو تراجعي أو غضبي وانفعالي، إذاً لديّ حكم بين القوى المتصارعة في الدماغ والتي تجعل هذا الحكم يأخذ المنحى الذي أخذته أنا بالعلاقة مع القضية التي أمُر بها أو التي أريد أن آخذ منها موقفاً عنيفاً.

  • عطفاً على ما تفضلت به أن الإنسان فُطر على الشر بينما الخير هو اكتساب عملي، أي أن الإنسان بالمفهوم الإنساني يولد شريراً، وهو ما يسمى علمياً العدائية، ليكتسب قوْتَه أو عيشه أو ليستمر بالحياة، ولاحقاً يبدأ باكتساب الحياة المدنية والإجتماعية ليكَوّن الخير.

الضيف: لاحظ العنف والعدوانية بثلاث مستويات: عند الإنسان وعند الحيوان وفي الطبيعة، فالطبيعة مجبولة بالعنف، ونحن بإزاء عنف الطبيعة لدينا إشكالات مهمة جداً كالزلازل، البراكين، الفيضانات، تسونامي، حريق الصحراء، الحرارة الشديدة جداً، والثلوج، هذه الطبيعة جزء منها عنفي.
أما عالم الحيوان، وهنا أصحح شيء عن هذا العالم، أن عنف الفقريات مضبوط وليس كالسمة المعروفة والشائعة عن فريسة الغاب عند الحيوان، بينما في الحقيقة توجد فريسة الغاب عند الحشرات، فالحشرة الأكبر تقتل الحشرة الأصغر، بينما عند الحيوانات كالأسود والنمور تُضبط العدوانية فلا تحدث إلا وقت الجوع، وعندما يحاول أحد الحيوانات الأخرى الإعتداء على أنثى الآخر، وعندما يكون هناك صراع على السلطة ومن ستكون له الغلبة، ووقت حدوث التزاوج ومن سيفوز بالأنثى، يعني هو أقرب للإنسان.
الإنسان أيضاً لديه هذه النزعة العنفية والعدوانية.
ولكن العدوانية كيف لُطّفت؟
لُطّفت عندما تحول إلى إنسان، فما معنى أن أتحول إلى إنسان؟
أي تأنسن وأصبح أليفا، وأصبح لديه ثقافة وتمتع بالسماح والحب وبنى علاقة تواصل مع الآخر، إذاً الإنسان تحول الى إنسان بالثقافة والحضارة والمدنية والتراكم التاريخي. حتى طفلك إذا لم يتربى في وسط إنساني وإجتماعي أي في مجتمع وأسرة ومدرسة يبقى بحالة حيوانية وهناك إستحالة أن يخرج منها، فالفكرة المهمة جداً التي وصلت إلينا عبر “إبن طفيل” قصة “حي بن يقظان” والتي أخذها الغرب في قصة “حي روبنسون كروز” وهي ليست صحيحة من حيث النظرة الفعلية والعلمية والعقلية للأمور، فالإنسان إذا وُضع في الغابة وربته الحيوانات لا يستطيع الوصول إلى المعارف الكبرى ولا إلى الفلسفة ولا إلى الحقيقة ولا إلى العقل، بل يتحول -كما أكدت تجارب على أطفال عاشوا في الغابات- إلى ذئب أو حيوان يحبو ولا يتكلم كالمجموعة التي عاش معها.
إذاً الإنسان يصبح إنساناً باللغة والتواصل والتعلم والتثقف كالشعر والموسيقى والكتابة والرسم وبالعلاقة مع الآخر وبالمحبة، بهذه الأمور نتأنسن ونصبح إنساناً، خارج هذه القصة نحن فعلاً في المرحلة الحيوانية.

  • إذا أسقطنا هذا الواقع على المشهد الذي نعيشه الآن، برأيك هذا المشهد الدموي غير مسبوق أم كان هناك شيء يشبهه؟ ووجود وسائل الإعلام جعله يصل بشكل أسرع، هل هو نتاج للبيئة وهل بقي الإنسان على غريزته القتالية أو أن الأيديولوجية لعبت دوراً، والفكر الذي وصل إليهم بالتوارث أو بالمباشر جعل الناس تذبح دون أن يرمش لها عين أو يرقّ لها قلب؟

الضيف: طبعاً هذا سؤال مهم لقضية مهمة جداً، في الحقيقة إذا راجعنا تحاليل الكثير من المثقفين العرب وحتى قسم كبير من المحللين الغربيين، هناك محاولة لإثبات وإظهار هذه الصورة بأن الإنسان العربي والمسلم هو على هذه الطبيعة العنفية والوحشية والبربرية وبأنه أخذها من التراث القديم الذي حفظه في ذهنه والذي استمر مئات السنين، وقد لاحظنا مؤخراً أن عدد من الكُتّاب ومنهم العرب في كثير من الصحف الثقافية تطرقوا إلى هذه المسألة وقاموا بتظهير الجانب العنفي من تاريخنا، وبالواقع هذه محاولة لطمس الحقيقة عند الغربيين لأن لهم مصلحة بالتعمية عنها، وطمس الحقيقة عند قسم كبير من كُتابنا الذين هم في نهاية الأمر تابعين للثقافة الغربية بصورة أو بأخرى.
نحن أصبح لدينا تحول خطير في هذا المنحى، تحول عنفي وبربري وتكفيري، لنستطيع فهم لماذا حصل هذا التحول ولماذا لم يحصل في بداية القرن حين كان المسلمون والعرب منخرطين بقضية الحداثة وبقضية العقل والتنوير، إذا كان تاريخنا تاريخ عنفي وإذا كان ديننا كذلك وإذا كان الإنسان العربي هو إنسان عنفي وبربري، لماذا لم يحصل طيلة الفترة الماضية؟
بتقديري حتى ندرك هذه القضية ونعرفها معرفة صحيحة يجب أن ندخل في العلاقة التي تربط المواطن والإنسان العربي بثلاث محاور.
المحور الأول: السلطات والنُخب الحاكمة خلال عشرين وثلاثين أو أربعين سنة.
المحور الثاني: الغرب والولايات المتحدة وأوروبا خصوصاً.
المحور الثالث: الإسرائيلي وهو الأهم بين المحاور الثلاثة.
عاش المواطن العربي أزمة حداثة وخاصة في منطقتنا، الحكومات والأنظمة العربية دخلت من بداية القرن في مشروع الحداثة، وهو مشروع عالمي، حاولت الحداثة الغربية أن تكتسح بلادنا وتلحقها بمشروع الحداثة.
مشروع الحداثة قائم على الدولة والقومية من حيث المبدأ ومن جهة ثانية على العقل واليقين والعلم ومن جهة ثالثة على المكتسبات الثقافية، الإقتصادية، الصناعية والفكرية الهائلة التي أنتجها الغرب.
فماذا استطاعت أن تقدم النُخب الحاكمة عندنا للعرب وللجماهير العربية والإسلامية؟ هل استطاعت أن تعمم أو تنتج نموذجاً شبيهًا بالنموذج الغربي؟
لم تستطع إطلاقاً، أقامت نموذجًا رثًّا مشوهًا، نموذجًا حداثويًا إذا صح التعبير.
هذا النموذج خسّرنا كل القيم الموجودة في الحداثة الغربية، ففي الحداثة الغربية الإنسان هو الأساس، الإنسان الفاعل النشط، الإنسان الإجتماعي والمبدع، فالإنسان جوهر الحداثة الغربية.
بالحداثة الغربية هناك الحريات، والحريات هي الأساس، حرية الفكر، العقل، المعتقد, وحرية الضمير، وهذه أيضاً غير موجودة عندنا، إذاً إن كان من حيث المحور الإنساني أو محور الحريات أو المحاور الأخرى. والمحاور الإنتاجية صناعياً وإقتصادياً، لم نستطع أن نكون منتجين في هذا العالم، فإذاً تحولت بلادنا إلى سوق نُسرف فيه السلع التي ينتجها الغرب، نُسرف في البضاعة والسلع والمادة التي نستهلكها ونُسرف أيضاً في السلع الفكرية بكل أشكالها وأنواعها، فنحن لدينا نوع من التشيّؤ والإستلاب واللحاق بهذا النموذج الغربي، والعلاقة بين الحاكم العربي والمواطن العربي جوهرها إستبدادي وقمعي، وهذا الجوهر القمعي والإستبدادي أدى في معظم البلاد العربية إلى حكومة الإنسان الواحد، الشخص الواحد، العائلة الواحدة، وإذا صح التعبير الطائفة الواحدة أو العصبة الواحدة.
فماذا أصبح لدينا في العالم العربي في ظل القمع، الإرهاب، التحكم، والتسلط؟ سجون ومعتقلات بكميات هائلة وبتزايد مستمر، وهناك أجهزة مخابرات مسرطنة ومتضخمة باستمرار، إغتيال سياسي، إعتقالات وقمع، نهاية الظلم الذي يقع على الإنسان ونهاية التسلط الذي يحصل على الإنسان العربي، فماذا سيكون رد هذا الإنسان العربي؟ هذا ضغط هائل من النُخب الحاكمة التي سيطرت على المواطن العربي عشرين أو ثلاثين سنة.

  • لكن هناك طرف يقول أن ما تفضلت به صحيح إذا كان ينطبق على مرحلة الحداثة التي لم تأخذ أكثر من خمسين أو ستين سنة، وهذا لا يلغي أن هذا التاريخ الذي عمره أكثر من ألف وأربعمئة سنة يُكرر تجربة القتل والقمع باستمرار عبر هذه الحقبات –كالمشهد الذي نراه اليوم، فإذاً المسألة ليست مرتبطة فقط بأن هذه المرحلة كانت هكذا وكان لدينا تراث وأتت هذه المرحلة ولم تستفد منه، وكل القراءات تقول أن هذه المنطقة لم تمر في فترة إستراحة محارب، تستطيع من خلالها أن تُعبّر عن إبداعاتها -إذا كان لديها إبداعات- أو تُعبّر عن حرية وعدم شخصنة النظام إذا صح التعبير.
    أعتقد أن المسألة هي موروث أيديولوجي وهي ليست فقط في هذه المرحلة.

الضيف: أنا أختلف قليلاً مع هذه النظرة والتي هي سائدة، لأنه إذا أخذت التراث، وجوهر التراث لدينا هو الدين، والأديان لا يمكن أن تكون إلا أديان رحبة، فالدين الإسلامي رحب، مثل كل الأديان وكل النظريات التوحيدية الكبرى، هناك عنف، إنما هذا العنف ليس هو الغالب، بل هو مؤقت، أي أنه عنف لوحدة الجماعة وكبح الآخرين أثناء المواجهة أو لتثبيت النظرة التوحيدية.

  • لكنهم اعتبروا هذا العنف لكل زمان ومكان!!

الضيف: هذه هي الإشكالية الحقيقة، إذا كان جوهر الدين رحب وخاصة الدين الإسلامي، فالأديان لديها نقطتين جوهريتين: أحدها يدعو إلى الألفة -يؤلف الدين بين القلوب- والنقطة الثانية كل الأديان دعت إليها والدين الإسلامي خصوصاً وهي توحيد الجماعة وصهرها في بوتقة واحدة، بوتقة دينية مرجعيتها إلهية.
إذاً الأديان رحبة ولكن جميعها استعملت العنف بصورة أو بأخرى حيثما واجه الدين أو المتدينون مشاكل مع الآخر، مسلمون ومسيحيون، والذي حصل اليوم أن هذه الجماعات التي قامت تحت عنوان الدين و بتقديري الشخصي ليس لها علاقة بالدين، هي أوّلت الدين تأويلاً عنفياً، لتستطيع أن تحرّض قسمًا كبيرًا من الجماهير ولتستفيد أقصى الإستفادة من الموروث، فإذاً الدين مؤوَل، وليس هذا هو الدين.

  • كنا قد بدأنا بموضوع العنف، والعنف الثوري إذا صح التعبير ولكن أحببت أن أسلط الضوء على مسألة أنت مدركها، منذ بدأت الإنسانية أي منذ ظهور قابيل وهابيل على ساحة المعركة في هذه الأرض، وكأنه قبل وصول الأديان السماوية إلينا -بالحد الأدنى- والعنف هو السِمة الحاضرة والعامة التي كانت ومازالت المحرك حتى هذه اللحظة، تختلف بالأشكال وبالمواضيع العنفية فقط، فلا أدري لم حضرتك مُصّر أن هذه المسألة فيها شُبهة، إذا كل الأدلة التي وصلت إلينا عبر المثقفين أو الكتاب تشير أن هذا الإنسان عنفي بطبيعته؟

الضيف: صحيح ليس هنالك شك بها كمقولة، فالمتنبي أشار إلى هذه الفكرة بقوله: (والظلم من شيم النفوس فإن تجد ذا عفةٍ فلعلةٍ لا يَظلُمِ) ولكن كيف نترجم الحقيقة حالياً؟ نحن أناس تأنسنا ففي بداية القرن كنت إنسانًا ومواطنًا عربيًا ومسلمًا أو مسيحيًا عربيًا أو من كل الأقليات العربية الموجودة، ولكن لم أستعمل العنف بهذا المد الهائل، والعنف موجود دائماً وله عدة أشكال، ولكن القانون يضبط العنف والأخلاق تضبط العنف، وهناك ثقافات وحضارات قبل الأديان إنما كلها عملت على هذه المسألة الأساسية التي هي الأنسنة، أنا عندما أصبحت إنسانًا، كيف أصبحت إنسانًا بالدرجة الأولى؟
بالثقافة وباللغة أي أنّ في داخلي إنسان، ماذا يعني أن في داخلي إنسان؟ أي أنني متسامح معك، أحترمك وأحترم الآخر، أحترم نفسي، وأستطيع أن أقيم معك علاقة إجتماعية إنسانية وأبادلك الحب، ويمكنني مشاركتك في الإنتاج والإبداع.
إذاً هذه الثقافة هي التي جعلتني إنساناً، عندما أدخل إلى العنف ويدخل المجتمع كله إلى العنف ماذا يعني ذلك؟
يعني ذلك أن الثقافة عُطِبَت وكُسِرَت وهي التي وحدتني معك وجعلتني معك شريكًا بالإنسانية، وأفلتت غريزتي -الغريزة العدوانية- ما الذي شوه الثقافة عندنا؟
شوهتها حركة الإنسان التي جعلتني موحدًا معك وفي المقلب الآخر بعيدًاعنك وأراك خصمي وعدوي، وشوهتها بالدرجة الأولى الممارسات الهائلة التي كنت قد ذكرتها بالنُخب التي تسلطت على الأمة العربية والإسلامية خلال الفترة الماضية، وأُضيف إلى هذا التسلط والظلم والقمع والإرهاب وجود عاملين أساسيين: الوجود الإسرائيلي وهو وجود هائل وليس تفصيلاً في حياتنا، فمنذ ولادتنا ونحن على صراع مع الإسرائيلي في معركة وجود حقيقية ليست مع الفلسطيني فقط، معركة هذا العدو مع كل الأمة والمنطقة العربية، وقدمت الأمة العربية والإسلامية مدخرات وحياة وآلاف الضحايا في سبيل القضية، إذاً نحن نتعرض لعنف هائل من هذا العدو الصهيوني والإسرائيلي المجاور لنا، وبالإضافة إلى ذلك كان يُفترض بالتوازن الدولي والقانون الدولي الذي صدر بعد الحروب أن يقيم علاقات بين الشعوب وأن يوازن ويعترف بحق الشعوب بتقرير مصيرها وبحقها بالثروة المتساوية، وأن يعترف بحرية الشعوب، فأتى الأمريكي بالدرجة الأولى والأوروبي بصورة أخرى أو أقل ليضربوا بالقانون الدولي عرض الحائط، وأتوا ليكيلوا بمكيالين، دعموا الإسرائيلي من جهة ودعموا الأنظمة لتستمر من جهة أخرى، لذا العنف الذي لدينا إذا لاحظته -وهي ملاحظة حقيقية جداً- توجه باللحظة ذاتها إلى الطرفين، إلى الخارج خصوصاً الأمريكي والأوروبي باعتبار أن لهم صلة حقيقية بتفشي العنف عندنا واتجهوا بمسار إنحرافي أيضاً نحو الداخل حيث وُجدت عندنا الجماعات التكفيرية التي أوّلت التراث والدين تأويلاً خاطئاً في خدمة مصالحها وقالت هذا هو الدين وأنا سأعيد الناس إلى الدين وكل من ليس معي فهو خصمي ويجب أن أقضي عليه.

  • هنا يجب أن نعود للمصدر، فمثلاً نجد شاباً في ريعان الشباب ولديه أخ أو صديق أو ابن عم جميعهم من بيئة واحدة، أحدهم يفكر بشكل طبيعي أي أنه يسعى لبناء مستقبله وتحقيق أمانيه المادية والمعنوية وبكل المسائل الطبيعية، وآخر يذهب باتجاه الإنتحار ليُسبب أكبر عدد من الأذى والقتل لجاره أحياناً أو لأناس عاش معهم لمدة طويلة، ولديه قناعة تامة -نتاج للنص الذي وصل إليه- أنه ذاهب إلى الجنة، وهذا الفكر حتى هذه اللحظة مازال طيّعًا، بحيث أنك تستطيع توظيفه كما تفضلت في المكان الرحب وكذلك في الوقت عينه في المكان الضيق جداً. فماهو هذا المصدر؟
  • الضيف: المنتحر أو الإنتحاري هو إنسان يُضحي بنفسه، السؤال الأول، لماذا يُضحي شاب في العشرين بحياته؟ والسؤال الثاني، لماذا يُضحي بنفسه عبر تدمير مجموعات ثانية من إخوته أو شركائه بالدين والعقيدة، وهو سؤال مزدوج.
    لكي نُجيب لِم يذهب المرء للإنتحار، سنأخذ أمثلة من الطب النفسي والطب العصبي، نلاحظ أن أكثر الذين ينتحرون نوعان:
    أولًا, ينتحر الإنسان المصاب بالإكتئاب والإحباط الشديد والسوداوية ، هذا السوداوي ماذا يفعل، -وقد شاهدنا منه الكثير على شاشات التلفزة- يقتل زوجته وأولاده ليُخلصهم من العالم ومن الظلم وليُريحهم من هذا الشقاء وبالتالي يقتل نفسه.
    ثانياً، ينتحر الشخص المصاب بإنفصام الشخصية، هذا الشخص تأتيه وساوس وهلوسات وأفكار تأمره بأن يُجهز على نفسه وأن يُنهي حياته، إذاً لو أخذت السوداوي المكتئب كمثال وشابهته مع الشخص المنتحر، أقول لك أنهما يشبهان بعضهما كثيراً، لماذا؟ لأن المنتحر وصل إلى مكان في هذه المنطقة العربية والإسلامية وجوده لا يساوي شيئً، فهو مُحبط لا يملك مستقبلاً ولا حياة، ليس لديه هامش للفرح وللحياة، مهزوم بكل ما تعنيه كلمة هزيمة من معنى ولا يوجد أفق، فالأنظمة والحياة الموجودة لدينا لا تُقدم لقسم كبير من هذا الشباب ما يحلم به، فهذا الشخص المُحبط يصبح لديه إحتمال أن يرتاد أو يذهب للأماكن التي هي أكثر شهرة وانتشاراً، وهي الموجات الدينية التي تقوم بجمع الشباب الذين يملكون هذه الأزمة الحياتية الهائلة، أي الذين يعانون من الإحباط الكامل، فإذا كانت الحياة تساوي الموت، وحينما أنتحر في هذا المكان بما أنني شبه ميت وأنا حي، ففي هذا المجال أنا أضحي وأقدم هذا الخط الذي أنتمي إليه والذي أُوّل له أن هذا هو الدين.
  • ولكن يوجد إشكالية هنا، حضرتك قمت بطرح إشكالية تحتاج لإعادة نظر، أننا وصفنا ما تقوم به هذه المجموعة التي لا نتفق معها بالإنتحار بينما هو وأصدقاؤه اعتبروه استشهاد ومؤمنين تماماً بذلك، وفي نفس الوقت نحن نعلم أن هناك شباب استشهدوا أمام العدو الإسرائيلي وبنفس الطريقة ولكن الهدف مختلف، مع العلم أن الذين استشهدوا لم يكونوا جميعهم متدينين، نحن نعلم أن هناك إستشهاديين في أيام جبهة المقاومة اللبنانية لم تكن العقيدة الدينية هي الدافع لاستشهادهم كما يحدث اليوم، الكاميكازي واليابان كانوا يستشهدون في الطائرة وينزلون في الباخرة، وهناك الكثير من الأمثلة في الإتحاد السوفياتي، وفي الحرب العالمية الثانية هناك المئات إن لم يكن الآلاف ممن وضعوا أنفسهم تحت الدبابات النازية وقاموا بتفجيرها، فإذاً كيف نستطيع أن نقيم توازنًا بين عملية إنتحار وعملية استشهاد؟

الضيف: الإستشهاد يحصل وهذا بالتأكيد قضية جوهرية، لكن هناك أناس ينتحرون لأجل قضية خاطئة ظناً منهم أنها صائبة، لذلك نسميهم إنتحاريين ولا نسميهم شهداء أو إستشهاديين. فالذي يدخل في قضية خاطئة يُقدم نفسه ضحية لها ظناً منه -كما سُوّغ له- أنه يقوم بالعمل الصحيح، ولكن هذا الظن غير صحيح ولا يقوم بتبرئته أو إعطائه شهادة نهائياً. نحن نعتبر الشهيد والإستشهادي مَن له قضية مقدسة كالذي يدافع عن وطنه، حريته، كرامته، بلاده ودينه، هذا الشخص نعتبره شهيداً لقضية صحيحة، بينما ذلك الشخص (الإنتحاري) نعتبره ضحية، والمبدأ السائد بالمُطلق في الإنتحارية هو ليس الدين بل هو العصبية، العصبية التي تحولت وهي عصبية قبلية ليست على علاقة نهائياً بالدين.

  • لقد ذكرت أن الواقع الإقتصادي والإجتماعي السيء لهذه الجماعات هو الذي أوصلهم إلى الإنتحار طالما أن هذا الوضع على ما هو عليه، بينما نرى في بعض الأحيان أن بين هؤلاء الإنتحاريين -من يسمونهم أصدقاءهم بالشهداء- هم أبناء أسر ميسورة مادياً، إذاً ليس شرطاً أن يرتبط الإنتحار بالفقر.

الضيف: هذا صحيح، إنما نأخذ هنا إعتبارين، أولاً النِسَب وثانياً أن الأزمة ليست فقط إقتصادية بل أن هذا الجانب بسيط من الأزمة التي نعانيها، فلدينا أزمة الحريات والكرامة وأزمة وجود الإنسان، فالإنسان بالنسبة للحكومات والأنظمة لدينا لا يساوي شيئاً وليس له أي إعتبار هو فقط مادة للإستعباد، لذلك دوافع الإقدام على الإنتحار ليست فقط إقتصادية.

  • ما قمت بطرحه ينطبق تماماً على واقعنا اللبناني إذا صغرنا المسألة، فاليوم لا أحد من هذه المنظومة السياسية اللبنانية يُقيم أي إعتبار لهؤلاء الناس، ومثال على ذلك أن النفايات طمرت كل الناس ولم يُحرك أحد ساكناً من الساسة، على العكس جلّ إهتمامهم المزيد من الإختلاس وتفريغ جيوب الناس وإنشاء شركات تدرّ إليهم الأموال فبدل من “شركة سوكلين” واحدة فلتكن خمسة.

الضيف: دعني أُضيء على هذه النقطة، نحن في مجتمعنا المعاصر يُفترض أن ينتمي الإنسان إلى الأمة والوطن إنتماء عام وموسع، وهذا معنى إنسانيته وثقافته ومدنيته، ولكن إذا عدنا إلى مرحلة ما قبل الأديان أي مرحلة القبائل والعشائر العربية، كانت الفردية والحرية الفردية نشاز، كما قال “طرفة”: إلى أن تحامتني العشيرة كلها وأفردت إفراد البعير المُعبّد، فعندما تخرج من العشيرة يعني أنك صعلوك، إذاً كان وجودك في القبيلة والعشيرة هو الإنتماء الحقيقي بينما الفردية كانت لا شيء. فالعصبية القبلية يجب أن تكون فيها وتذوب فيها وتدافع عنها حتى الموت وتضحي في سبيل هذه القبلية. فأنا أعتبر الجماعات التكفيرية تُؤوّل الدين تأويلاً لصالحها ولمصالحها وتقدم إنتحاريين ضمن هذا المعنى فقط، هم جماعة لديهم إيمان بالعصبية وبالقبيلة التي ينتمون إليها، هذا الإيمان العصبوي القبلي هو الذي يدفع الإنتحاري ليُضحي في سبيل القبيلة ويقدم حياته لأجلها وهذا ليس له علاقة بالفكرة الدينية، فبالفكرة الدينية لا يمكنني أن أُكفّرك، فأنت بالفكرة الدينية علاقتك مع الإله أو الرب، وهذه العلاقة أعلى بكثير من أن يُحاسبك أحد على الأرض، فإذاً أنا لا أستطيع أن أُكفّرك أو أُقيّمك، أنا أريد أن أكون أخوك في الإنسانية وفي الدين وفي كل شيء، فهؤلاء الجماعة حين يكونوا عصبة أو قبيلة أو عشيرة الحركة التي تحكم عملهم هي الحركة القبلية وليست الدينية إطلاقاً.

  • على كلٍ أصبح من الضروري عند العرب والأنظمة -إذا كان لديهم وقت- أن يقوموا بدراسات حقيقية تكون على مستوى علم النفس والإجتماع للبدء بالحد الأدنى ووضع أول سطر لحل الأزمة التي برأيي ممكن بأي لحظة أن تتكرر، والظاهر أنه بات واضحاً أن القانون هو من يستطيع السيطرة على هذه الغريزة العنفية، أي أن تجد قانونًا عادلًا
    وإقتصادًا عادل تحت مظلة هذا القانون، بالإضافة إلى منظومة تساهم بأنسنة الإنسان عبر ثقافة متنوعة كالرسم والنحت والموسيقى والكتابة وما إلى ذلك من عوامل تغذي الروح الإنسانية، ربما كانت هذه البداية لحل هذه الأزمة.
    ولكن حتى هذه اللحظة أنا أعتقد أن هذه الدوامة العنفية مستمرة فالواضح أن الوعي العربي مرتبط إرتباطًا وثيقًا بالقبلية التي أشرت إليها.
    هنا أريد أن أسأل سؤالًا بهذا الإتجاه، هل ما نشاهده اليوم في المنطقة وعلى الساحة الأضيق وهي لبنان من حالات عنف تأخذ أشكالًا مختلفة، كأن تجد أحدهم على الشارع يطعن ويأخذ راحته في القتل وكأنه ليس لديه أي مشكلة، وهناك أُسر في كل يوم نسمع قَتَل زوجته أو أولاده، هل هذا نتاج لواقع مأزوم مثل هذا الواقع اللبناني الذي نعيشه وإن كان المنحى العسكري أقل من المنطقة المحيطة ومع ذلك نشاهد هذا الكَمّ من العنف، لماذا برأيك هذه الظاهرة في تزايد؟

الضيف: أكيد منسوب العنف في مجتمعنا في تزايد، لأنه إذا لاحظت العلاقات بكل أماكن الحياة والتواجد أخذت طابعاً عنفياً، وهناك سلطة ذكورية على المرأة في الدرجة الأولى، فالمرأة يقع عليها ظلم مزدوج وخاصة إذا كانت عاملة، ففي هذه الحالة يقع على عاتقها عملها الخارجي بالإضافة إلى عملها المنزلي وعليها سلطة الرجل وسلطة الأولاد، إذاً داخل الأسرة هناك عنف واضح جداً، يحتاج إلى بحث خاص بالعنف الأُسري، في كل القطاعات وكل الأماكن تجد العنف حاضراً في هذا البلد، والسبب الرئيسي لتفشي العنف هو غياب القانون والسلطة وتفتت المجتمع إلى طوائف وإلى مناطق وزواريب متصارعة مع بعضها البعض.

  • على أمل ان نستكمل هذا الحوار في لقاء قريب وتخصيص حلقة خاصة في موضوع العنف الأسري المستشري بشكل كبير.
    شكراً لهذا العرض الشَيّق وإن كان مع الأسف سوداويًّأ لكنه حقيقي وواقعي ولكن من الضروري وضع النقاط على الحروف علّنا نساهم في إضاءة شمعة خير في هذا الظلام المُدقع ربما يأتي من يُحسّن الوضع.

الضيف: سننتصر أكيد.

الختام: عمل غنائي بعنوان “ولي عينان “
كلمات الشاعر “باسم عباس”
ألحان وغناء: “د.وسام حمادة”

الأغنية:
ولي عينان من حب حبر
ولي شفتان من تبغ وتبر
ولي روحان شلالان من قمح ومن شهدا
ولي بابان من فجر ونافذتان من قصب
وأحلام معانقة تراب ظل قدسيا مدى الحقب
شبابيك بلا جدر
وأبواب بلا خشب
عصافير على الشباك منبئة بألف نبي
يمامة على الشرفات هامات تجلى طائر غرد
وبركان من الأشواق ألاف من السنوات
صبت فوقه ماء وما برد
وهذا النيل محبرتي ودمعة أمتي بردا
وقبة مسجد بل نصف شمس مباركة
كأن مرت على مرآة عينيها يد الشهدا

لمتابعة البرامج عبرصفحة د. وسام حمادة

https://www.youtube.com/channel/UC0AuXJduId6PcXIkK9x1phw​

لمتابعة الحلقة مع الباحث السياسي وطبيب أمراض الدماغ والجهاز العصبي د. “محمد وهبي”

متابعة وإشراف: سهام طه
إعداد وتقديم: د. وسام حمادة

شاهد أيضاً

مطر: “حققنا اليوم في مجلس النواب انجازاً متأخراً بإنصاف متطوعي الدفاع المدني”

كتب النائب إيهاب مطر عبر حسابه على منصة “أكس”: “حققنا اليوم في مجلس النواب انجازاً …