المحاسبة…

تساقطت أوراق التوت وكُشِفَ المستور وبان المرج ولُعبة الهرج وتوضّحت الرؤية الصائبة من عين ترى وتُبْصر لتفْضح ألاعيبهم المشبوهة وما بين سطورها ومعانيها .

إهدار الوقت واللعب على المكشوف وضياع القرارات وسن القوانين والتشريعات المؤاتية لمصالحهم الخاصة والتي لا وجود لها سوى في مصطلحاتهم .

تصديق أنفسهم بأن هم او لا أحد وحسب أهوائهم ومزاجيتهم ومزاجهم المتقلّب بين خراب الوطن ودماره إلى إنهياره وبين التمسّك بسياستهم العوجاء أضحت عنوانين المرحلة الحاليّة والمقبلة ولن يحيدوا عنها إلّا في حال واحدة وهي بقائهم على كرسي السلطة الى مالانهاية .

ما نشهده اليوم من تزاحم في اللقاءات والاجتماعات والبيانات والفتاوي وشن الهجوم على الأطراف الأخرى لا يدل سوى على هذا التخبّط العشوائي لحفظ ماء الوجه لدى المناصرين والمؤيّدين لذاك الفريق ولذاك الحاكم أو لذلك المرجع .

تهالك إقتصادي فاضح ادّى بانهيار عملتنا المكلّلة بارزتنا الشامخة المتعطّشة لمياه تروي غليلها لتحافظ على ما تبقّى لها من رمزيّة ولو معنويّة، فالماديّة ذهبت ادراجها مع ريح العملة الخضراء في إرتفاعها الجنوني المقصود والمتعوب عليها من قبل جهابذة الإقتصاد لتتأرجح بين أرقام خياليّة تتهاوى حينما يصدر القرار .

صمودنا له حدود وحدودنا له سياج والسياج يعلو بأسوار شائكة تُخْنِق ما لدينا من نفس نستنشق منه بعض من الكرامة والحريّة .

مواطن مغلوب على أمره حتى العظم وحاكم لا يُدرِك إلّا ما يهواه من سلطة ولو على حساب شعبه .

مواطن يبات ليلته ببطن خالية ظمئة وسيّارة فارغة من وقود مهرّبة ومخزّنة في أقبية ومحال تخلو رفوفها من المواد الضروريّة وإن وجِدت فأسعارها تُلهِب جيبه وتُحْرِق أنفاسه الأخيرة دون مياه تُسقي وجوه اكفهرّت من التعب والشقاء اليومي باحثة عن لقمة عيش كريمة .

من يحاسب من ؟ ؟ ؟ والكل شريك في جريمة واحدة .

من يحاسب من ؟ ؟ ؟ والقاتل ومحاميه والقاضي والسجّان واحد .

من يحاسب من ؟ ؟ ؟ والجميع في لعبة متداخلة لانهاية لها .

الإنتظار هو سيّد الموقف والوعي ولو جاء متأخر فنتيجته ستكون المفصل في إختياراتنا، واختباراتنا دروس علينا أن نتعلّم منها لمستقبل أفضل لنا ولأولادنا .

شاهد أيضاً

تطبيق Truecaller.. حفظ للأرقام أم خرق للخصوصيّة؟

هل فعلًا يمكن لأي استخبارات التجسّس منه على مكالماتنا؟ وكيف يعمل؟   د. جمال مسلماني/ …