حيث لم ينجح الاخرون

اندريه قصاص

لم تكن تسمية رؤساء الحكومات السابقين للرئيس نجيب ميقاتي ليخلف الرئيس سعد الحريري، الذي حاول تشكيل الحكومة ولم تسعفه الظروف، مبنية من فراغ، بل جاءت نتيجة معرفة دقيقة وأكيدة لما يمكن أن يقوم به الرجل، وما يمكن أن يقدم عليه، وما يمكن أن يتخذه من خطوات. وهذا لا يعني أن الرئيس الحريري المعتذر لم يحاول القيام بما يجب القيام به، ولا يعني أيضًا أنه لم يُقدم ولم يتخذ الخطوات الضرورية لإنضاج تسوية حكومية، بحيث لا يموت فيها الذئب ولا يفنى الغنم. 

مَن سمّى الرئيس ميقاتي ليخلف الحريري في هذه المهمة الصعبة، والتي يقول البعض عنها إنها مستحيلة، يعرف أن ليس بينه وبين رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وحتى بينه وبين ئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل، علاقات ملتبسة، وأن لا شيء بينهم في الشخصي، بل قد يكون بينهم إختلاف في وجهات النظر، خصوصًا في ما يتعلق بتفسير الدستور وتطبيقه كما هو من دون إجتهادات خاطئة، ومن دون مزايدات في غير محلها. 

فالإيجابية مطلوبة من الجميع من دون إستثناء، وهذا ما بدا واضحًا منذ اللقاء الأول بين رئيس الجمهورية والرئيس المكّلف، وهذا ما بدا واضحًا أيضًا من خلال كلام النائب باسيل بعد لقائه الرئيس ميقاتي في يوم المشاورات النيابية الطويل، حيث قال أن “التيار الوطني الحر” لن يتدّخل في عملية تأليف الحكومة، وأنه سيمنح الثقة على أساس التشكيلة الحكومية. 

الكلام الجميل والمعسول وحده لا يكفي، وقد سبق أن سمع اللبنانيون مثله كثيرًا. المطلوب ترجمة عملية لمفاعيل الكلام الإيجابي، والمطلوب أيضًا أن تُحصر عملية التأليف بين رئيس الجمهورية وبين الرئيس المكّلف وحدهما دون سواهما، وهذا لا يعني عدم التشاور مع جميع الأفرقاء السياسيين المعنيين، وعدم الوقوف عند مطالب الناس. 

فالحكومة الآتية، ويُعتقد أن تشكيلها سيكون سريعًا وفق المعطيات الأولية، ستكون حكومة الناس، حكومة الجائعين، حكومة الذين بدأوا يفقدون الأمل بوطنهم وبدولتهم والمسؤولين فيها، حكومة المقهورين والمظلومين، حكومة العدالة الإجتماعية، حكومة شهداء إنفجار المرفأ، وأخيرًا وليس آخرًا حكومة الأمل بغد جديد.

شاهد أيضاً

وفد من مجموعة العمل لطرابلس برئاسة الشريف بحثت مع السفير السعودي واقع مدينة طرابلس السياسي والاقتصادي والاجتماعي

أعلن منسق “مجموعة العمل لطرابلس” الدكتور خلدون الشريف، في تصريح ادلى به ، أنه “من …