كوفيد 19… وكبار السن

بناء لكثير من الدراسات والأبحاث حول كيفية نشوء أو إنتاج فيروس كورونا كوفيد 19 والتي تهتم حكومات الدول الرأسمالية المتوحشة بترويج هذا الوباء كي يصطاد كبار السن الذين يعتبرون حسب منطق الرأسمالية المتوحشة عبئا ثقيلًا على ميزانية واقتصاد دولها وتقدمها ونموها …

ولست هنا بوارد سرد التقارير المنشورة عن كيفية إنتاج هذا الفيروس وإنتشاره في العالم، وخاصة في مناطق الدول الرأسمالية وتحديدًا أوروبا وأميركا والصين، والذي حصد ويحصد يوميًا المزيد من أرواح كبار السن، أو الذين يعانون من أمراض مزمنة، وإنما أريد أن أشير إلى أنه إذا صحت هذه التقارير والدراسات عن الأهداف الخبيثة التي تقف وراء إنتاج هذا الفيروس، فإننا نتوصل إلى نتيجة أن الفكر الرأسمالي لا يعير أعتبارًا بتاتًا لإنسانية الإنسان إلاّ بقدر ما يقدم هذا الإنسان من عمل منتج.. وإذا طرق الضعف أو العجز كيانه من جراء تقدمه في العمر أو أصابه مرض مزمن، فيجب التخلص منه حتى لا يُعتبر عالة على الدولة من حيث تقديم الضمانات الاجتماعية والصحية والحياتية له دون أي مقابل .. ولذلك اعتمدت الدول الرأسمالية النظرية التي تقود إلى وجوب التخلص نهائيًا من هذه الطبقة غير المنتجة، أي التخلص من كبار السن والمرضى !!! وهذا الرأي ثبتت صحته حيث تشير بعض التقارير أن الصين دفعت ثمن إنتشار هذا الوباء ملايين الأضاحي وليس عدة آلاف.. وأن الدول الأوروبية وأميركا دفعت وستدفع أيضًا ملايين الأضاحي في فترة لا تتعدى السنة مما يضمن التخلص من معظم كبار السن والمرضى المزمنين. وبهذا توفر الدول الرأسمالية المتوحشة مليارات بل تريليونات من الدولارات وستتعافى إقتصادياتها وستحصل طفرات عالية جدًا في مداخيل الموازنات وفي النمو الإقتصادي !!!!!

أرجو أن تقرأوا ما ينشر عن ألسنة الخبراء والاختصاصيين والمخابرات وحتى رؤساء الدول الرأسمالية التي تشير إلى ما تقدم …

… إذا كان ما نشر صحيحًا وهو الصحيح… فهل بعد من ثقة بهذه الدول المجرمة بحق الإنسانية؟ وهل بعد من مجال للإعتماد عليها لأنقاذ مجتمعاتنا من حالة الفشل الذريع الذي نعيشه..؟؟؟

تصور أخي القاريء وأختي القارئة المستوى المنحط الذي تخطط له الرأسمالية الغربية… وكلنا سمعنا رئيس وزراء بريطانيا وترامب ورؤساء فرنسا وايطاليا واسبانيا والمانيا وهم يدعون شعوبهم لتوديع أقاربهم من كبار السن والمرضى المزمنين حيث أن هذا الوباء سيحصد الغالبية الساحقة منهم. … هل هنالك بعد أحط وأنذل وأخس من هكذا دول رأسمالية لا تعير وزنا لإنسانية الإنسان مهما تقدم في العمر؟!! أليست حضارتهم هذه قد بناها هؤلاء من كبار السن والمرضى أثناء عطائهم وإنتاجهم.. حتى اذا ضعفوا أو وهنوا أو عجزوا عن المزيد من العطاء يتم تجاهلهم ويخطط لقتلهم عمدًا عبر تعرضهم لوباء قاتل مشبوه؟!! تبًا وسحقًا لهكذا رأسمالية.. أقل ما يقال عنها أنها متوحشة منحطة سافلة !!!!

وهذا ما يحصل عندنا في لبنان إلى حد ما، حيث تعمد المصارف اللبنانية المملوكة من كبار الرأسماليين ومعظم اللصوص من السياسيين والنافذين إلى وسائل النصب والاحتيال وسرقة أموال المودعين والتلاعب بمصير البلد بصورة عامة !!!! والفكر الرأسمالي هو نفسه في تصرفاته المنحطة المتوحشة إن كان أوروبيًا أو أميركيًا أو صينيًا أو لبنانيًا…. لا يفرق الحال أبدا !!!!

هذا هو دين وديدن الرأسمالية المتوحشة في نظرتها للإنسان… أتدرون لماذا؟ !!بإختصار… لأنها لا دين لها ولا أخلاق ولا إيمان بالله !!!

بينما نرى في المقابل.. أن الديانات السماوية عامة والإسلام خاصة، كرمت الإنسان وتكرمه كلما تقدم في العمر، وتفرض في تشريعاتها قوانين الإهتمام الجدي والاخلاقي لرعاية كبار السن واحترام إنسانيتهم إلى أقصى الحدود… وهنالك عشرات الآيات القرآنية الكريمة والنصوص النبوية الشريفة التي تحث على احترام إنسانية الإنسان ورعايته وإكتساب الثواب الدنيوي والأخروي الذي يزداد قيمة كلما أزدادت مستويات الرعاية والإعتناء بكبار السن وحفظ مكانتهم وقيمتهم المعنوية والتاريخية..

ونحمد الله تعالى أن هدانا لدينه وعرفنا كتبه ورسالاته وأنبياءه صلوات الله عليهم أجمعين..

نعم وألف نعم للإيمان بالله وبدينه وسحقًا وألف سحق للرأسمالية العفنة المتوحشة الملحدة..

                                        أخوكم: حسين ابو الحسن