ألفرق كُلّ الفرق


د. ليون سيوفي
باحث وكاتب سياسي

قمت وما زلت برحلة خاصة الى الولايات المتحدة حيث شاهدت الأمبريالية الاستعمارية الأمريكية كما تُعرف بهذا الاسم في بلادنا و هو مصطلح يستخدم للإشارة إلى سياسة حكومة الولايات المتحدة في ممارسة الهيمنة على دول أخرى من خلال قوتها العسكرية، الاقتصادية والسياسية التي تحدث عنها السياسيون في بلادنا…
وشاهدت التخلف الذي أتحفنا به لسنوات ومنذ ولادتنا أبطالنا الأبرار عند كل زاوية عن بلاد العم سام..
وشاهدت نظامهم الفاشل في بلادهم الذي تكلم عنه قادة بلادنا..
وشاهدت وشاهدت حتى بهرت مما شاهدته.. وأنا أتذكر كل كلمة كانت تقال عنهم..
لكن بعد البحث والتدقيق والذل والقهر والإجرام في بلادنا سقطت نظريات السياسيين من عيني بعد 78 سنة من الكذب..
وكم تمنيت لو استبدلنا أنظمتنا التعيسة بربع نظامهم الذي يحافظ على حقوق الإنسان، وكيف يعيش المواطن بكرامته وليس كما يعيش في بلادنا تحت “جزمة” الزعماء وفتاوى رجال الدين.
تمنيت أن تنطفىء الكهرباء ولو لثوانٍ حتى أقول لهم هنا أيضاً تنقطع كهرباؤكم لكن للأسف لم يحصل..
شاهدت الفقير والغني وتعرفت على البسيط والذكي فهم يعيشون سواسية بالحقوق..
لم أشاهد صورة أي زعيم من سياسييهم في بيت أي شخص أو في الإدارات الرسمية ولا في المراكز التجارية وتذكرت فوراً الآلهة في بلادنا وكيف تعلق صورهم.
يعتبر تقديس الأشخاص مصنعًا لإنتاج وتوزيع الجهل والتخلّف وتعطيل مسيرة الحياة الطبيعية، وإن أي مجتمع لم يبتليه الله بمرض تقديس الأشخاص كما ابتلى مجتمعنا ، فما أن يبزغ شخص في المجتمع في مجال الفكر أو السياسة، حتى يبادر مجموعة من الجهلة بطبيعة الإنسان اللبناني، إلى وضع هالة من القدسية حوله، تجعل نقده بقول أو فعل من موبقات الإثم التي قد تدفع بمعجبيه إلى خوض حرب ضروس إن لم تكن باليد فبالسان وإن لم تكن كذلك فبالقلم…
حقاً شعبنا يعيش فقط من قلة الموت لكن بشعارات رنانة وهمية كريهة لا قيمة لها إلا عند ضعفاء النفوس..
نعم لولادة الجمهورية الثالثة في وطننا لكن بمنع مشاركة المجرمين بها لتعطي الحقوق لمواطنيها دون تمنّن.. وتعامل مواطنيها كبشر..

شاهد أيضاً

جائزة أفضل صورة صحفية في العام… لقطة من غزة “تفطر القلب”!

فاز مصور “رويترز”، محمد سالم، بجائزة أفضل صورة صحفية عالمية لعام 2024، الخميس، عن صورة …