اللي سرق شمْ الحبق….

المهندس سمير الحسيني

مقولة أو مثل أو حكمة مقتبسة ومحوّرة من أصلها طبّقها حكّامنا كما يطبّقون سياستهم وعلى مزاجهم الأعمى .

سبقوا الجميع وفازوا بالميدالية ما فوق الذهبيّة بأشواط وأشواط وبسباق ونفاق بمهارة و “شطارة” يتباهون بها أمام أقرانهم ممّن حكموا من قبلهم ولم يستفيدوا من مدارسهم الخلّاقة في الفساد وكسب الرزق والربح السريع .

شمّوا رائحة الجواهر والدراهم والدرر وطعنوا قلوبنا بسهام سامّة بقتل بطيء بدون لقاح يُشْفي العليل ولو ببلسم يطفئ الأنين من الجراح المغروزة بحقدهم على شعب لا قدرة له على الصراخ، حتى العويل سلبوه من أفواهنا المكتومة القيد والدرس لأبعد الحدود .

سرقوا ما سرقوه بسنين خلت تحت ذريعة “ما لكم لنا وما لنا لنا” لحماية الطائفة من ذئاب الطائفة الأخرى ومن براثين أعداء الوطن .

نهبوا الأخضر بيباسِه والأرض بتُرابِها والبحر بمياهه ورمله وصخره بثق ملكيّة خاصة وحوّلوهم الى أوكارهم ومخابئهم لما بعد ليتجاروا بها لأثمان تفوق الأرباح المعهودة .

سيّسوا أمورهم على اهوائهم حسب برامجهم ومصالحهم وتلاعبوا بعقول الناس وبقلوبهم بعنوان “السلم الأهلي” والحفاظ على الشريك في الوطن متناسيين همْ المواطن ووجعه وفقره وقرفه ومن حالته التي يُرثى لها لنواجه بعضنا البعض في شارع يخلو من المطالبة بحقّه إلى الوقوف لبضعة فتات من قمامتهم المكدّسة لبيعها لاحقاً بدفتر شروط لدول تستفيد منها لإنتاج الطاقة التي غاب نورها عن عيوننا .

“اللي سرق شم الحبق واللي سرق سرق واللي سبق سبق واللي شم شم” والحبق ينتظر من يداويه بمياه من ينابيعنا الملوّثة من أنتاج معاملهم المختلفة والمتخلّفة بالتطور والتقدّم .

غفونا على حرير طيلة سنين وسنين فوقعنا على رؤوسنا بالضربة القاضية فلا الشم أضحى ينفعنا ولا الحبق سينبت في حدائقنا ووحده الخالق ودعائنا له بأن يغفر خطايانا وما جنيناه على أنفسنا ببصمة دفعنا ثمنها وسندفع بها الأثمان للأجيال القادمة .