الرحيل

الشاعر ماجد الملازي

أمّـــا وقـــــدْ أزِفَ الرّحيــلُ مُوَدِّعـــاً

يُجري الأنينَ ، و حالكُ الليلِ ادلهمْ

قد فجّرت أكمامُه الحمراءُ من

آلائِهِ في العمرِ : أسبابَ العدمْ

ونسائمُ الفجرِ الخضيبةِ بالنّدى

منشيّةً ! قدْ باتَ يعصِرُها الألمْ

ومعالمُ الغسَقِ المظلـّـلِ بالحريـ

ـقِ يُغلّ أشذاءَ الأصائلِ بالحُمم

هلْ لي مناصٌ أن يُعاد ليَ الشبا

بُ ، فأستعيدَ به الحياةَ وأُسْتَرَمْ

هرمٌ هي الدنيا ، وقدْ حانَ النزو

لُ . وحانَ لي الترحالُ عن ذاك الهرمْ

فلقد عبرتُ الذروةَ الحمـقاءَ معـ

ـتَمِراً بِها ألأشجانَ ، واجتزتُ القِممْ

لن أنبشَ العهدَ القديمَ ، فإنـّني

إنْ ترجعِ الأيام ، يحصُدْني الألمْ

إنَّ الهروبَ إلى الوراءِ – بمثلِ ما

يُجـري الحنينَُ – كما الهروبُ إلى العدمْ

لمياءُ ..يا قدري المزيّنُ في الشقا

ءِ و في المغانم والسعادةِ والنِعَمْ

قد كنتِ لي نِعمَ الرفيقةِ ، أستنيـ

رُ بوضحِها حُلك المجاهلِ والظُلَمْ

فكما رحيقُ الزّهرِ ، شهـدُك ، ياحبيـ

ـبةُ ، في الضّميرِ وفي الشّغافِ ، قد انخَتَمْ

وبمثلِ ما عبق التذكّر في الضميـ

ـرِ من الشّذى ، أَجرى التمائمَ ، واحتدمْ

زينُ النساءِ تعفـّفاً ، كمْ أسبَغَتْ

قلبي الحنانَ ، وضَمَّدتْ حزني ، وكمْ

لا أذكرُ الأيامَ إلا حلوةً

في رفقةِ القلبِ الحنونِ المعتصَمْ

فقلوبنا محضُ الودادِ ، وعهدُنا

وَسَمَ العفافُ لحونـَه ، وبهِ اتـَّسمْ

لاتسأليني كيفَ كنتُ ..وأينَ صرْ

تُ من الحياةِ ، وفيم يخذلـُني الهرمْ

في نصفِ قرنٍ ما رغبْـتُ ، حبيبتي ،

إلـّا بما كتَبَ الإلهُ وما رَسَمْ

مصفوفةٌ أقدارُنا .. : صَفَ ّ الإلـَ

ـهِ ، و يومُنا رهنُ الصّحائفِ والقلمْ

شاهد أيضاً

الشارقة تتصدر المشهد اليوناني مع الاحتفاء بها ضيف شرف الدورة الـ20 من “معرض سالونيك الدولي للكتاب”

بدور القاسمي: لسنا مجرد ممثلين لدولنا ولكننا مسؤولون عن قصة إنسانية مشتركة ● عمدة مدينة …