لبنان أمام انفراجٍ أم تصعيد حكومي وسط اللااتفاق والفوضى القاتلة


نصرالله يردّ: مبتلون بصغار السياسيين الذين يفضلون مصالحهم الانتخابية على حساب الوطن


أحمد موسى

لم يبق جبران ولم يذر، موقعاً كل مكونات لبنان بين قتيل سياسي وجريح بحالات حرجة وتحت خطر “أزمة الوجود”، أصاب رئيس التيار بالجميع، وشرع الثلث المعطل وأدخله إلى النص ومنحه حصراً لرئيس الجمهورية تعويضاً عن كل صلاحيات خسرها في الطائف، هدم باسيل جدران التسوية وصيغتها، “فمن كان الكلام لا يكفيه علا الصمت يشفيه” وفق مصادر مقربة من عين التينة، فباسيل الرافض للمثالثة المقنعة وصيغة الـ”3 تمانات”، مكرساً أن المناصفة الفعلية هي 12 ب12 يسمونهم المسلمون والمسيحيون بالتوازي والتساوي “ومش بيقطروهن المسلمين”، “رافضاً المثالثة”، واضعاً المسمار الأول في نعش التسوية، وعليه، المشكلة ليست في الطائف بل في تطبيقه، وإلاّ أنسفوه عبر “مؤتمر تأسيسي” قابل للحياة.
نصرالله
ووفق عضو كتلة التنمية والتحرير النائب محمد نصرالله رأى في اتصال مع مجلة “كواليس”، “أننا في لبنان مبتلون بسياسيين بعضهم حجمهم صغير جداً”، لدرجة أن هذا البعض “يُفَضّل مصلحته الخاصة ولو أدى ذلك إلى خطف طائفته واستعماله الخطاب الطائفي المذهبي المقيت من أجل تحقيق مصالحه الخاصة على حساب الوطن ومصلحة الوطن”، وهذا ما نجده اليوم لبعض صغار السياسيين في لبنان.
حرب البيانات
وحول حرب البيانات المستجدة بين الرئاستين الاولى والثانية قال نصرالله، نحن لسنا هواة هذا النوع من التعاطي السياسي، لكن “الاعتداء سيواجه بمثله وحجمه وقياسه وبنفس الاسلوب واللهجة”، لتحقيق ضمانة التوازن في الخطاب السياسي والمخاطبة، رغم اننا نأسف لهذا النوع من الخطابة ونرفض جرّنا الى مثله، “لو الجمل بيشوف حردبتو كان بيوقع بيكسر رقبتو”.
نصرالله نصح لو ان مثل هؤلاء يقرأون تاريخهم وواقعهم ليأخذوا القرار الصحيح والمخاطبة السياسية المتزنة، لا قيادة حرب من اجل مصالح خاصة سياسية وانتخابية.
حراك جنبلاط
وسط تحذيرات أطلقها رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط مبشراً بأيام صعبة جدا أمام اللبنانيين، أتى حراك جنبلاط المستجد، حيث وجد فيه النائب نصرالله انه “بعدما استشعر وتحسّس خطورة الوضع الذي نحن فيه، يسعى محاولاً تقريب وجهات النظر من اجل سلوك المسار باتجاه تشكيل حكومة، متلمساً حساسية الوضع السياسي القائم، انطلاقاً من موافقته على المبادرة التي اطلقها الرئيس نبيه بري متعاوناً معها ومساعداً على انجاحها”.
لافتاً الى ان المعطيات الحالية تشير الى اطالة الازمة، ولا مؤشرات في الحلحلة السريعة للازمة، اذ يبدو وجود صراع وسباق بين المعالجة وبين الفوضى، الفوضى القاتلة، فالاستقرار يحكمه اتفاق اللبنانيين بين بعضهم، فنحن اسنا فقط بلااتفاق انما بعيدن عنه (الاتفاق).
الجيش ضمانة استقرار الوطن
وسط هذه الضبابية في ححلة السياسة الحكومية الغارقة في المياه الموحلة، أتى كلام قائد الجيش العماد جوزاف عون وتحذيراته للسياسيين وتحركه خارجياً دولياً وفي الإقليم، لكن نصرالله لم يجد فيها ولم يعتقد “ان ما يقوم به قاد الجيش من تحركات دولية واقليمية بعيدة عن الاصول القانونية المعتمدة، رغم الحيرة التي تخيم على الوضع العام، ومؤسسة الجيش تتأثر بالواقع بنفقاتها وبالواقع لاقتصادي والمالي القائم، الذي من الممكن ان يشكل خطراً على المؤسسة العسكرية والمؤسسات الامنية مجتمعة، خاصة وان ما شهدناه مؤخرا من تقديم عسكريين ورتباء وضباط استقالاتهم بسبب عجزهم عن الوفاء بالتزاماتهم المالية بسبب انهيار العملة الوطنية امام الدولار”.
واضاف، ان مثل هكذا امر يشكل خطرا على المؤسسات الامنية، وبالتالي لا بد من “تفتيش عن البديل”، للابقاء على تماسك المؤسسات الامنية التي بدات تعاني من التغذية والنقل وغيرها، ونحن مع دعم المؤسسة العسكرية والامنية ضمن القانون والاصول.
وسأل نصرالله، كيف تستقيم الامور ونصف الراتب الشهري للعسكري يذهب مواصلات؟، فالوضع غير سوي قطعاً، فضلا عن تضاؤل باقي التقديمات الخدماتية والاجتماعية والصحية والتربوية وغيرها من التقديمات، وهذا ينسحب على باقي القوى الامنية وحتى الوظيفية.
نصرالله لم يجد بكلام قائد الجيش وكانه يقرأ بيان رقم واحد، لكن قيادة الجيش مسؤولة عن تماسك الجيش، فالجيش اليوم امام مشكلة، من هنا جاء تحرك قائد الجيش من اجل السعي لهذا التماسك، فوحدة الجيش وتماسكه ووحدته المؤسساته، امام ما تلعبه هذه المؤسسة من اجل وحدة الوطن واستقراره.

شاهد أيضاً

البيسري استقبل الحشيمي وقصارجي ومحفوظ

  استقبل المدير العام للأمن العام بالإنابة اللواء الياس البيسري ، في مكتبه في مقر …