سرقو الجنازة وفرقوا الناس بالرصاص

استشهاد اية الله المرجع الشيخ علي الغروي (قدس سره)


جميل ظاهري

في هذه الليلة 18\6\1998م الموافق 25 صفر , كان المرجع الشهيد عائدا من زيارة الامام الحسين (ع) الى النجف الاشرف واثناء خروجه من كربلاء كان الشيخ متعودا ان يمكث قليلا عند احد أقربائه في منطقة سيف سعد وبعدها يتجه إلى النجف الاشرف في هذا اليوم لاحقته عدد من سيارات امن صدام واثناء خروجه
وقرب الدواجن حاليأ اعترضت سيارة الشيخ الغروي مجموعة من السيارات تعود الى الاجهزة الامنية التابعة لأمن هدام وامطرت سيارة الشيخ الغروي بنيران كثيفة استشهد خلالها المرجع المعظم وقد أصي,ب في راسه ووجهة المقدس وصدره وقطع,ت يده اليسرى على اثر كثافة الرصا,ص , وكان معه زوج ابنته الشيخ محمد علي الفقيه وهو لبناني الجنسية وسائق سيارته (فرج وافي علوان كاظم الميالي) وخادم الشيخ الغروي (ابراهيم طاهر عبد السادة البرمكي) وقد استشهدوا جميعا .

اهالي كربلاء خرجوا لنصرة مرجعهم لكنهم فرقوا بالرصاص الحي ..

**عند صباح اليوم التالي فجرآ بدأت الناس تخرج وسرعان ما انتشر الخبر بين اهالي المدينة فخرجنا بمجموعتين حاشدتين ضد نظام البعث , الاولى وكانت حاشدة واشتركت فيها حتى النساء من منطقة الملحق وبشعارات قوية وكانت بأتجاه الطب العدلي للمشفى الحسيني حيث تزايد العدد لحظة بعد لحظة واخرجنا جثمان الشهيد الغروي ومرافقيه من الطب العدلي في كربلاء وباتجاه المغتسل لغرض التغسيل لكي نعود به الى مرقد الامام الحسين للزيارة ..

وهنا أحس نظام صدام بحراجة الموقف , تم غلق الطريق بسيطرة من الاجهزة الامنية وسرعان ما خرج امامنا اعضاء الحزب ورجال الامن وبدأ الرمي ليفرقوا المشيعين وسرقة الجنازة من ايدي المشييعين وحجز الجثمان الطاهر عندهم , حيث استمر الناس بالركض من الطب العدلي الى باب قبلة الامام الحسين (ع) تحت وابل من الرصاص وكان من ظمن الاشخاص الذين فتحوا النار على الناس هو (ابو ليلى) المعروف لدى اهالي كربلاء (رفيق حزبي) , بعدها تم نقل الجنازة الى مدينة النجف وفي الليل دفن المرجع الشهيد وأنا كنت من ضمن هؤلاء المتظاهرين ..

اما المظاهرة الثانية فكانت محتشدة في المخيم الحسيني وعند مدخل الصحن الحسيني , لاستقبال الجثمان بعد التغسيل وفقا لاوامر الشيخ نجل الشهيد الغروي والذي طالب بتشيع شعبي كبير للشهيد ..
وهذه المجموعة لم تكن تعلم بان ازلام البعث استولوا على الجنازة وسحبوها الى النجف ,
فانتظرالناس فترة من الزمن وبدأ الهتاف ((هالله هالله الشيخ وينه ضيعوا جثته علينه)) فقامت الأجهزة الصدامية بتفريقها وقمع التظاهرة باستخدام قوات طوراىء كربلاء وقوات إسناد من بغداد على شكل باصات معززة بالجنود , فقاموا باعتقا,ل عدد كبير من الشباب في هذه الليلة واعتقلو ابناء غالب القصاب بالكامل ومنذ تلك الليلة لم نعثر على الكثير من الاخوة ولا حتى على جثثهم منهم السيد موسى حداد والسيد مهدي وحصلت بعدها ايضا عملية اعتقالا,ت في شوارع وازقة كربلاء حتى بعض المرضى والمختليين عقليا تم اعتقالهم ..

*ومن الطريف أن أجهزة الإذاعة والتلفزيون ألقت بيان مقتضب
قالو فيه ان سيارة الشيخ الغوري تعرضت الى حادث تصادم بسيارة كبيرة وهرب الجاني وقد استشهد الشيخ بالحال هو ورفاقه على اثر الحادث *في حين كلنا شاهدنا سيارة الشيخ وهي سوبر موديل ١٩٨٢ لون رصاصي وأصبحت على شكل منخل من كثرة الرمي عليها
وكانت مركونه أمام مركز شرطة حي الحسين ,

رحمك الله ايها الشهيد الغروي ومرافقيك ومن استشهد واعتقل في يوم تشييعك وهنيئا لكم الشهادة .. علما تم الاغتيال برصاص دمدم وبوابل كثيف من الاطلاقا,ت على رأس الشهيد الذي تهشم داخل السيارة والذي كان قد اوصى باأن يكفن بعمامته فهل بقي منها شي حتى يكفن بها

شاهد أيضاً

الأمم المتحدة : أنقاض غزة تحتاج 14 عاما لإزالتها

قدرت الأمم المتحدة حجم الركام والأنقاض الذي يتعين إزالته في قطاع غزة بحوالي 37 مليون …