كلمة رئيس الاتحاد الوطني لنقابات العمال والمستخدمين في لبنان ( FENASOL ) 

كتب مدير التحرير محمد خليل السباعي

كاسترو عبد الله في المؤتمر الصحفي الذي عقد في 16 / 6 / 2021
لن نقف مكتوفي الأيدي نتيجة تردي الاوضاع الاقتصادية والمعيشية والارتفاع الجنوني لسعر صرف الدولار الذي تخطى حاجز الخمسة عشر الف ليرة لبنانية وتحويل شعبنا وفقراءه إلى طوابير طويلة من الذل والمهانة في محاولة منه لتحصيل قوته اليومي ومستلزمات معيشته.
سنواجه تردي الاوضاع الاقتصادية والمعيشية


السيدات والسادة ممثلي وسائل الاعلام
الزميلات والزملاء النقابيون،
نطلق دعوتنا اليوم كما صرختنا سابقاً ومن اشهر عديدة بضرورة التحضير للعصيان المدني الشامل على امتداد الوطن، بعد أن استنفذنا كل اشكال التعبير الديمقراطي من اللقاءات بالمسؤولين إلى التظاهرات والاعتصامات في ساحات العاصمة بيروت كما في ساحات المدن الأخرى وشوارعها، داعين إلى إسقاط منظومة النهب والفساد والافقار والتجويع لشعبنا وإلى وضع حد نهائي لسياسات المحاصصة وتقاسيم المغانم التي اعتمدتها الحكومات المتعاقبة على السلطة. والتي حوّلت البلاد إلى بقرة حلوب لتلك المنظومة ومعها الحاشية والأزلام على حساب شعب بأكمله عانى الموت والتهجير خلال سنوات الحرب الأهلية، بسبب امراء الحرب والطوائف، وازدادت معاناته في زمن اتفاق الطائف بعد أن قبض هؤلاء على زمام السلطة، (فبنوا الحجر) قبل البشر وزادوا من حدة المعاناة..


وها هم اليوم اوصلوا البلاد والشعب اللبناني الى قعر الانهيار الاقتصادي والى افلاس لخزينة الدولة وتبخّر كل مواردها نتيجة سياساتهم الاقتصادية والمالية وفرضهم الضرائب غير مباشرة التي اثقلت كاهل اللبنانيين. كل ذلك من اجل الحفاظ على اقتصادهم الريعي الذي يوفر لهم مزاريب من النهب المنظم لخيرات وثروات البلاد. وبينما كنا نصرخ داعين إلى التوجه باتجاه اقتصاد منتج تدعم الدولة فيه القطاع الصناعي ومعه الزراعة، إضافة إلى تطوير الصناعات السياحية، كانوا يدفعون الملايين لشركات أجنبية، بدءا بشركة ماكينزي، من أجل إعادة هيكلة الاقتصاد الوطني باتجاه مصالحهم الضيقة، كما كانوا يعلنون عن استعدادهم لرهن الوطن وقطاعاته المنتجة نزولا عند إملاءات صندوق النقد الدولي.


وما نعيشه اليوم هو حلقة متكاملة لمنظومة سياسية فاسدة اوصلتنا الى ما كنا نحذر منه من سنوات طويلة .
من هنا دعوتنا اليوم للعصيان المدني الشامل والتحضير له، بعد أن طفح الكيل من تلك المنظومة السياسية الفاسدة والتي لغاية اليوم تتصرف وكأنها غير معنية بما اوصلت شعبنا اليه من فقر وجوع وبطالة مستشرية،
ولا ننسى الكارثة الانسانية والاقتصادية الناجمة عن جريمة انفجار المرفأ، جعلتنا “متقدمين” فقط في بناء اطول واضخم جيش من العاطلين عن العمل في العالم وانهيار اقتصادي ومالي واجتماعي لم يعد بالامكان تلافيه لا لشيء سوى لاصرارهم كلهم على المحاصصات ولمحاولة كل طرف تسجيل هدف في مرمى الاخر .. والفاجعة والدليل على ما نذكره اليوم هو مرور تسعة اشهر من الفراغ بين التكليف والتاليف،
بينما اصبح شعبنا يعيش في عين العاصفة، في ظل الانهيار الشامل لكل مقومات الدولة ولمؤسساتها وللعملة الوطنية مقابل الارتفاع الجنوني لسعر صرف الدولار .
الزميلات والزملاء النقابيون
ممثلو وسائل الاعلام .
ما يؤلم ويوجع القلب هو ما بثته وسائل الاعلام اول من امس من صور لتلف كميات كبيرة من حليب الاطفال المخزن في المستودعات لانتهاء صلاحيته .. وهو يدل الى ما اشرنا اليه في مناسبات عديدة من تظاهرات واعتصامات ومؤتمرات صحافية وفي محافل عديدة الى وجود كارتيلات منظمة تعبث بالامن والامان الصحي والغذائي للشعب .. وها هي كارتيلات الدواء والغذاء ورغيف خبز الفقراء والمحروقات والمواد الطيبه والمستشفيات وغيرها .. قد ظهرت الى العلن واصبحت تتحكم بكل مفاصل حياتنا اليومية بشكل علني وصريح في ظل غياب كلي للسلطة السياسية وللوزارات المعنية في ملاحقتهم ووضع حد لهم ومحاسبتهم ومداهمة مخازنهم التي اصبحت معروفة للقاصي والداني وهو ما كنا حذرنا منه سابقا باننا امام كارتيل من الغيلان وثلاثي الاطراف والاضلاع .. وهو يرتكز على تحالف السلطة وحيتان المال ( جمعية المصارف ) والتجار الكبار .. ويديرهم من غرفته السوداء شريكهم الاكبر حاكم مصرف لبنان وهو ما لمسناه من خلال السلع الغذائية المدعومة بالاسم والمفقودة من الاسواق بينما اصحاب الشركات الكبرى والتجار جنوا أرباحاً بملايين الدولارات من فرق الأسعار من منتجاتهم المدعومة. وكذلك الامر ينسحب على كارتيل المحروقات والبنزين المخزن في مستودعاتهم والارتفاع التدريجي لسعر تنكة البنزين والمازوت تمهيدا لرفع الدعم الذي بشرتنا به السلطة السياسية وحاكم مصرف لبنان اواخر هذا الشهر عن السلع الغذائية والمحروقات وتهديدهم لنا باغراق البلاد بالعتمة خلال الايام القادمة لنفاذ الفيول اويل من معامل انتاج الكهرباء .
لاجل كل ما ورد اعلاه لم يعد لدينا كشعب وكعمال وذوي الدخل المحدود ما نخسره بعد ان خسرنا قوت يومنا وعيشنا الكريم لنا ولابناءنا ولاموالنا المودوعة في المصارف ولوظائفنا واصبحنا نعيش كل يوم بيومه وهو ما تفرضه علينا الكارتيلات وسلطة الفساد والفاسدين وتتحكم به بدعم من الحاكم الفعلي للبنان، “حاكم مصرف لبنان”.
لم يعد أمام عمال ومزارعي لبنان وذوي الدخل المحدود وسائر الفئات الشعبية سوى المواجهة والعودة إلى الشارع والمشاركة في كافة التحركات الشعبية والمطلبية في كافة المدن وفي العاصمة بيروت .. فالتحضير الفعلي للعصيان المدني الشامل اصبح السلاح الاوحد الذي نملكه من اجل اسقاط كل منظومة النهب والافقار والفساد بعد ان استنفذنا كافة اشكال التعبير الديمقراطي من اعتصامات وتظاهرات منذ انطلاقة انتفاضة 17 تشرين المجيدة وكان لنا شرف اطلاقها نحن وكل قوى التغيير الديمقراطي الحقيقي وهيئات المجتمع المدني وابناء شعبنا العزيز ..
نعم لم يبق سوى العصيان المدني الشامل والنزول الى الشوارع والساحات وعدم الخروج منها الا باسقاط هذا النظام السياسي الطائفي الذي وصل للحائط المسدود كنظام سياسي مأزوم يهددنا بالفوضى وبالحرب الأهلية..
من أجل ذلك، بدأنا في الاتحاد الوطني نقوم بالاجتماعات والاتصالات مع كل القوى النقابية الديمقراطية المستقلة وهيئات المجتمع المدني وكل القوى ذات المصلحة باسقاط هذا النظام الفاسد من اجل تشكيل جبهة نقابية ديمقراطية لتوحيد الرؤية والاهداف لمواجهة اخطبوط التجويع والافقار .
وعليه ندعو للتحضير الجدي لاعلان العصيان المدني الشامل. ومن أجل ذلك ايضا ندعو اليوم كل القوى الشعبية والديمقراطية وهيئات المجتمع المدني الى ملاقاتنا في الدعوة للعصيان المدني وللمطالبة بحكومة مستقلة من خارج المنظومة الحاكمة. حكومة تقر انتخابات نيابية مبكرة وبقانون انتخابي يعتمد النسبية خارج القيد الطائفي ولبنان دائرة انتخابية واحدة. ولا ننسى التأكيد على مطلبنا الأهم بقضاء عادل ومستقل يعيد الاموال المنهوبة ويحاسب الفاسدين وناهبي المال العام مما يضع البلد على السكة الصحيحة لوقف الانهيار الاقتصادي واعتماد اقتصاد انتاجي وطني يشجع الزراعة والصناعات الوطنية وصولا إلى الاكتفاء الذاتي .
وفي الختام ما اود الاشارة اليه هو ما صدر من تعميم عن حاكم مصرف لبنان باعطاء 400 دولار “فرش” و400 دولار على سعر صرف 12000 ليرة لبنانية للمودعين .. ما هي الا ابرة بنج يريدون باقرارها رشوه واضحة لازلامهم والناخبين وتخديرنا وإلهائنا عن سرقاتهم الكبرى وعن ضياع وطن وعن الاموال المنهوبة التي اخرجوها من لبنان الى البنوك في سويسرا وغيرها من البلدان .. لا تنصاعوا لهم وثوروا وانتفضوا واعلنوا عصيانكم المدني حتى اسقاطهم او رحيلهم لا ترضخوا لهم والمشهد اصبح ماثل امامكم من انتظاركم ووقوفكم في طوابير الذل والمهانة لتحصيل ما يمكن تحصيله من بنزين وخبز ودواء ومواد غذائية .
وعليه ندعو كل العمال العاطلين والمعطلين عن العمل وذوي الدخل المحدود والمزارعين والمستأجرين وكل القوي النقابية والهيئات النسائية والشباب وكل الشعب اللبناني للتحرك دفاعاً عن لقمة العيش الكريم
ندعوكم للمشاركة بكافة التحركات والمظاهرات كما ندعوكم للمشاركة في الاعتصام يوم الثلاثاء القادم في 22 حزيران 2021 ــ الساعة 5 والنصف من بعد الظهر ـــ في ساحة رياض الصلح .
عشتم وعاش وطننا الحبيب لبنان
عاشت انتفاضة 17 تشرين المجيدة
عاش الاحرار والعمال والكادحين وكل المنتفضين في وجه سلطة الهدر والفساد والفاسدين .
الاتحاد الوطني لنقابات العمال والمستخدمين في لبنان ( FENASOL)

شاهد أيضاً

إيران تفرض عقوبات على شخصيات ومؤسسات أميركية وبريطانية بسبب دعمها لكيان الاحتلال

علنت إيران، اليوم الأربعاء، فرض عقوبات على شخصيات ومؤسسات أميركية وبريطانية، وفقاً لمبدأ التعامل بالمثل. …