(FENASOL) بيان صحفي صادر عن الاتحاد الوطني لنقابات العمال والمستخدمين في لبنان

كتب مدير التحرير محمد خليل السباعي


بدعوة من المكتب التنفيذي للاتحاد الوطني عقد المجلس العام للاتحاد , يوم امس , جمعية عمومية لمندوبي مجالس النقابات الى المجلس العام .
وبعد التئام النصاب القانوني , افتتح الاجتماع رئيس الاتحاد الوطني النقابي كاسترو عبد الله بالوقوف دقيقة صمت عن ارواح الرفاق النقابيين الذين خلت مقاعدهم بالامس من حضورهم بسبب وفاتهم هذا العام .


واستهل الجلسة بمداخلة مطولة الأحداث والمحطات النضالية والعمالية التي واكبها المكتب التنفيذي (قيادة الاتحاد) بين اجتماعين للمجلس العام, معددا المهام المطلوبة من مجالس النقابات في هذه المرحلة الدقيقة التي يمر فيها لبنان من احداث امنية وانهيارات اقتصادية ومالية تسببت فيها الحكومات المتعاقبة على السلطة و اوصلتنا الى ما نحن عليه اليوم من تفشي مرعب للبطالة ولاغلاق الكثير من المصانع والمؤسسات أبوابها ومن عجز في الموازنة تخطى 120 مليار دولار امريكي نهبت وهدرت على مدى عقود من السلطة السياسية واعوانها ,وحتى الساعة لم يتم العثور على فاسد وناهب واحد من كل الطبقة السياسية مجتمعة .
مما يؤشر على مدى ترابط مكونات السلطة السياسية الطائفية على الرغم من خلافاتهم في مواجهة الفئات الشعبية وتحديدا العمال وذوي الدخل المحدود وايصالهم الى تحت مستوى خط الجوع وليس الفقر فقط , بحيث أصبح ما لا يقل عن 80 % من الشعب اللبناني يرزح تحت مستوى خط الفقر وبالعتمه المطلقة نتيجة نفاذ الفيول من معامل انتاج الكهرباء, وبوقف العجلة الاقتصادية نتيجة انقطاع البنزين والمحروقات من المحطات الا اننا في المقلب الموازي أصبحنا نشاهد سوق سوداء تنكة البنزين التي تباع بما يفوق الستين الف ليرة لبنانية . وكذلك الأمر على مستوى الدواء والصيدليات وصحة المواطن نلاحظ انقطاع الادوية واغلب الصيدليات اصبحت رفوفها فارغة من الكثير من الادوية وخاصة للأمراض المزمنة والمستعصية وتم خلق سوق سوداء موازية حيث تباع الادوية بضعفي سعره او اكثر . وكذلك الأمر بالنسبة للسلع الغذائية المدعومة التي نادرا ما نراها في السوبرماركت و تخزن في مستودعات الشركات والتجار ويتم بيعها بالسوق السوداء ايضا . وان اتجهنا الى المواد الطبية والمستشفيات الخاصة الحالة نفسها من فاتورة المستشفى الى اسعار المواد الطيبة كلها زادت أسعارها مئة بالمئة . الى التلاعب باسعار صرف الدولار وانهيار الليرة اللبنانية امامه وقد تخطى بالامس حاجز ال 15000 الف ليرة للدولار في السوق السوداء . ومن البداية اشرنا الى وجود كارتيلات في الخفاء وقلنا في حينها بأنها ثلاثية الاضلاع ومكونه من السلطة + وحيتان المال ( جمعية المصارف ) التجار . وها هي اليوم قد ظهرت الى العلن كل الكارتيلات وها هم اليوم اصبحوا يتحكمون في مصيرنا بقوت يومنا . وكل يوم اصبحنا نرى ارتفاع الأسعار في كافة السلع الغذائية حتى الخضروات والفاكهة مع ارتفاع سعر صرف الدولار في السوق السوداء . ولاجل ذلك حين اشرنا الى الحوت الاكبر وهو مصرف لبنان وحاكمه وقلنا فليسقط حكم المصرف واعتصمنا و تظاهرنا لأننا من البداية كنا مدركين أن بوابة مغارة علي بابا والأربعين حرامي هي بوابة المصرف المركزي وحاكمها المطلق والحوت الأكبر والشريك الاول لكل الكارتيلات . وكذلك الامر بالنسبة لانتفاضة 17 تشرين المجيدة ولقد كان لنا كاتحاد وطني شرف إطلاق الشرارة مع الاخرين ومع شعبنا الذي لبى وانتفض في وجه سلطة الفساد والفاسدين ولقد كنا متواجدين في أغلب ساحات الانتفاضة وكان لنا الدور الابرز في الدعوة والمشاركة في اغلب الاعتصامات والتظاهرات التي جرت في ذلك الوقت.
الرفاق النقابيون
إن كنت قد أطلت في مداخلتي النقابية والاقتصادية والسياسية وبطرح مجمل القضايا والأحداث الراهنة في لبنان,فذلك كي اقول ان هذه السلطة السياسية الفاسدة قد تخطت الخطوط الحمراء لعيشنا الكريم, وادخلت الجوع الى بيوتنا, بيوت العمال والمزارعين وذوي الدخل المحدود وسائر الفئات الشعبية.
وللاسف الشديد فان غالبية الشعب اللبناني أصبح يرزح تحت مستوى خط الفقر والجوع . والمؤسف أكثر هو الحد الادنى للأجور في لبنان الذي أصبح يعادل اقل من خمسون دولارا أمريكيا .
لذا اضع المجلس العام للاتحاد الوطني أمام مسؤولياته من اجل اتخاذ الخطوات اللازمة لمواجهة منظومة النهب والفساد وكل الكارتيلات التي تتلاعب بمؤشر الأسعار بلقمة العيش.
من اجل ذلك رفعنا الصوت داعينا الى العصيان المدني الشامل, لأنه أصبح الخيار الأوحد امامنا لاسقاط كل المنظومة السياسية الفاسدة في الشارع, والذي لن نخرج هذه المرة منه نحن وشعبنا المنتفض بعد إسقاطها.
هذا وتطرق رئيس الاتحاد الوطني الى موضوع ,كذلك الى موضوع التحالف الاجتماعي ودعم الاتحاد الوطني لهذا التحالف الذي تشارك به على مستوى رؤساء ومجالس نقاباتنا. وسيعلن عنه في الثاني عشر من الشهر الحالي.

وفي نهاية المداخلة افتتح رئيس الاتحاد الوطني النقابي كاسترو عبد الله باب النقاش والمداخلات لرؤساء واعضاء مجالس النقابات وجرت نقاشات ومداخلات كثيرة. ركزت على الجانب الاقتصادي والاجتماعي, وتزايد جيش العاطلين عن العمل ,واقفال مصانع كثيرة ومؤسسات لابوابها وصرف عمالها وموظفيها نتيجة الانهيار الاقتصادي وانهيار العملة الوطنية أمام الدولار. كما شددت المداخلات على ضرورة اسقاط كل المنظومة السياسية الحاكمة بكل مفسديها ومحاسبتهم. واكد المتكلمون جميعا على محتوى مداخلة رئيس الاتحاد وعلى العمل الذي انجزته قيادة الاتحاد في الفترة السابقة.
وحي انتفاضة 17 تشرين المجيدة ,اعلو موافقتهم على اقتراح الدعوة الى العصيان المدني الشامل لشل عمل الكارتيلات والسلطة السياسية واسقاطهم في الشارع ومحاسبتهم, أمام قضاء عادل ومستقل والدعوة الى تشكيل حكومة مستقلة من خارج الطبقة السياسية الحاكمة وإجراء انتخابات نيابية تعتمد النسبية ولبنان دائرة انتخابية واحدة.
هذا وفوض المجلس العام المكتب التنفيذي تحديد يوم للتحرك والاعتصام.كما وفوض رئيس الاتحاد الوطني النقابي كاسترو عبد الله بمواصلة اتصالاته مع كافة القوى النقابية والسياسية الديمقراطية والمستقلة من أجل تشكيل جبهة نقابية ديمقراطية مستقلة تكون فاعلة ومؤثرة في التصدي لكافة الكارتيلات وفضح دورها الابتزازي وتلاعبها بقوتنا اليومي . ومن اجل التلاقي مع كل القوى الديمقراطية صاحبة التغيير الحقيقي في انتفاضة 17 تشرين المجيدة لاسقاط المنظومة السياسية الحاكمة بكل مكوناتها.
بيروت في 11/6/2021
المجلس العام للاتحاد الوطني لنقابات العمال والمستخدمين في لبنان
FENASOL

شاهد أيضاً

حقي_إورث

قام أبي بحرماننا نحن بناته الثلاثة من أراضيه وأعطى كل شيء لأخوينا الذكور بعقود بيع …