النائب نصرالله: الرئيس بري لن يُوفّر جهداً في البحث عن الحلول للأزمة الحكومية والحياتية

أحمد موسى

مشهد ذل الناس ككرة الثلج يكبر: على محطات البنزين، وفي الصيدليات على الدواء، والمستشفيات، وفي السوبرماركات وحتى “الدكاكين”، ومحلات الخضار، وجميع هؤلاء بضاعتهم موجودة ومتوافرة لكنها في المخازن والمستودعات، شركات تتربص بحياة المواطن، محتكرون لا يتجاوزون الـ80، هُم أقلّ ما يُقال فيهم: “جلاّدون، قتلة مجرمون”، وهنا لا ننسى “بدعة المافيات المحضية” من وزراء وسياسيين وأحزاب يسيطرون ويحتكرون “بدعة الدعم” الذي هو حقّ للمواطنين والمزارعين.

فقد دفعت التطورات السياسية والاقتصادية في لبنان استغلالاً من قبل “كارتيلات” تحتكر الإسمنت والطاقة والنفط والكهرباء والدواء والمواد الغذائية والأعلاف إلى خياراتٍ متطرفة باستثناء تغيير مواقعها وعملها، للحفاظ على مداخيل هامة تجنيها من “الفساد” في مختلف قطاعات لبنان الغارق في الأزمات.
ووسط تلكؤ البعض بين “الخوف” وبين “المساهمة” في حماية المحتكرين، قلّة هم من وضعوا انفسهم أمام تحمل المسؤولية أمام الله والناس، جاهداً في “توفير ما أمكن” لحصول المواطن على حقّه والاستفادة من الإمكانات التي تجعل المواطن يحصل على حقّه والعيش بكرامة.
نصرالله
فقد توجه عضو كتلة التنمية والتحرير النائب محمد نصرالله للمعرقلين تشكيل الحكومة “أن يخرجوها من سجن انانيتهم”، لأنهم بذلك “يوقفوا عجلة البلد ويزيدوا أزماته أزمات”، حيث البلد لم يعد يحتمل أزمات أكثر مما هو فيه، فمبادرة الرئيس نبيه بري تُشكّل “خشبة خلاصٍ” للوطن والمواطن معاً، وتضعه على سكّة “انتشال لبنان من قعر الأزمة المعيشية والاقتصادية” التي نرزح جميعاً تحتها.
ورأى نصرالله، “أن الاختباء وراء الإصبع والتذرّع بحقوق الطوائف، ليس في محلّه، والطوائف بريئة من هذا، الوضع لم يعد يحتمل على الإطلاق، وابناء الطوائف جميعاً يُذلّون على محطات الوقود وفي الصيدليات والسوبرماركات، وغيرها من المعاناة اليومية، والدولار يكوي دون تمييز، والمحتكرون لا يُوفرون أحداً”، وتعطيل عجلة الحياة في البلد بسبب “المصالح الخاصة على حساب مصلحة الوطن والمواطن”.
النائب محمد نصرالله وخلال استقباله وفوداً من أبناء البقاع الغربي وراشيا في مكتبه في سحمر، لفت أن على المعنيين في لبنان “أن يتعلّموا من الدرس الذي أعطاه الرئيس نبيه بري حين تنازل عن منصب وزاري شيعي لغير شيعي، وهو أمر لم يخسّر طائفة شيئاً، وبقيت في مقامها، بل زادت كرامتها”، لأنه عندما تتناقض مصلحة البلد مع المصلحة الخاصة، “تُقدم مصلحة البلد لأنها مصلحة كل الطوائف والمذاهب والفئات وكل اللبنانيين”، فكفى تمترساً وراء الطائفية لأجل تحقيق مكاسب شخصية، وأحياناً تكون فئوية وأغلب الأحيان هي مكاسب شخصية بعناوين طائفية”.
وفيما أسف نصرالله، ” لما آلت إليه الأمور في عدم وجود فرصة مؤاتية ومتاحة لانبلاج فجر تشكيل الحكومة، أطلق أطلق الرئيس بري مبادرته التي “حظيت بتأييد دولي وإقليمي وبعض المحلي”، لكن حتى الآن لم تجد هذه المبادرة طريقها إلى التنفيذ بتشكيل حكومة، إلا أن الرئيس بري لا يستطيع أن يجلس مكتوف الأيدي وأمام حقيقة مرة بأن “البلد غرق ولم يبق منه الا القليل”، فالرئيس بري “لم ولن يتوقف عن البحث عن مخارج وحلول وتدوير للزوايا من أجل بلوغ الغاية المنشودة في تشكيل حكومة باعتبارها المعبر الإلزامي والمفتاح السحري للبدء بمعالجة الأزمات”، مع أن تشكيل الحكومة ليست بالضرورة “نهاية للمشكلة لكنها بداية وضع نهايات للمشكلات والأزمات التي يرزح المواطن تحت وطأتها”، فمعالجة المشكلات الإقتصادية والمعيشية وآثارها الإجتماعية المتفاقمة، وضعها على سكّة المعالجة تكون من خلال تشكيل حكومة، من هنا، الرئيس بري “لن يُوفّر جهداً من أجل البحث عن اجترح الحلول للأزمة التي نحن فيها”، ختم عضو كتلة التنمية والتحرير النائب محمد نصرالله.
وكان النائب محمد نصرالله قد تابع ملفات عدة أبرزها أزمة المواد المدعومة من المواد الغذائية والأعلاف ومشكلة احتكار مادة الترابة، وغيرها من الملفات التي تهم أبناء المنطقة.

شاهد أيضاً

الخولي: “تصريحات فارهيلي غير مفيدة وحان الوقت ليتصرف الاتحاد الأوروبي بتعاطف مع لبنان”

إعتبر المنسق العام لـ”الحملة الوطنية لإعادة النازحين السوريين” مارون الخولي :”أن تصريحات المفوض الأوروبي لشؤون …