أدباء وشعراء

إعداد وحوار الشاعرة رانية مرعي

ناصر رمضان عبد الحميد شاعر وكاتب صحفي وناقد مصري.
عضو إتحاد كتاب مصر ، عضو الجمعية المصرية للدراسات التاريخية
سكرتير رابطة الأدب الحديث، عضو مؤسس بنادي أدب الجيزة
عضو أتلية القاهرة، صدر له: المجموعة الكاملة شعر في خمسة أجزاء وتضم: سبعة عشر ديوانا
كما صدر له: فقه الحياة، تنمية بشرية، علمني الحب، نصوص أدبية
أوراق الخريف، نقد في المطار، رواية
كما ترجمت إشعاره إلى معظم لغات العالم
وترجم ديوانه (بي حيرة الصياد) إلى اللغة الفرنسية
طبع دار ايديلفير -باريس
ترجمة: منى دوغان جمال الدين
وترجم ديوانه (أنت إمرأة فوق العادة) إلى اللغة الإيطالية ،ترجمة: تغريد بو مرعي
نشر شعره في جميع الجرائد والمجلات والمواقع المصرية والعربية والدولية. كتب عنه أكثر من ناقد وكرمته اكثر من جهه.
حصل ديوانه: طيفك بين الرصاص على المركز الأول على مستوى الجمهورية وطبع بوازة الثقافة.
محرر بأكثر من موقع وأكثر من جريدة ورقية.
ترجم له: معجم شعراء العرب إعداد المغربية: فاطمة بوهراكة
ومعجم الشعراء والكتاب العرب – الأردن، إعداد: محمد صوالحة و فتحي المقداد .
شاعر في قلمه ترف المبدعين وأصالة النيل، تتملّك كلمته أينما حلّت بما تفيض به من رقيّ.

الشاعر المصري ناصر رمضان عبد الحميد:

الشعر مترجم خفقات قلب الشاعر
والمنتصر لثورته وغضبه على الظلم والتبعية.

*البدايات تترك لمسة خاصة في الذاكرة.
متى اكتشفت موهبة الكتابة ومن شجعك؟

اكتشفت موهبة الكتابة مع بداية المرحلة الثانوية من خلال بعض القصائد التي كانت تدرس لنا
بمادة (المطالعة والنصوص) من خلال محاكاتي لها مثل أشعار نزار وشوقي وحافظ إبراهيم، ولم نكن نعرف العروض بعد، وفي الصف الرابع الثانوي بدأنا في دراسة مادة العروض، وكان نظام التعليم الثانوي الأزهري أربع سنوات، وكان كتاب (اللباب في العروض) للسيد كامل شاهين هو بداية معرفتي أن ما أكتب أستطيع أن أسميه شعراً، وبدأت أعي هذا الفن وأقتني دواوين الشعراء، والذي يدرس بالأزهر حتماً سيصبح شاعراً إذا كانت لديه الموهبة والاستعداد، وشجعني في البداية عمي الراحل محمد أحمد عطية حجازي وهو شاعر وكان يعمل مدرساً للغة الإنجليزية وله ديوان مطبوع (لا أرهاب) وترجم له معجم الشعراء والكتاب العرب.
لكن بعد إنتهاء المرحلة الثانوية والتحاقي بالجامعة (كلية أصول الدين قسم التفسير)
انقطعت علاقتي بالشعر نهائيا، إلا من خلال إقتنائي لدوواين الشعراء فالدراسة بأصول الدين تهتم بالحديث والتفسير وعلوم القرآن الخ.. وبعد حصولي على الليسانس عاودني الحنين إلى الشعر، فبدأت بحضور الندوات والأمسيات الأدبية بالقاهرة، وشجعني على أن أعاود الكتابة الشاعر الراحل: أحمد عبد الهادي رائد ندوة هيئة خريجي الجامعات _لأنني في البداية كنت أواظب على حضور الندوات كمستمع فقط، وأذكر أن الشاعر الراحل إسماعيل بخيت حين سمعني أنشد الشعر، شجعني وقال لي كنت أظن أن شعرك شعر (مشايخ) لكن خالفت ظني.

*متى ينجح الشاعر أكثر، هل عندما يُناور كتابياً أو عندما يصبح همه البعد الإعلامي للكلمة؟
وهل فعلًا الكلمة تُقدّر بجائزة؟

ينجح الشاعر إن أخلص للشعر وناور الحرف واشتبك معه، وداعبه، ودلله وراقصه وأحبه، وعايشه، وملأ عليه شغاف قلبه وقدمه على كل غال ونفيس، فالشعر لا يقبل الشريك.
أما قضية البعد الإعلامي فلا مانع منها، فكل صاحب عمل يريد أن يسوق لعمله ويصل منتجه إلى أكبر قدر من الناس، ولا غضاضة في ذلك، لكن شريطة، إلا يكون همه الشهرة، والشو الإعلامي، والوصول إلى أكبر عدد من الإعجابات والتعليقات وهلم جرا، فالشعر كالطائر لا يحلق إلا عالياً شامخاً، يسمو عن سفاسف الأمور.
أما كون الكلمة تقدر بجائزة فهذا غير ممكن، وإنما الجائزة من باب التشجيع، والاستمرار، والشاعر بشر قبل كل شيء يفرح بأبسط الأشياء ولا أرى مانع في ذلك.
أما الجائزة الحقيقة من وجهه نظري، أن يجد الشاعر لشعره صدى، وأن هناك من يستمع إليه، ويترك لديه طيفاً بعد رحيله، فالشعر في الأصل تطهير للنفس وتزكية لها، وسمو بها عن القيل والقال والحقد.
فالشعر مترجم خفقات قلب الشاعر
والمنتصر لثورته وغضبه على الظلم والتبعية.

قول أبو القاسم الشابي:


يا شعر أنت فم الشعور
وصرخة الروح الكئيب
يا شعر أنت صدى نحيب
القلب والصب الغريب
يا شعر أنت مدامع علقت بأهداب الحياة
يا شعر أنت دم
تفجر من كلوم الكائنات

*بين الشعر والرواية، أين وجدت نفسك أكثر؟ وهل يختلف إقبال الناس بين هذين النوعين من الكتابة؟

أنا لا أجد نفسي إلا في الشعر، أما الرواية فأنا لست روائياً ولا أزعم ذلك وروايتي (في المطار) التي صدرت عام ٢٠١٠ وتنبأت فيها بالثورة، هي سيرة شبه ذاتيه، تعلمت فيها ومعها ومن خلالها كيف أكون روائياً، لأنني للحقيقة وقعت في خطأ جسيم، حين أقبلت على كتابة روايتي بروح الشعر لا بقالب السرد، فصارت كأنها قصيدة نثر، وإن كان فيها من السرد الكثير إلا أنها مغلفة بغلاف الصورة والمجاز وهذا أمر مرفوض في فن الرواية، هذا الخطأ أن قدر لي أن أكتب رواية أخرى سوف أتلافاه تماماً، وإن كانت الرواية لاقت قبولاً من النقاد واشادوا بالتجربة كتجربة أولى، مما دفع الدكتور سعد أبو رضا لكتابة فصل كامل عنها في أحد كتبه وقام بتدرسيها في جامعة بنها إلا أنني غير راض عن التجربة.
أما إقبال الناس، فإقبالهم للحقيقة على (النت) و(الفيس) و(الانسجرام ) وما يقدمة محمد رمضان والسينما، وكرة القدم، وثلة من المجتمع هم من يقرأون بل استطيع أن أجزم أن المثقفين العرب والشعراء يقرأون لبعضهم البعض، ويدورون في حلقة مفرغة إلا فيما ندر، لكن الرواية جمهورها أكثر من باب اعتمادها على الحكي، والشعر خيال وعاطفة والمجتمعات المعاصرة رأسمالية بإمتياز تدور في فلك الأقتصاد ولقمة العيش، وأسباب بعد الناس عن الشعر معروفة ليس مجال الحديث عنها الآن، ناهيك عن تحويل الرواية لسيناريو وعمل سينمائي وهو ما ساهم مثلاً في شهرة نجيب محفوظ في البداية، إذ كان يجيد فن السيناريو وعمل في هذا المجال لسنوات مما خدمه وخدم إبداعه.
والإقبال على القراءة عموماً صار ضعيفاً وهو أمر صار مشهوداً للجميع.
فمثلاً قبل ظهور الإذاعة والتلفاز كان الإقبال على الشعر أكثر فقصائد شوقي كانت تنشر في الصفحة الأولى من جريدة الأهرام والناس تشتري الجريدة من أجل القصيدة، وهكذا ومع مرور الوقت وظهور الإذاعة والنلفاز والسينما والنت صارت العملية عكسية.

٤-الحرف قدر يتملّكنا ويسكننا.
في هذه الحالة هل يمكن الفصل بين ناصر رمضان الشاعر وناصر رمضان الإنسان ؟

احيانا أفصل بين ناصر الإنسان وناصر الشاعر، لماذا؟
لان الشعر حالة وأحيانا كثيرة يكون الشعر تصويراً لمشهد أو لموقف أو لظرف يطرأ على المجتمع أو حدث يحرك الكتابة والإبداع، وقد يكون ذلك مغايراً لحالتي كإنسان، لان الأنسان معناه مختلف عن معنى الشاعر، فبينهما إتفاق واختلاف، الاتفاق في المشاعر، والاختلاف في ترجمتها، فالعلاقة مرتبطة بالمزاجية لدى الشاعر وليس العكس، فناصر مثلاً قد يحب بالعقل والشعر قلبي بامتياز لأنه مبنى على الإحساس، فالإنسان لا يكذب أما الشاعر فأحيانا يكذب والكذب هنا محمود لأنه خيال ومبنى على الصورة وليس الكذب بالمعنى القبيح، فالعلاقة بين الإنسان والشاعر علاقة شد وجذب، فكلما كان الشاعر مستقيظا كان الإبداع أندي وأقوى، على عكس ناصر الإنسان فأنا في حياتي عقلاني إلى حد الشك الديكارتي ولعل سبب ذلك عشقي للفلسفة فهي تنمي ملكه العقل والنقد وأن كل شي نسبي.
وأذكر هنا أبيات الشاعر البحريني قاسم حداد :
وهو يخاطب الإنسان شعراً في صراع بين الإنسان وما يريده كشاعر
يا أيها الإنسان نحن
أمام صفحة جديدة
في دفتر الأحزان
في عالم الصدق
الصدق فيه يسكن الأشجار
والأشياء والجدران
لكنه لا يعرف الإنسان
يا أيها المصلوب فوق الباب
هل تعرف العذاب؟

*في ظلّ الخصام بين الأجيال، واستشراء الفساد الثقافي، كيف يدافع قلمك عن هذا الضلال الذي يتفاقم فترةً بعد فترة؟

دافعت عن هذا الضلال من خلال قصائدي، وهذا ما املك ومن خلال مقالاتي، والذي يراجع ما أكتب سيجد أني تحدثت عن مساوئ الشللية وكيف أضرت بالثقافة، والصراع على من يدير الندوة، ومن سيربح ومن سيطبع وهكذا، ونشرت مجموعة مقالات في هذا الاتجاه بمجلة إلا بلبنان للصديقة غادة فؤاد السمان.
وفي بداية دخولي قصور الثقافة ووزارة الثقافة خيرت بين الأمرين أما أن أكون فاسداً واصبح واحداً من هؤلاء، أو اغرد وحيداً، لكنني فضلت الوحدة مع الإبداع واكتفيت بالالتحاق بإتحاد كتاب مصر.
واعتذرت عن إدارة ندوة رابطة الأدب الحديث بعد إنتخابي بالإجماع لكوني لا أحب الصراع، كما اعتذرت عن رئاسة نادي أدب الجيزة لنفس السبب، فالمبدع الحقيقي لا يحارب ولا يهدر وقته وجهده من أجل السراب و(حفنه) من (المصاري) ولا يعرف غير الإبداع والكلمة والإخلاص لها
وقلت في ذلك :

فمي لا يعرف
الإعصار
عند شماتة
الأعداء
فمي عذب ولم أعبأ
بما يسعى له الشعراء
فمي مازال يا ليلى
بروح المسك في الأنحاء

*البث الإلكتروني الذي جعل النصوص متدفقة بسرعة البرق، كيف أثر على الاصدارات الورقية وهل الكلمة على صفحات التواصل الاجتماعي تترك الأثر المرجوّ من الشاعر؟

البث الإلكتروني وكثرة ما ينشر بدون مراجعة أو تدقيق أو موهبة أدى إلى الزحام، والزحام أدى إلى الفوضى وعدم التركيز وأصبح الجميع معنياً بالمشاهدة وليس القراءة والنقد، وصارت الأمور كما نقول في مصر (سداح مداح) أو (سمك لبن تمر هندي) ، ولا يعرف الشاعر الحقيقي من المدعي والجاهل، لأن المدعي أصبح لديه أتباع يرفعونه إلى السماء، وصدق نفسه وهو دون أن يدري أضر بنفسه لأنه لو وعي مواطن التقصير لاشتغل عليها وجوّد بضاعته، وكتب مع الوقت إبداعاً حقيقاً
أما كونه أثر على النشر الورقي، فالنشر الورقي أصلاً في تراجع لأسباب كثيرة أولها النشر الرقمي وكثرة دور النشر وتحولها لدكاكين لبيع الورق والطباعة لكل من هب ودب، وبسبب إتاحة الكلمة مجاناً على مواقع لا حصر لها، ناهيك عن إنشغال الناس (بالسوشيل ميديا)
أما الكلمة في صفحات التواصل فهي نوع من الحضور فيها الجيد والردئ، وهي أشبه بندوة غير مرئية، فقديماً كنا نحضر الندوات ونستمع إلى بعضنا البعض.
الآن صار الفيس بديلاً نقرأ ونكتب وننشر ونشجع بعضنا البعض، لكن العيب الوحيد والفرق الوحيد هو أن الندوات تجد من يقول لك هنا خطأ ويصحح ويأخذ بيدك وأنت بالبداية
والسماع ينمي الموهبة لأن الشعر مبني على التلقي، أما (الفيس) فمبني على المجاملات والعلاقات وآخر همهم الشعر.

*قالت مديرة اليونيسكو ايرينا بوكوفا إن “الشعراء يتمتعون بقدرات تمكنهم من توعية الضمائر في خضم التغييرات الهامة التي يشهدها العالم اليوم وما يعصف به من تقلبات سريعة ومن تحولات اجتماعية”
أين شعراء العرب مما يجري من أحداث في المنطقة؟

نعم الشعراء يتمتعون بقدرات تمكنهم من توعية الضمائر في حالة واحدة إذا أتيحت لهم الفرصة وأفسح لهم المجال، أما أن يفسح المجال للاعبي الكرة والراقصات فقط فمن المستحيل أن يفعل الشاعر شيئًاً يذكر، وأعطيك مثالاً:
كنت أدعى كشاعر لندوة رامتان (ببيت طه حسين) من الصديق: محمد نوار
وكان يقدم قبل الشعراء ندوة عن مسلسل بحضور فناني المسلسل وما أن ينتهي الفنانون من حديثهم حتى ينفض الجمهور واعترضت على ذلك ولم أحضر بعدها مطلقاً، وكأننا (للشو) فقط، وأذكر يومها أن الفنانة نادية الجندي بعد مداخلتي وإنتهاء الندوة جاءت إلى وقالت لي أن الشعر أبو الفنون وأن الحق كل الحق معي، والأولى تقديم الشعراء أولاً
أما أين شعراء العرب فهم موجودون ويبدعون ويتفاعلون وكما قلت سابقاً هل تتاح لهم الفرصة ويفتح لهم المجال هذا هو الفيصل فهم يكتبون لكن من سيوصل صوتهم، وأذكر أن البابطين كمؤسسة (مؤسسة عبد العزيز سعود البابطين) بالكويت حين تبنت الشعراء وصل صوتهم عالياً من خلال المؤتمرات التي تعقدها وطبع المعاجم الخ…

*كيف يخاطب قلمك القارئ اللبناني وكيف تفاعل مع الكارثة التي طالت “دلوعة المتوسط” بيروت كما وصفها الشاعر المصري أحمد بخيت؟

أنا أحب الشعب اللبناني ومعظم أصدقائي في الواقع أو عبر وسائل التواصل من لبنان، وتربطني علاقات أسرية لعائلات من لبنان كثيرة، ناهيك عن الشعراء والشاعرات والصحفيين والناشرين، وكانت تجمعني علاقة صداقة بالناشر وليد أحوش صاحب دار نشر بيسان بالحمرا، وكان يوزع دواويني بمكتبته رحمه الله برحمته الواسعه، والشعب اللبناني أقرب الشعوب إلى الشعب المصري من عهد المصريين القدماء، وهناك تقارب تجاري وثقافي واجتماعي،
وأذكر حين حدث إنفجار مرفأ بيروت لم يكن هناك حديث للناس في مصر إلا عن لبنان.
أما أنا فتفاعلت مع لبنان منذ زمن بعيد وما زلت أتفاعل معها
ففي عام ٢٠٠٦ أثناء حرب إسرائيل على لبنان
نشرت في ديواني الأول (ترانيم روح) وأقول فيها :
لا تبكينّ
فما بكت عين الرجال
قم قاوم الأوغاد في ليل المحال
قم لا تنادِ بالسلام
قم لا سلام بلا نضال
ولبنان أيقونة البحر المتوسط وليست دلوعته وإن كان يليق بها الدلال والدلع . وتفاعلت مع مرفأ بيروت بقصيدتي:

لبنان صوت البحر

ونشرت بديوان
(أغفو في ثياب أبي)

لبنان صوت البحر
صوت الحسن
صوت الحب
صوت الماء
صوت الناي
في همس الأصيل
هي بلبل الشرق المغرد
فوق هامات النخيل
وإذا تعطرت الخلائق
فاح عطر الأقحوان
من البقاع إلى الخليل.
فلبنان بالقلب وستظل

*أترك لك الختام مع قصيدة تهديها لقراء كواليس .

لي ما ليس لي

لي ما ليس لي
وقصيدتي
نور على وجه
الصباح
ونار
وحروفها ألق
يسافر في
المساء
إلى فضاءات
المدار
همسي كهمس
الحائرين
أفيق من وهم
لوهم
كمنجدل لدى
أعلى جدار
وتعود بي روحي
إذا غنى الهزار
على نداءات
الصغار
الشعر لولا الشعر
ما طلع النهار
على الحياة
ولا شدت نغم
طيور العشق
في وضح
النهار

شاهد أيضاً

تطبيق Truecaller.. حفظ للأرقام أم خرق للخصوصيّة؟

هل فعلًا يمكن لأي استخبارات التجسّس منه على مكالماتنا؟ وكيف يعمل؟   د. جمال مسلماني/ …