ألفساد وخوفك قتلا الوطن

د. ليون سيوفي
باحث وكاتب سياسي

أدى الاستبداد السياسي و التململ المتصاعد في الوطن، الذي يغذيه التضخم والانقطاعات المستمرة للتيار الكهربائي وشح المواد الغذائية والأدوية، وانهيار الليرة الى أزمة سياسية خطيرة..
فكل يوم نشهد أننا ذاهبون من سيىء إلى أسوأ…
فأطل علينا يوم أمس عبر شاشة الحدث حاكم مصرف لبنان مبرراً انهيار الاقتصاد والليرة متهماً ” لا أحد..” فللحظة حاولت أن أرى هالة القداسة حوله ولم أكتشفها .. وذكر أن من أسباب الانهيار الذي حصل للاقتصاد والليرة كان التوقف عن الدفع للمستحقات الخارجية ولم يذكر لماذا؟ وبإغلاق المصارف لمدة ثلاثة أسابيع وكأنها المرة الأولى بتاريخ لبنان تغلق المصارف ووصول وباء”كورونا” وكأننا البلد الوحيد في العالم الذي أصابه هذا الوباء، وانفجار بيروت الذي كلف الدولة أموالاً طائلة مع العلم أنّ الدولة لم تدفع دولاراً واحداً على هذا الدمار الذي حصل ومن أسباب الانهيار حسب قوله أيضاً غياب الحكومة لمدة عشرة أشهر متناسياً عرقلة تأليف الحكومات في السابق وكأنه شيء جديد علينا ولم يذكر جريمة هندساته المالية التي أوصلت البلد إلى الجوع والإفلاس والانهيار، وبرر جريمة مصادرة أموال المودعين بطريقة غير قانونية بأنّها كانت للحفاظ على العملة الوطنية… فالقضاء كالعادة إن أنصفه فلا أرى أنّ الشعب سيرحمه قضائياً بعدما صودرت ودائعه وتبخرت أمواله.
ألمصبية اليوم ليست في ظلم الظالمين بل في صمت المظلومين.
فكلما كانت الشعوب تخنع لمستبدّها، كلما كان الاستبداد أكثر قوة وأشد تأثيراً عليها.
ألخوف هو السبب المباشر والركيزة التي يعتمدها الاستبداد في أي مجتمع من المجتمعات البشرية التي ترتكس تبعا لذلك في مستنقع التخلف الحضاري والانحطاط”
تذكر أيها المواطن أن من تخافهم يخافونك، إن رميت الخوف من قلبك وتذكرت أنّ لك حقوق ستأخذها حتماً، الوضع صعب لكن حله ممكن..
ثق بنفسك، فأنت تعرف أكثر مما تعتقد.