هو الجنوب

“لم تكن اشراقة ذالك اليوم كمثيلاتها من اشراقات حفرت في وجوه الجنوبيين وقلوبهم ندبات القهر والألم.
لم تكن شتلة التبغ حزينة بائسة، فلقد راقصتها خيوط الفجر الاولى هامسة لها ان ظلام الاحتلال قد اندحر..
هو الجنوب…أرض الطهارة وموئل العز والشهداء، هم الجنوبيون رافضي الموت وصانعي المجد.
كم عظيمة انت ايتها الارض ، وكم نفخر بأنفسنا عندما ننتسب الى ترابك.
25أيار تاريخ بالدم كتبناه، نصر لابد ان يكتب على النجوم ليهتد به كل من اعتاد الذل وامتهن الخيانة.
هذه الأرض شغلت قلوبنا وأدمنا حبها حتى الثمالة، هي أرض سهى بشارة التي أفنى الاعتقال زهرة شبابها، أرض سناء محيدلي عروس الجنوب، أرض أحمد قصير الذي روت دماؤه ترابه الغالي فأينع نصرا وحرية، هي أرض الرضوان عماد الحياة.وغيرهم وغيرهم، قافلة مسافروها ملائكة حملونا على أجنحتهم وعبروا بنا من ذل الاحتلال الى فضاء الحرية.
هؤلاء هم ابناء الجنوب الذين حفروا أسماءهم في قلوبنا وخلدوا ذكراهم في التاريخ، وان كان هذا التاريخ يحاول لفظهم بعيدا عن صفحاته، الا ان سيرتهم بالنسبة لنا وسام عز وفخر سنعلقه على صدورنا وصدور ابنائنا.
أيها الجنوب الحبيب أنت ذهبنا الخالص ومجدنا الباقي الى الابد، فسلام لك وسلام عليك كلما بزغ فجرك، وتمايل قمحك وأشهد انك أرض الشهادة التي وهبتنا الحياة والشموخ”.