حزب الله يقرأ تخبط الواقع الإسرائيلي

بقلم// جهاد أيوب

كل ما عند دولة الكيان الإرهابي الصهيوني من قوة عسكرية قامت بها اليوم في فلسطين المحتلة ضد المناضلين أصحاب الأرض، صحيح هي وأعرابها والغرب وبعض الداخل الفلسطيني التابع للسلطة أصيبوا بمرض “صدمة حركة الشباب الفلسطيني”، وتحديداً شباب الداخل أو ما يطلق عليهم عرب 48، وهذا يبنى عليه في محور المقاومة، وعند كل من يدرس البعد الاجتماعي والعسكري الذي حصل، فالمقاومة لا تعتمد الاستخفاف بما حدث، وبكل ما يقوم به العدو!
وها هو الجناح العسكري في حزب الله، ورغم الاستنفار الحاسم منذ إندلاع الحرب الهمجية من قبل قتلة الأنبياء، وبتغطية وتمني وتمويل أعراب التطبيع على أصحاب الأرض في فلسطين، حزب الله سارع بقراءة مستوى قوة الردع العسكرية عند جيش الصهاينة، وبدراسة متأنية ومسؤولة وحساسة لكل هذا العنف الأهوج خارج معرفة بنك الأهداف الحساسة، وسبب توجهه إلى قتل الأبرياء، وطبيعة ردود فعل فلسطين الداخل!
كما يعمل حزب الله أو المقاومة في لبنان على قراءة بغاية الأهمية لكل تفاصيل المعركة، ويبني الكثير على ما يحدث خارج ثرثرات المتطفلين، ومرتزقة السفارات داخل الوطن” اتركوهم يصرخون حتى يتعبون، ولا يستحقون الرد”!
المقاومة في لبنان تدرك قبل غيرها قوة إسرائيل عسكرياً، وأن جيشها من أكثر جيوش العالم معرفة بعلم التكنولوجيا العسكرية المتطورة، وأن بنك معلوماته المخابراتية كثيفة بفضل عملاء الداخل العربي واللبناني، فهؤلاء يسيرون دون حساب، ولكنهم مراقبون من قبل فريق خاص من الحزب دون أن يلاحظوا ذلك!
المقاومة لا تستخف بعدوها، وهذا يعطيها مصداقية وقوة في التحرك دون فرضية التكاذب الذي اشتهرت به حروب العرب وجيوشها، لا بل انتقلت هذه الجرثومة إلى قيادة الجيش الإسرائيلي وإعلامها في نشر التكاذب العسكري عن معركة وهمية ظهر جلياً في حربها الأخيرة!
حزب الله يدرك أن إسرائيل تعلم الكثير عنه، ويعطيها ما هي ترغبه من معلومات هو يسربها، ويسعدها ويساعدها تكتيكياً ومرحلياً من باب مقاومة التضليل، ولكن إسرائيل لا تعلم ما يعلمه حزب الله عنها، ولا تعلم ما توصل إليه من قوة عسكرية رادعة غير ما يصلها من معلومات تتداول في الشارع بسهولة، وكل خطابات قادة المقاومة تجاهر بإيصال هذه المعلومات!
حزب الله منذ أكثر من 15 سنة لم يقاتل إسرائيل في حرب السلاح العسكري، لكنه قاتلها عبر سلاح آخر يخدم تطور العصر، وتراكمت لديه خبرة تكتيكية كبيرة عبر حربه في سورية، والعراق، والأهم في اليمن، وهذا زاد من قوته، وعلومه العسكرية، وخبراته القتالية في حال وقعت مع إسرائيل، وستقع!
ومن الغباء الاعتقاد أن إسرائيل تستخف بهذه الحقائق، ولكنها لم تعد تتمكن من السيطرة عليها لكثافة تراكمات خبرة المقاومة والحزب، وسرعة تلقفه لكل هوة تقع فيها إسرائيل جراء ارباكها من تضخم تجربة الحزب الإيجابية له، والسلبية لها!
لقد افتعلت إسرائيل ومن معها من أعراب الحقد التطبيعي كل ما تراه مناسباً في ضرب المقاومة داخل لبنان، وجربت ما اتمكنها، ولكنها أدركت وبالأخص خلال وبعد همجية إجرامها على فلسطين إن ما فعلته لم يفيدها، بل اعاق استمرارية وجودها، وأن كل معركة عسكرية تخوضها في أي مكان ترتد عكسية عليها، فعلى ما يبدو ولى زمان الانتصارات الإسرائيلية ليس لكونها قوية، بل لآن الأنظمة العربية هي الغبية والمتغابية والمتأمرة، ولا أحد من حكام العرب يقرأ ماذا يحدث في إسرائيل، واليوم مساحة تفوق المقاومة هنا وهناك تكبر، وتزهر براعمها صبراً وانتصاراً!
ما نقوله ليس من باب التمني، بل هو واقع واضح، والدليل تخبط إسرائيل وصناعها من الأعراب والغرب في تغطية حربها الأخيرة، وعدم تمكنها من تحقيق أي انتصار غير التدمير، والإجرام، والأهم تخبط المجتمعات الإسرائيلية في الاقتناع بوجود وطنهم!

شاهد أيضاً

حاكم الشارقة يشهد إطلاق النسخة 16 من “جائزة اتصالات لكتاب الطفل”

الشارقة – من عمر الجروان المكتب الإعلامي لصاحب السمو حاكم الشارقة المكتب الإعلامي لحكومة الشارقة …