الشريك أيها الأغبياء..!!!

د. السيد محمد الحسيني

إبتدعت في صغري عالمي الخاص حيث شعرت بحضور قرين لي في داخلي.لكأنه كان صدى خواطري وافكاري وما تحدثني به نفسي!
كنت في الثامنة من العمر حين أقنعت كل أطفال البناية التي اقمنا فيها أن قدوم الليل ما هو إلا بداية ليقظة الدمى والالعاب المرمية في خزائنهم وتحت أسرَّتهم وفي زوايا غرف منازلهم! تلك الالعاب والدمى كانت تنتظر نوم الجميع لتدبَّ فيها الحياة فتنطلق بأقصى عزيمتها ! لقد كانت مجتمعاً قائماً بحد ذاته. يعلم كل اسرار البشر، افراحهم، هواجسهم، احزانهم وهمومهم. كانوا يتجوّلون في المنازل ويتبادلون الآراء والحلول لمشاكل أصحابهم الآدميين وما كان أكثرها!!…
إن اشد ما كان يؤلمهم لم تكن شكاوى الاطفال وتبرُّمهم ودموعهم، بل ما كان مدفوناً في صدور تلك الامهات والشابات حديثات العهد بتعقيدات هذه الحياة. وما اوصدته بعض الأعراف الظالمة بوجه كل سكينة ومودَّة وشراكة حقيقية بين ركني تلك الأُسَر.
كانت تلك الدمى الشاهد الصامت في نهارات المآقي الدامعة والقلوب الجريحة والشفاه الذابلة التي افتقدت مرآة الشوق ونبضات الفرح ورسالات الجوى..
امست الدمى تختزن مشاعر اصحابها لتفرغها رقصات في افنية تلك المنازل الخالية من الحب والحنان والشغف..
ما كل ما يرقص سعيداً.. يا حسرة على البشر يتكلَّفون الكثير على مقتنياتهم وأثاث بيوتهم وأشيائهم لكن في أعينهم ألف إعتراض والف ندم والف متاهة….
الشريك ايها الاغبياء، هل تكلفتم عناء مصارحته؟ مكاشفته؟ هل فتحتم له قلوبكم أم تجاهلتموه لتحرجوه فتخرجوه من مساكنكم الفارغة من نبض الحياة؟
من كان منكم غير جدير بشريك حياته فلا يجني عليه ويذره في مهب الريح. الاولى أن يقتني دمية تشبع طاقته السلبية لانها ستكون مثله دون أية مشاعر.

(درب الآلام)..

شاهد أيضاً

معركة رفح هل تنقذ نتنياهو ومصيره السياسي…؟؟؟؟

بقلم :- راسم عبيدات من بعد عملية ال 7 من اكتوبر ،والتي ردت عليها ” …