يوم العيد هو يوم الجوائز

المرجع المجدّد السيد محمد حسين فضل الله 

إعداد وتنسيق د. علي رفعت مهدي


مع نهاية شهر رمضان المبارك… لا بدّ لنا أن نقف لدراسة ما حصلنا عليه في هذا الشّهر.
وقد جاء في حديث الإمام عليّ (ع): “إنما هو عيد لمن قبل الله صيامه وقيامه ـ فهو عيد القيام بالمسؤولية، ونحن نحتفل بيوم العيد، لأننا أطعنا الله في هذا الشّهر ـ وكلّ يوم لا يعصى الله فيه فهو عيد”، حيث يستطيع الإنسان المؤمن أن يجعل كلّ أيام السنة أعياداً.
وهذا هو ما يُعبَّر عنه بالجهاد، لأنّ الجهاد لا يقتصر على جهاد الأعداء، بل يمتدّ إلى جهاد النفس وتوجيهها إلى ما أراده الله منها في العبادة وفي الطاعة ….
وقد أراد الله لنا أن نحوّل كل العمر إلى ورشة عمل، وذلك بالقيام بما أمرنا الله به، والاجتناب عمّا نهانا عنه.
لكن المشكلة في حياتنا الاجتماعيّة أننا مشغولون بالآخرين ولسنا مشغولين بأنفسنا، نحن نتحدّث عن الآخرين: فلان يدخل الجنّة وفلان يدخل النار وما إلى ذلك، أمّا هل إن الله راضٍ عنا أو أنه ليس راضياً، فكم مرّة نفكّر بها في اليوم؟
في العشر الأواخر من شهر رمضان نقرأ: “اللّهمّ انّي أسألك إن كنت رضيت عني في هذا الشهر أن تزيدني في ما بقي من عمري رضى، وإن كنت لم ترض عني في هذا الشّهر فمن الآن فارضَ عني”…
لذلك، يجب أن نحتفظ بمداد هذا الشّهر، من الروحانية.. والطاعة.. والقرب من الله.. إلى كل أيام السنة.. لأن شهر رمضان هو الشّهر الذي أراد الله أن يؤكّد فيه علاقة الإنسان بربّه، لتكون كل حياتنا شهر رمضان، لا في الصّوم فحسب، ولكن في طاعة الله، بالإتيان بما أمر به، والاجتناب عمّا نهى عنه، وليس كمثل بعض النّاس الّذي يصوم ويصلّي في شهر رمضان، فإذا ذهب الشّهر ترك الصّلاة.

يوم العيد هو يوم الجوائز التي يقف فيها الإنسان منتظراً «العيديّة» من الله، وعيديّة الله مغفرته ورحمته ورضوانه، فعلينا أن نستعدَّ لتقبّل جوائز الله تعالى .والحمد لله ربّ العالمين …
🌷المرجع المجدِّد السيد ‏محمد حسين فضل الله ‏رضوان الله عليه .
كلّ عام وأنتم بخير
{… اَللّـهُمَّ أهْلَ الْكِبْرِيَاءِ وَالْعَظَمَةِ وَأهْلَ الْجُودِ وَالْجَبَرُوتِ وَأهْلَ الْعَفْوِ وَالرَّحْمَةِ وَأهْلَ التَّقْوى وَالْمَغْفِرَةِ أسْاَلُكَ بِحَقِّ هذَا الْيَومِ الَّذي جَعَلْتَهُ لِلْمُسْلِمينَ عيداً وَ لُِمحَمَّد (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ) ذُخْراً وَشَرَفاً وَمَزيْداً أنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّد وَآلِ مُحَمَّد وَأنْ تُدْخِلَني في كُلِّ خَيْر أدْخَلْتَ فيهِ مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّد وَأنْ تُخْرِجَني مِنْ كُلِّ سُوء أخْرَجْتَ مِنْهُ مُحَمَّداً وَآلَ مُحَمَّد (صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ) اَللّـهُمَّ إنّي أسْاَلُكَ خَيْرَ ما سَألَكَ مِنْهُ عِبادُكَ الصّالِحُونَ وَأعُوذُ بِكَ مِمَّا اسْتعاذَ مِنْهُ عِبادُكَ الْصّالِحُونَ ….}

شاهد أيضاً

“تجمع العلماء” رحب بتمديد ولاية المجالس البلدية والاختيارية: “العدو الصهيوني لن يستطيع تحقيق أي انتصار في غزة”

أشارت الهيئة الإدارية في “تجمع العلماء المسلمين” ببيان اثر اجتماعها الأسبوعي في مقر التجمع في …