القدس يا افيخاي عربية فأقرؤوا التأريخ جيداً يا مزورين

المحامي هيثم عزُّو

لن نوافقكم ولا مرّة يا أفيخاي …اذا كنتم تعتقدون أنَّ القدس (أورشليم) هي موطن أجدادكم، فاقرؤوا التأريخ جيّداً يا مزورين…

في بداية الألف الثالثة قبل الميلاد، بدأت أولى الهجرات البشرية إلى القدس عبر الكنعانيين والتي هي قبيلة من العرب الأقحاح هاجرت منَ الجزيرة العربية واستقرّت هناك مؤسِّسةً بذلك هذه المدينة، وظلت تلك المنطقة تسمى بأرض كنعان حتى عام 1200 ق.م حينما غزتها القبائل الكريتية، التي اندمجت مع الكنعانيين سكان البلاد الأصليين.

أما أنتم يا بني إسرائيل لجأتم الى القدس (أرض كنعان) عندما قررَ موسى عليه السلام الخروج بكم إلى هذه الأرض بسبب تعرضكم للاضطهاد في عهد رمسيس الثاني، ومن ثمَّ تمكَّن داود عليه السلام من إقامة مملكة بني إسرائيل في القدس، بعدما انتصرتم على جالوت.

وعليه، إذا كنتم تعتبرون أنَّ القدسَ هي مهدَ أجدادكم، فإنَّ أجداد العرب قد سبقوا أجدادكم اللاجئين والطارئين على هذا المهد الذي ستبقى ملكيته للسكان الأصليين العرب…

أمّا اذا كنتم تعتقدون بأنَّ القدسَ ملكية لكم بحكم مكوثكم القديم فيها لأربعمائة عاماً (فترة مملكة داوود وسليمان عليهما السلام)، فإنَّ ليس من شأن ذلك تكريس هذا الحق لكم في ظل وجود أصحاب لهذه الأرض التي مكثتم فيها كغزاة، وخير دليل على ذلك أنَّ المسلمين غزو الأندلس (اسبانيا) ومكثوا فيها لثمنمائة عام دون أن يعني ذلك حقّهم بملكية تلك الأرض أو حقّهم بالقول بالعودة إليها…

أمّا إذا كنتم تعتقدون بأنَّ القدس ملكية لكم لكون الله وعدكم بمملكة هذه الأرض، فلا ضيّرَ من العودة لكتابكم لتروا فيه ما ما ينسف مزاعمكم عن أنها أرض أجدادكم، إذ وُرِدَ في سفر التكوين (أول أسفار كتاب التوراة خاصتكم) أنَّ النبي إبراهام (من أجداد نبيّكم موسى عليهما السلام) عاشَ غريباً في أرضِ كنعان وذلك لكونهِ طارئٌ عليها ورحلَ إليها وليسَ من سكانها الأصليين، هذا مع العلم أنَّ النبي المذكور كان قد ذهبَ إلى هذه المدينة بعدَ ألفي سنة على تأسيسها على يد الكنعانيين، فبأيِّ آلاءِ ربكم تُكذبون!…