الكورونا… هل هي بديل لغاز السارين السام أم أن كلاهما مطلوب للواقعة النهائية؟(أمرغيدجون)

أحمد فقيه

الإرهاب.. وغاز الأعصاب

سارين.. سيكون السلاح الأهم في الحرب العالمية النهائية (أرماغيدون)… قريباً

    عندما ظهر فايرس كورونا، واخذت تظهر مفاعيله الخطيرة والسريعة، شغلت بال العالم بأكمله، بدأت عندها جهات متعدده تلقي باللوم والتهم على بعضها البعض. أما الفايروس قد سلك طريقه بثبات وهو لا يزال ينتشر ويتوسع مخلفاً وراءه اجيالا جديده محصنة بمفاعيل جديدة، وهكذا.

    هذا يذكرنا بما حدث قبل بضعة سنوات، عندما هوجمت، الانفاق والقطالات بغاز “السارين” السام من قبل مجموعة قيل أنها تسمي نفسها “الحقيقة السامية” والتي لا تريد في الحياة سواها. آلاف القتلى والجرحى ذهبوا ثمناً للأنا. وهذا يذكرنا بما قلناه في موضوع سابق أن ((كل فئة أوطائفة في هذه الدنيا ترى نفسها هي على صواب والجميع غيرها على خطأ، لذلك يجب أن يزولوا من الوجود ولتبقى هي صاحبة السيادة.

    وقد نشرت وسائل الاعلام اليابانيه والعالميه هذا الحدث في حينها وقد أولى”مركز الخليج للدراسات الاستراتيجية” في الكويت هذا الموضوع الخطير عناية خاصة، وقد أعرب في وسائله الاعلامية شارحاً هذا الحدث معقباً عليه فيقول:

    إن مترو الأنفاق في طوكيو نظيف، مزدحم إلا أنه آمن وهادىء لدرجة أن الستة ملايين الذين يركبونه يخطفون غفوة أثناء ذهابهم وايابهم. إلا أن هذا قد لا يبدو مريحاً هكذا مرة أخرى. وبالتأكيد هذا سوف لا يكون بالنسبة لأناس مثل السكرتيرة “جوكاندو أوكادا” البالغة من العمر 25 عاماً وهي في طريقها مؤخراً إلى العمل شاهدت عاملين من عمال الانفاق يستخدمون الجرائد لمسح شيئاً يشبه البنزين؟

المسافرون كانوا يسعلون. في نفس الوقت الذي وصلت فيه إلى مكتبها كانت تشعر بمتاعب في الرؤية. خلفها كان الناس ينطلقون من على الأقل اربع محطات من طوكيو وهم نصف عميان، وخلال تلك الفترة كان عمال النفق قد ماتوا. خمس مواد كيميائيه متخفية في علب طعام وشراب كانت قد بدأت تنشر سموماً في ممر عربات المترو التي تتجمع في مركز الحكومة (كاسو ميجاسيكي)(kasu megasek)، وذلك اثناء اندفاع الناس إلى اعمالهم في الصباح. عشرة اشخاص ماتوا واكثر من خمسة آلاف عولجوا من اصابات، وذلك فيما أسماه نيهول شيمون”هجوم على المجتمع”. السلاح مسمم للأعصاب يسمى”سارين”_ ويرمز إليه ب”أرماغيدون” في تعاليم”الجيرو”. على الأقل ذلك هو الدور الذي يلعبه السم في التعاليم العقائدية لطائفة”الجودو” التي مضى على تأسيسها 40 عاماً، والتي سيطرت اخبارها على الصحف والعناوين الرئيسية خلال الفترة الأخيرة. ويقول رئيسها (شوكو اساهارا) سارين سيكون السلاح الأولي في الحرب العالميه النهائيه، والتي يقدر نشوبها قريباً.

الغاز والنازيون

    وأصل هذا الغاز يتلاءم مع دوره_ لقد اكتشفه كيميائي ألماني في الثلاثينيات من القرن الماضي اثناء بحثه عن سم للحشرات، وقد استخدمه النازيون في القضاء على المعسكرات. وقد قام اليوليس الياباني بأكثر من 25 حملة مداهمة لمراكز طائفة (الحقيقة السامية) لاساهارا، وحسب التقارير تم ضبط اطنان من المواد الكيميائيه التي تستخدم لمعالجة “سارين” مع مواد أخرى مثل طائرة هيلوكبتر روسية وملايين الدولارات ما بين ذهب ونقد. وقد أدى هذا إلى تعاظم المخاوف من نمو مثل هذه الطوائف عالمياً.

    وقد انكر أساهارا تورط الطائفة. وقد بدا على أن”اوم” لم تنتهك قوانين اليابان بتجميعها لمواد كيميائيه_ وهذه حقيقة ادهشت الجميع ما عدا الخبراء الذين يعرفون بأن نفس الشيء يحدث لمعظم البلدان. إنهم يشتكون من أن الحكومات لا تعير اهتماماً كافياً لكبح جماح الأسلحة الكيميائية والبيولوجيه. ذلك الأمر قد يتغير بقول خبير الارهاب الاسرائيلي يونان الكسرز. “إن الهجوم له مداخلات عالمية. إنه قفزة كبيرة للارهاب عن طريق القتل الجماعي”.

   

ان الذي نظم هذا الهجوم، مهما يكن، فانه كان يريد قتل اكبر عدد من العمال والخدم المدنيين اليابانيين. ويتابع قسم المنوعات في المركز بتعقيبه على الحادث، فيقول: مثل معظم الخطط المدروسة، لم تكن هذه الخطة كاملة الاتقان. لقد كان الأمر غامضاً في عدم موت الكثيرين كما كان يراد من ذلك ويقول خبراء يابانيون أن سارين قد جرى تخفيفه بمركب السيانيد لجعله اكثر أمنا بالنسبة للذين يعالجونه. وقد علق خبراء أمريكيون على الحادث بقولهم أياً كان الذى حضّر الغاز سارين فإما أنه كان يفتقر للمعرفة الكافيه لتقطيره على شكل نقي، أو أنه قد عمل على تخزينه لمدة طويلة أفقدته قوته. على أية حال، فإن هذا من حظ طوكيو، لقد انقذها مما هو أسوأ. ومع ذلك فإن الدمار كان مرعباً، وهز الدولة التي لم تتوقف عن إدانة الارهاب. مثل خطف طائرات أو القنابل الحارقة. على أية حال، لو رجع الانسان إلى عقله وفكر ملياً، وتساءل: من المستفيد من هكذا أعمال مدمرة للجميع ولا تميز بين أحد. وقد كان من الطبيعي أن تتوجه الانظار إلى”الحقيقة السامية”، إذ أن المجموعة لديها الدافع والوسائل. بعد ست سنوات من الخطف التي لم تحسم، وعمليات تسمم لها علاقة بالمجموعة، صممت السلطات اليابانية على مواجهة المجموعة بالقوة.

    قبل حادثة الانفاق باثني عشر يوماً ارسل قادة المجموعة تحذيراً اخيراً مكتوباً يدعو الاعضاء للاجتماع في مركز التدريب”أيوياما”. والرسالة كانت تحذر من أن الطائفة واجهت هجوماً “بالسلاح البيولوجي” وبعد الهجوم على طوكيو مباشرة شوهد أساهارا بسيارة ليموزين وهو يغادر مركز تدريب”أوم”. وفي رسالة بالفيديو بثها من مخبئه، انكر فيها مسؤوليته عن الهجوم وعمليات الاختطاف، وقال أن الكميات الضخمه المخزونه لدى الطائفه من المواد الكيميائيه بالقرب من جبل فوجي هي لصنع المواد البلاستيكيه والاسمدة وأواني الخزف. ولكن هناك شواهد اثبتت وجود عمليات تسمم جماعيه حصلت قبل سنة في ما قسو موتو ضمن عوامل مشابهه كحادثة الانفاق. وتستمر الشواهد في توصيف الأحداث المتعاقية، فتقول: وبعد حوالي عقدين من الزمان على عمليات الانتحار الجماعي التي كانت تلاحظ وبالأخص في جونستاون، أصبح العالم معتاداً على نوعية الاسئلة التي تثيرها قصة أساهارا الغريبة. هل هو يملك قوة خارقة، او أن الآلاف من اتباعه_ والكثيرون منهم يحملون شهادات علميه من أعلى الجامعات اليابانيه_ سريعو الانقياد بشكل أو بآخر. هل هو يمارس عمليات غسل مخ؟

هل قام بازعاج السلطات أو أنها ضايقته في أمرها؟ على أية حال فإن مثل هذا النموذج مألوف. هناك حركة بدأت سنة 1997 كمحاولة للبحث عن التنوير الذاتي من خلال بوذية التبت مع لمسة من الهندوسيه_ الرمز الرئيسي في هذه العبادة هو”شيفا”، الإله الهندوسي للدمار والبناء_ لقد أصبح تدريجيا جيشا مجاهداً يتبعه 30000 في جميع انحاء العالم، وهم يتهيأون لبعث”ارماجيدون”.

نشأة “الحقيقة السامية”

يعمل اساهارا على خلط مشاريعه العملية مع الأمور الدينية خلال معظم حياته.لقد ولد في تشيزوو ماتسوموتو، وهو الإبن الرابع لعائلة فقيرة (والده كان يكسب معيشته من حرفة الحصر)، و كان اساراها يعاني من ضعف البصر منذ ولادته وأدخل مدرسة العميان وعمره 6 سنوات (على الرغم من أن إحدى عينيه تتمتع بقليل من الرؤية). فى العشرينيات من عمره، و بعد أن تعلم علاج الوخز بالابر وبالأعشاب، التحق بطائفة منشقة من البوذيين، وفتح كذالك محلاً للعلاج الصيني. ومن أشياء أخرى كان اساهارا يبيع خليطاً من الجزر، جلد الثعابين، وعناصر أخرى أدعى بأنها تشفى من آلآم الأعصاب و الروماتيزم. السلطات اليابانية لم توافق على هذا وغرمته مبلغ 200000 ين لانتهاكه القوانين الصيدلانية. في أعقاب ذلك افتتح هو وزوجته عملاً جديداً أطلق عليه اسم(أوم)         ” AUM” ، حيث يقومان بتدريب اليوغا و يبيعان مشروبات صحية. في سنة 1985 قال لأحد محدثيه بأنه يستطيع ان يسبح في الفضاء، وفى خلال سنة سيصبح بامكانه الطيران بحرية سنة 1987، وبعد زيارته لجبال الهملايا، عاد اساهارا إلى اليابان ذاعماً انه توصل إلى أقصى مراحل التنوير. وبدأ يطلق على طائفته اسم(أوم شنريكيو)(Aum shinrikyo) أي”الحقيقة السامية”. وأخد يناشد الشباب في اليابان للبحث معه عن معنى. حوالي 10000 تلميذ استجابوا لندائه فى اليابان، وفتح مكاتب له فى نيويورك، بون، سيريلانكا، وموسكو. و تزعم “الحقيقة السامية” أنها استطاعت أن تجذب 30000 عضو جديد في الاتحاد السوفيتي خلال السنوات الثلاث الماضية، وقتل باقي الطوائف اليابانية،تزعم بأن لها القدرة على الشفاء. ولكن في الوقت الذي يوعد الأخرون بالسعادة الدنيوية، الغنى، وفوائد مؤقته أخرى، تقدم “الحقيقة السامية” التحرر الروحي من الحياة الذنيوية. ويتناول اعضاء الطائفة وجبة أو اثنتان يومياً من الرز المسلوق والخضار، وغالباً يصومون وفق التقاليد البوذية. وعندما أغار البوليس على مجمع ياماناشي، هناك 50 عضو من الطائفة بدا عليهم الضعف والاعياء لدرجة أن السلطات أخذتهم الى المستشفى. ومع ذلك، فقد وعد اساهارا أتباعه بأن تقشفهم هذا سيقودهم في النهاية الى التنوير، والقوى الخارقة للتسامي، الشفاء، البصيره، والتنبؤ.

المعركة النهائية

وقد وعد أساهارا أتباعه أيضاً بالبقاء أحياء بناء على تعاليمه، فإن التلاميذ الذين يعبرون بنجاح المراحل الأربعة للوعي إلى التنوير فسوف ينمو لديهم ليس فقط قوى خارقة، بل سوف يعدون من ضمن ربع سكان العالم الذين سيبقون أحياء بعد”الأرماجيدون”. إن الكميات الهائلة من المواد الكيماوية التي صودرت من”الحقيقة السامية”_ تشمل نتريك أسيد (وهي مركبات للمتفجرات)، ومركبات كيماوية أخرى كافية لإنتاج 50 طناً من غاز سارين. وهذا يبدو حسب بعض التقارير أن أساهارا أراد أن يطلق بوق المعركة النهائية. والمجموعة لديها كذلك مخزون كبير جاهز من ترياق مضاد لغاز الأعصاب. وقد علق على الحركة الخبير السياسي تاكاشي تاتشيبيانا بقوله:”يبدو لي أنه يعتقد بأن بإمكانه تفجير الحرب النهائية، التى يسمونها(أرما جيدون)”.

إن حالة جنون الشك لدى المجموعة تعقدت عندما اصطدمت بالقانون. لقد اشتكي بعض أقرباء الأعضاء في الطائفة من عمليات خطف؛ وهناك محامي تحدى المجموعة منذ ست سنوات إختفى مع جميع أفراد عائلته. وبالنسبة للتدريبات تتم على انفراد، في نفس الوقت يتم تعليم مواعظ أساهارا، ممارسة النفس السريع، والتأمل بمساعدة صوت طنين روتيني من أجهزة تربط على الرأس. عندما يلتقون بالمعلم يُقَبّلون إبهام رجله. وبعض الأعضاء السابقين يقولون أن هناك طقوساً تطهيرية تشمل شرب كميات كبيرة من الماء الدافىء والتقيؤ. وهناك طقوس تأديبية مثل المكوث تحت الماء أو أماكن مقفولة عديمة التهوية لفترات طويلة؛ في إحدى الهجمات الستة الماضية، عثر البوليس على سيدة مقفول عليها في صندوق. ويهتم بعض المحامين هذه الطائفة بأعطاء المتدربين لديها أحياناً مورفين، ومثيرات أخرى. الأعضاء الجدد يتبرعون للطائفة بأموالهم وممتلكاتهم. هدفهم الوحيد هو”جعل العالم مكاناً أفضل بأخذ معاناة الآخرين”. هذا ما يقوله ديفيد بور، معيد في كلية في مدينة نيويورك حيث يوجد للمجموعة فصل صغير. وتقول إمرأه تدعى تايانا في موسكو حيث يوجد للمجموعة ستة مراكز، تقول:”ليس هناك أي دليل ضدنا”.

والله نسأل هداية الجميع إلى الطريق السليم.

أحمد فقيه

شاهد أيضاً

محمد علي لوكا يطلق أغنيته”ع العين”…وهذا ما قاله عن مروان خوري وآدم!

  أصدر الفنان محمد علي لوكا أغنيته الجديدة بعنوان “ع العين” من كلمات الشاعر ايهاب …