تانيا قسيس اطلقت “زمنة”

أطلقت الفنانة اللبنانية تانيا قسيس حديثاً أغنيتها “زمن” أوصلت من خلالها وجعها على وطنها الممزّق وأملها ببناء لبنان جديد. “نداء الوطن” التقت قسيس بعد أن تصدر عملها المرتبة الأولى في الإحصاءات الرسمية لهذا الأسبوع.

لماذا اخترتِ هذا التوقيـــــــــت تحديداً لإصدار الأغنية؟

تعرّفت الى الملحن والكاتب طوني كرم في شباط 2020 واستمعتُ حينها الى الأغنية فأحببتها. لكنّ القصيدة كانت منتهية بالمقطع الآتي:

“كل ما أملكه ذكرى بالروح والجسد

عن حرب بدأت وطريق النهاية

لم تجد ولن تجد”.

تساءلت حينها عن هذه النهاية الموجعة وطلبت من كرم إضافة مقطع أخير يضفي الأمل والإيجابية في ظلّ السوداوية التي نعيش فيها، وهكذا حصل. فالقصيدة كُتِبت بعد اندلاع الثورة وعكست مشاعر الكاتب الوطنية الممزوجة بالألم والوجع على ما آل إليه الوضع. أحببتُ الأغنية كثيراً، من ناحية التوزيع الممزوج بين الكلاسيكية والإيقاعية لكنني تردّدتُ إزاء تقديمها بما أنها مكتوبة بالفصحى، خصوصاً أنّ كلام القصيدة “دسم”. لكنّ “كورونا” اجتاح العالم في آذار من العام نفسه وفرمل مشاريعنا كافة، فتواصلت مع كرم الصيف الفائت للحديث عن مشاريع فنيّة عدة. قمت بدايةً بتسجيل “زمن” إذ أردتُ تحدّي نفسي بإطلاق أغنية بالفصحى تعكس مكنوناتي وأفكاري ومشاعري عن لبنان.

والمقطع الأخير الذي طلبتِ إضافته الى القصيدة؟

أردت أن تعكس الخاتمة التفاؤل الذي أشعر به تجاه الوضع في لبنان فضلاً عن إيماني بغد افضل. هذا المقطع عكس تمسّكي بوطني ومشاعر الأمل التي تخالجني إزاءه.

ما الرسالة التي أردتِ إيصالها من خلال الفيديو كليب؟

الفيديو الرسمي للأغنية هو أيضاً من إخراج طوني كرم وأراده فيلماً قصيراً مستوحى من حياتي، يسلّط الضوء على بعض من ذكريات طفولتي خلال الحرب، إذ كنتُ أعيش في بيروت ومن ثمّ هربنا الى القرى النائية وبعدها هاجرت. لذا يبقى هذا العمل المصوّر عرضاً لما قد أنقله لأولادي اليوم، ما إذا كان لديّ أولاد، خصوصاً بعد كلّ ما مررنا به. أعتبر هذا العمل المصوّر تكريماً لوالديّ ولجميع الأهل الذين، بالرغم من كلّ الظروف، رفضوا مغادرة البلاد. لكنّ بعضاً من واقعنا المحزن هو الآن فيلم قصير، قصّة حقيقية لن نستسلم لها وسنكتب من أجلها معاً، أيّاماً أفضل بالتأكيد! لم نذكر إنفجار الرابع من آب في الفيديو كليب، لكننا صوّرنا بعض المشاهد في منزل جديّ المتضرر من الانفجار في الجمّيزة. حاولتُ أن أكون وفيّة لذكرياتي عبر إيصال الإحساس بهذه الطريقة الشاعرية وخصوصاً بالفصحى.

انتقد البعض كسر القافية والروي في بعض جمل القصيدة. ما الذي تقولينه لهؤلاء؟

كان همّي والشاعر تقديم نصّ صحيح على الصعد كافة، لكن قمنا بكسر القوافي لدواعٍ موسيقية.

ألا تأسفين لأنّهم أبدوا ملاحظاتهم بدل تقدير قيمة هذا العمل؟

أتقبّل الإنتقاد البنّاء وأعمد دوماً الى تطوير ذاتي، لذا لم أحزن على مضمون الملاحظة بل على طريقة إيصالها. مثلاً يمكنني إيصال بعض الملاحظات الموسيقية لشخص ما بكلّ مهنية وتهذيب، فضلاً عن الإبتعاد عن التجريح أو التقليل من قيمة العمل. ويمكن التواصل عبر الهاتف وطرح التساؤلات والملاحظات بكلّ حرفية ورقيّ.

متى سيصدر ألبومك الغنائي المقبل؟

كان من المفترض أن يصدر في حزيران المقبل، لكننا لم نتمكّن من إنجازه بسبب الوضع الصحي العام في البلاد فضلاً عن قرارات الإقفال والتعبئة العامة. يتضمن الألبوم 12 أغنية (أغنيتان بالفصحى وعشرة بالعامية) من كلمات وألحان طوني كرم، وأضحى جاهزاً بالإجمال لكنني ما زلت في طور التسجيل والميكساج. آمل أن يصدر في الصيف المقبل. تجدر الإشارة الى أنّ الأغاني سُجّلت برفقة أوركسترا أرمنية لذا معظم الأعمال ستُنفَّذ في أرمينيا.

ما الدروس التي تعلّمتها في ظلّ الظروف الصعبة التي نعيشها بدءاً من انتشار “كورونا”، مروراً بالأوضاع المعيشية الصعبة وصولاً الى إنفجار بيروت؟

(تتنهّد) ما نعيشه يثبت وجهة نظري من ناحية الإستفادة من كلّ لحظة نعيشها، وقضاء الوقت مع من نحبّهم وتشارك الحياة سوياً. علينا التحلّي بالجرأة دوماً لتحقيق أحلامنا وأهدافنا. أنجزتُ أموراً عدة في حياتي كالسفر، إقامة الحفلات والغناء على أهم المسارح. أما اليوم فبتُّ أحلم بزيارة شقيقي وعائلته في الغربة مثلاً وتمضية بعض الوقت معهم.

ألا تفكرين بالهجرة مجدداً خصوصاً أنك مقدّرة أكثر في الغربة؟

لا أستطيع نكران جميل ما قدّمه لي الوطن من نجاحات متعددة. أنا لبنانية بإمتياز ولو وُلدتُ في بلد آخر مثلاً لكانت ظروف حياتي مختلفة لكنني راضية بما حققته ووصلتُ إليه. لذا آملُ ألا أضطر الى الهجرة بسبب الظروف المترديّة التي نعيشها وخصوصاً ما سبّبه لنا إنفجار بيروت من جروح جسدية ونفسية. أنظر الى والديّ اللّذين رفضا مغادرة لبنان في أحلك ظروفه وأتمنى أن أكون مثلهما رغم كلّ شيء.

من برأيك يملك الحل للوضع الصعب الذي نعيشه؟

الله هو الوحيد الذي يستطيع إنقاذنا من الطامات التي نعيشها.

والثورة؟

لم ينته عملها بعد. نحتاج الى وقت ونفس طويل كي نلمس الحلول في ظلّ الفساد المستشري والمشاكل التي تحيط بنا.

شاهد أيضاً

ديوان أهل القلم يقيم ملتقى المبدعات العربيات الثالث في سلطنة عمان بالتنسيق والتعاون مع وزارة التنمية الإجتماعية في العاصمة مسقط

  أقام ديوان أهل القلم في سلطنة عمان في العاصمة مسقط برئاسة الدكتورة سلوى الخليل …