حوار في الثقافة والسياسة من إعداد الإعلامي د. وسام حمادة

في زمن العولمة والإعلام المرتهن وترسيخاً لمفاهيم الثقافة والمعرفة الراقية والتي تعيش غربتها القاتلة تعيد مجلة كواليس وموقعها الإلكتروني نشر لقاءات ثقافية وسياسية كان قد أعدها وقدمها لفضائية الإتحاد الإعلامي د. وسام حمادة عبر برنامج 24 /24

ولقاء العدد مع الفنان الملتزم “أحمد قعبور”


د. وسام:

  • هو زمن إلتباس المقاييس التي يتم اعتمادها لاختيار الأداء الغنائي سواء على مستوى الصوت أو الكلمة أو الموسيقى حيث أصبحت الأغنية عبارة عن ضوضاء منظمة غابت عنها سلطة الإبداع لحساب سلطة الجسد، المعيار الوحيد لرواج هذا النوع من الأعمال الفنية حيث طغت الأغنية الفارغة من المضمون والتي فُرضت علينا عبر عولمة الإعلام المساهم الأكبر بتشويه الذائقة العامة، ولكن ضيفي الليلة يؤمن بأنه مُطالب بل مُنتدب ومحكوم بأن يحمي الوجدان الشعبي وبأن يعيد الإعتبار إلى الكلمة واللحن وأسلوب الغناء من خلال نص ملتزم قضايا الناس وأحلامها حتى أصبح علامة فارقة في عالم الأغنية الوطنية.
    ناداهم وشدّ على أياديهم لسبع أطفالٍ في الضّفة وبعث رسائل حب (للرايحين صوب بلاده) ومازال يبعث الرسالة تلو الرسالة من خلال معشوقته بيروت علّ رسالته تصل بسلام أرض فلسطين لتبلسم الجرح وتحيي الأمل بالعودة والتحرير.

  • حلقة الليلة بعنوان : “الفن إلتزام”.
    أغنية: يا نبض الضفة.
    كلمات: حسن ضاهر
    الحان وغناء : أحمد قعبور

في الضفة لي اطفال سبعة… أصغرهم يرضع تاريخاً…
أوسطهم اسمه جيفارا … أكبرهم ثائر في الضفة…
يا كل العالم فلتعلم أطفالي اليُتْم …
زرعوا الحقل وروداً حمراء…
بسواعدهم حصدوا الخير… أطفالي , و امرأتي و أنا …
أصرخ …
نصرخ….
فليمسي وطني حرا….
فليرحل محتلي فليرحل…
فليمسي وطني حرا … فليرحل محتلي
يا كل العالم فلتعلم…
وطني مسبيٌ لكني الطلقة…
وحجارة أطفال الضفة
كالطلقة …
كالمدفع …..
هل تسمع؟
لينا كانت طفلة تصنع غدها…
لينا سقطت لكن دمها كان يغني… كان يغني… كان يغني…
للجسد المصلوب الغاضب…
للقدس ويافا وأريحا…
للشجر الواقف في غزة … للنهر الهادر في الأردن…
للجسد الغاضب في الضفة ….
يا نبض الضفة لا تهدأ أعلنها ثورة…
حطم قيدك إجعل لحمك جسر العودة…
فليمسِ وطني حرا … فليرحل محتلي فليرحل…
فليمسِ وطني حرا … فليرحل محتلي…

  • أرحب بضيفي الفنان الملتزم والجميل “أحمد قعبور”.
    الحقيقة نحتار من أين نبدأ معك فمشوارك غني ولكن سأبدأ من “لينا” من هي لينا التي غنّى لها أحمد قعبور من السبعينات حتى اليوم؟
    -الضيف: الحقيقة كُثر من يعتقدون أن لينا رمز من الخيال لصناعة أغنية نصاً ولحناً والحقيقة أن لينا هي “لينا النابلسي” تلميذة فلسطينية في مقتبل العمر، ذات يوم مثل كل الأيام استيقظت وغسلت وجهها وارتدت مريول المدرسة وحضّرت برنامجها وأخذت فطورها وكانت ذاهبة إلى مدرستها لتتعلم القراءة والجغرافيا والتّاريخ، وإذ الطّلقات الإسرائيلية الغادرة تُردي لينا وتسقط شهيدة وذلك عام 1976.
    كنت أنا وصديقي حسن ضاهر الذي كتب القصيدة نمشي في أحد شوارع بيروت وكانت الفصائل الفلسطينية موجودة في بيروت وكان لهم جريدة أعتقد اسمها “صوت فلسطين” أو “فلسطين الثورة” فصادفت صورة صبية مرمية على الأرض ومكتوب عليها “لينا النابلسي”شهيدة. كان عمري آنذاك تقريباً أقل من 24 سنة وقضية الشعب الفلسطيني تعني لي ليس فقط على المستوى الإيديولوجي، بل تعني لي على المستوى الإنساني، ولأن أمي “الحاجة فاطمة” كانت تأخذني دائماً إلى سوق صبرا قرب المخيم لنشتري حوائج البيت وأنا أساعدها بحمل الشنطة، كنت أرى الأسى الفلسطيني اللبناني وكان لدي هذا التراكم العاطفي والإنساني والوطني والقومي، إلى أن رأيت صورة لينا، فقلت غير معقول أن تبقى لينا مجرد صورة شهيدة على جريدة يومية تنتهي بانتهاء النهار. فحسن ضاهر كتب وأنا لحنت وأطلقنا أغنية لينا وهي تحية لكل من يُشبه لينا، لكل من تمسك ببلده، ولكل من أطلق حجر.
    في المناسبة نحن نغني الضفة والضفة مشتعلة، وأنا أتابع أخبار الإنتفاضة علّها تكون الإنتفاضة الثالثة بالأراضي الفلسطينية، لأنه لا يمكن لهذه القضية أن تموت ولا يمكن أن يكون الشعب الفلسطيني كالهنود الحمر الذين اقتُلعوا من أميركا وأن ننسى قضيتهم وتصبح فلكلور، بل يجب أن يكونوا هم أصحاب القضية، ونرجع للمربع الأول للقضية الفلسطينية.

  • -على كلٍ، تحية من خلال البرنامج ومن خلالك ومن خلال أعمالك لشباب الضفة ونسائها وشيوخها.
    أستاذ أحمد سأكمل هذا الحديث معك المعبّأ بالكثير من الشجون، ولكن بعد أن نستعرض هذا التقرير عن مسيرة فناننا الملتزم “أحمد قعبور”.
    التقرير.
    اناديكم…
    اشد على اياديكم…
    وابوس الارض… تحت نعالكم…
    واقول افديكم …

أحمد قعبور فنان لبناني غنى للمقاومة وللأرض ولفلسطين …. تشرّب الفن والاصالة والموسيقى والعروبة والوطنية من والده محمود الرشيدي الذي كان من اشهر عازفي الكمان في لبنان … وهو من مواليد بيروت عام 1955
إنه فنان مناضل حمل القضية الفلسطينية بثوبها الوطني والانساني،
ودافع عن شعبه ضد الاحتلال الاسرائيلي، وشهر سلاحه الفني ضد المحتل مطلقا اولى اغانيه «اناديكم»،
غنى للمقاومة في الجنوب وحيفا ويافا والقدس، ولاطفال الحجارة، حتى اصبح من رموز الكلمة الموجهة ضد المحتل المستبد والديكتاتور …
تخطى بأغنياته واعماله الفنية الايديولوجيات الى الدفاع عن الانسانية في كل العالم… فحاكت أغنيته التي أطلقها مؤخراً تحت عنوان ما في شي .. واقع المرأة العربية والعنف الذي تتعرض إليه
قدم للاطفال مسرحيات حاكت عقولهم وفرحهم واعيادهم
سعى الى جعل بيروت مركزًا للثقافة والفن والابداع، عاصمة تصر على الحياة، وترفض ان تكون رهينة الصراعات…


“ياضيعانك يا بيروت” قالها الراحل عمر الزعنّي، ومنشد حسرته على بيروت، قرر قعبور أن يعبّر عن حسرته قائلا فات الأوان لكي نتحسّر على بيروت” … وهذا العمل وهو بمثابة تحية اإلى الفنانين الذين جلبوا أحلامهم إلى بيروت وساهموا في رفع مجد المدينة…. عمل رثاء لزمن تندثر فيه الإنسانية…. لافتاً إلى أن “التحسّر على بيروت هو نفسه على دمشق والقاهرة، انطلاقاً من أن بيروت طالما كانت الحاضنة لثقافات وفنون شعوب المنطقة.

  • لا أدري لماذا شعرت بك وأنت تشاهد التقرير بأنك ذهبت به باتجاه فلسطين وبيروت، أو هذا العالم العربي. هل ما زلت ترثي بيروت؟


-الضيف: كلا… نرثي عادة من ينتهي كفكرة أو كجسد أو كمدينة أو كمكان، أنا أرثي بيروت خوفاً على بيروت، خوفاً على البلد، بيروت العاصمة الحضن لكل وافد هارب من قمع الإستبداد وهارب من قمع الإحتلال، بيروت قصيدة محمود درويش، بيروت ديوان سعد يوسف العراقي، بيروت محمد العبد الله ابن الخيام، الذي كتب من أجمل ما غنيت “شوارع المدينة” (شوارع مش لحدا، شوارع المدينة لكل الناس)، بيروت قلب المقاومة، الشرارة الأولى حيث انطلقت المقاومة، فهذه المدينة أنا أخاف عليها بقدر خوفي على أولادي، لأنها متغيرة دائماً وذاكرتها متقطعة، يعني بيروت التي يعرفها الوالد والتي أخبرني عنها، غير بيروت التي أعرفها أنا، وغير بيروت التي يعرفها أولادي. عادةً المدن تشهد متغيرات بسلاسة وبهدوء وببطء وبشكل إيجابي أحياناً، بينما بيروت تتغير بشكل تراجيدي وسريع وهذا متعب لمن يقطن المدينة ومن يحبها. فلذلك أنا بالمناسبة على وشك تصوير أغنية اسمها “بيروت زهرة” فيها تحية لكل من صنع مجد المدينة بالمعنى الفني، أي السيدة فيروز والرحابنة ووليد غليمة و غازي قهوجي ونصري شمس الدين ونبيه ابو الحسن.
حين أقول بيروت لا يعني أباً عن جد بيروت، أعني الحاضنة، كل من أتى ومن رفدها ومن أعطته، هناك الكثير ممن أتوا من أقاصي عكار و من أقاصي الجنوب هم بيروتيون أكثر من بعض البيارتة.

  • صحيح ولا شك أستاذ أحمد، على كلٍ هذه هي الضريبة التي تدفعها العواصم في كل العالم، فالعاصمة ليست مُلكًا لمن وُلد فيها، هي ملك لكل من يمر مرور الكرام بها؟
    -الضيف: بهذا المعنى أنا أغار أحياناً من بعض الأصدقاء، حين يكون هناك توتر أمني في بيروت، أقول له: يا فلان إلى أين أنت ذاهب؟ يُجيب إلى عكار، أو إلى بنت جبيل.
  • وأنت إلى أين ستذهب؟
    -الضيف: ليس لدي سوى هذه المدينة، فهي مدينتي وقريتي وحديقتي وعائلتي.
  • على كلٍ، كل المناطق هي قُراك وهذه ليست مجاملة وأنت تعرف ذلك؟
  • أنا لا أعتقد أن هناك أحد أغنى منك، ما شاء الله عليك، لديك إرث ضخم جداً من البيوتات التي أحبت صوتك وفنّك وقناعاتك، أحياناً يحدث ضوضاء سياسية ومتغيرات وهذا لا يلغي أبداً مكانتك بوجدان كل من آمن بقضية عادلة، وليس فقط قضية فلسطين، ولكنها القضية الأبرز في حياتك.
  • اليوم سأعود قليلاً إلى الأغنية الملتزمة وتعريفها، رغبة بأن نقوم بعملية إيضاح لهذا الإلتباس الذي أخذه هذا النوع من هذه الثقافة التي صُنفت أحياناً تحت خانة السياسة وأحياناً الإلتزام أو الوطنية، هناك مجموعة تقول: “هذا نوع جديد من الأغنية”. أنت أين ترى هذا النمط من النص الغنائي الذي عملت عليه مجموعة من
  • الفنانين من سيد درويش مروراً بالشيخ إمام وبحضرتك؟
  • -الضيف: أنت تقوم بتكريمي أم إضافتي إلى هذه المجموعة؟
  • أنت جزء أساسي ممن تقدموا؟


-الضيف: بعيداً عن التصنيف، من الممكن أن تقدم أغنية عن قضية كبيرة، قضية التحرير أو الإستقلال أو الشهيد أو قضية فلسطين، ولكن هذا لا يشفع لك إذا تعاطيت مع هذه القضية بلغة موسيقية بائدة أو تقليدية أو مستهلكة أو لا تحترم هذا النوع أو لا ترتقي إلى مستوى هذا العنوان، لذلك أنا بعيداً عن هدر الوقت والتصنيف (أغنية ملتزمة أو وطنية أو سياسية) , أؤمن بالأغنية، فمن الممكن أن تتكلم عن فلسطين بأغنية جميلة، وعن انقطاع المياه بمنزلك بأغنية أيضاً عناصرها جميلة، ليس المهم ما هي القضية، المهم كيف تتعاطى معها، كيف ترتقي بعناصرك الفنية: لغةً، لحناً، آداءً، توزيعاً، وصدقاً وهو الأساس.

  • أخطر شيء أن لا تكون صاحب مصداقية للقضية؟


-الضيف: يمكن أن تقدم أغنية وطنية وتسميها ملتزمة، ويمكن أن تقوم بأغنية سياسية ولكن الشرط سواء كانت أغنية وطنية أو سياسية أو إجتماعية أن تكون أغنية جميلة، يعني إذا أردت حضور مسرحية تتناول القضايا الكبيرة أدفع خمسة عشرة ألف ليرة وأشاهدها.
ما نفع كل الضجيج السياسي الذي نراه إذا لم أستمتع بالمسرحية، يجب أن تكون الأغنية جميلة والنص أيضاً جميل.
قديماً كتب المتنبي الكثير من الأشعار حول مناسبات معينة، سقطت المناسبة وبقي الشعر لِما يمتلك من عناصر شعرية.
يجب أن تكون ناشطً في ميدانك كموسيقي وكفنان وكمثقف ثائر ومتمرد على واقعك الموسيقي وليس فقط على واقعك السياسي والإجتماعي والأيديولوجي وغيره، يجب أن تتمرد والأهم أن تؤمن بكل الهوايات الموسيقية، لأن هذه الهوايات الموسيقية هي صناعة الشعوب وليست صناعة أحد آخر وهي موروثة، يعني تسمع برازيلي، روسي، أميركي، لاتيني، هندي، فارسي، تركي وأياً ما تريد، لأن الشعوب هي التي تصنع الموسيقى وهي التي تصنع وجدانها الفني وليس السياسيين، غالباً السياسيين يُدمرون هذه الهواية.

  • ما رأيك بظاهرة الموسمية في التعاطي مع الأغنية ( إذا صح التعبير الوطنية) أو الجميلة كما صنفتها وكما هو أقرب إلى الواقع، فإن تناول قضايا الناس هي أسمى أنواع الفنون؟


-الضيف: إذا أردت التكلم بصدق أُصاب بهستيريا من الضحك أحياناً، فعندما تحُلّ مناسبات وطنية، فجأة الجميع يصبح وطنيًا، ويشرع الناس إلى ارتداء الملابس العسكرية، ويصبحون محبين للوطن.

  • صحيح وكأني به في المطاعم وعلى قرقعة الصحون والشوكة والسكينة وفجأة يكتشف وطنيته…؟


-الضيف: الوطن ليس مناسبة، هو ليس عيد إستقلال وعيد العلم وعيد التحرير وغيره من الأعياد، الوطن قضايا يومية، الوطن يوم بيوم وفي كل يوم، الوطن هو سيدات البيوت اللواتي يُفاصلن بائع الخضار ليوفروا قرش بجرذة البقدونس، الوطن هو الشباب حين يذهبون إلى الجامعة ليروا ما لهم من أفق في هذه البلاد، الوطن هو المُقيم في القرى الحدودية كعيترون وميس الجبل ليفلح أرضه ويحتفل بإنتصارها، الوطن هو الذي يخاف بقلبه وعقله على سوريا والعراق واليمن وليبيا والبحرين وعلى العالم كله، الوطن ليس لبنان بحدوده الشمالية أو الجنوبية، لا، حدودنا الحرية، حدودنا الكرامة، حدودنا الحب والمحبة والحوار وحدودنا أن نتقبّل بعضنا البعض لنُغني بعضنا البعض.

  • يمكن أحد أكبر أزمات هذا البلد هو اللاحوار وعدم قبول الأخر، ومع الأسف هو حالُ كل الأمة، لدرجة أصبحنا في البيت الواحد، الأخ لا يتقبل أخاه في القرار السياسي أو الرؤيا السياسية بالحد الأدنى٠؟


-الضيف: نعم لأنه أصبح هناك وكالات حصرية، فريق وكيل السيادة وآخر وكيل العروبة وفريق وكيل المقاومة.
لا يا أخي، أنا أريد أن أكون صاحب سيادة، ومعني بالمقاومة وبالعروبة وأيضاً معني بالحداثة.

  • أكيد، هذه هي عناصر الوطنية حين تجتمع تُشكل حالة وطنية، ويُقال فلان وطني، اليوم مع الأسف الوطنية مُصنفة كما تفضلت، كل واحد له وكالة حصرية بمؤسسة خاصة فيه.
    على كُلٍ، أنت كفنان مخضرم كم تجد اليوم حجم الثغرة بين المُتلقي والفنان الذي يؤدي هذا النوع؟

يعني نحن نعلم أنه في العام 75/76 حين بدأت ولم يكن طموحك أن تصبح مغنيًا، بالرغم من أن الوالد من أشهر عازفي الكمان (له الرحمة) ونوجه له تحية في عليائه الذي أنتج هكذا ذرية فنية وأخلاقية.
لماذا لم تكن نيتك الذهاب إلى الفن؟ ولماذا ذهبت؟


-الضيف: لسبب بسيط ومشهد لن أنساه ما حييت، أنا والدي عزف بكل الأناشيد الوطنية وكان موظفًا في الإذاعة اللبنانية، وعزف مع صباح وفيروز وسعاد محمد وعزف مع فريد الأطرش وعبد الوهاب، وكان فخورًا أنه عزف في الكثير من الأوبريت الوطنية الكبيرة، مثلاً: بعد هزيمة ال 67 لحّن فريد الأطرش (شعبنا يوم الكفاح فعله يسبق قوله، لا تقل ضاع الرجاء إن للباطل جولة) غنّاها فريد الأطرش وكان الوالد أحد العازفين، وكان فخورًا بما يعزف، إلى أن أتت في ال67 ما يسموها النكسة (تلطيفاً) حقيقة هي هزيمة، حينها بكى والدي صاحب النكتة والوجه البشوش فلم يتحمل الصاعقة، كالكثيرين من أترابه الذين كانوا مشحونين بالعاطفة الوطنية في تلك الحقبة، فكانت دمعته عزيزة جداً على قلبي وغالية كثيراً، وهذه الدمعة باختصار هي التي أغرقت العالم العربي، فكأنها انحفرت في وجداني، حين لحنت أناديكم كأنني أقول للوالد لا تبكِ، ليس فقط تحت وطأة الأيديولوجية والإلتزام والسياسة والأحزاب والتنظيم، هذا كله وارد وليس خطأ وبالعكس أنا فخور فكلنا لدينا تجارب سياسية، إنما أطلقت أناديكم لأكفكف دمع الوالد وكل من بكى هزيمة ال67 لأستنهض إرادة جديدة كي لا تتكرر ال67.-

  • أنت لحنت أناديكم؟


-الضيف: نعم

  • على غيتار من وترين؟


-الضيف: صحيح

  • عادة يكون من ستة أوتار؟


-الضيف: لم يكن معي سوى ثمن وترين

  • إذاً بوترين قمت بعمل أناديكم، الذي تجاوز اليوم ال14 مليون مستمع عبر اليوتيوب.
    سأتكلم بالتفصيل عن أناديكم، لكن هل شعرت أن لهذه الدرجة أناديكم سترتبط بشخصية أحمد قعبور أو أنك أطلقت العمل بإحساسك فقط؟


-الضيف: لا، صدقاً لم أكن أعلم ما أرتكب، لم أكن أعرف لأن في ذلك الوقت كانت بداية الحرب، وإذا كنت تذكر أن بعض الشباب ألّفوا لجانًا شعبية وإجتماعية وأخذوا على عاتقهم دعم الناس، من تموين وتأمين اللقاح للأطفال وتكنيس الطرقات، فقد كان الوضع جداً صعب والأزمات كثيرة منها أزمة الخبز وانقطاع الكهرباء الذي أصبح اليوم تقليدًا قديمًا لدينا أو يكاد يكون من التراث اللبناني ونشرناه للأسف.

  • قد تستطيع كفرد تأمين الخبز وكلّ ما ذكرته، ولكن الأصعب تأمين الكهرباء، لا أدري كيف يتحمل الناس كلّ هذا حتى اليوم؟


-الضيف: حينها كنت أنا مسؤول عن اللجنة، والتي كان مقرها في مدرسة رسمية، أخذت معي شمعة وأضأتها بين أكياس الرز والسكر، وأردت أن أمرر الوقت فأحضرت ديوانًا ل”توفيق زياد” وبدأت بالقراءة وحين وصلت إلى أشد على أياديكم، شعرت أن هذا الكلام لا يمكن أن يبقى في الكتاب فقط، وكان لدي رغبة بإطلاق النداء، وكما تحدثنا تحت الهواء، أنت تنادي من هو بعيد، أنت لست مضطر أن تنادي إذا كنت أنا بجانبك، قد تهمس لي فأسمعك، ولكن لأنه كان هناك إحساس بالمسافة بينك وبين شعبك، بينك وبين حلمك، بينك وبين حالك أحياناً، فكان لابد من إطلاق النداء، فهذا الحافز الوجداني، الفكري، الثقافي بالإضافة إلى صورة الوالد الذي بكى، كل العناصر موجودة وبقي اللحن.
فأنا أسمع كثيراً لسيد درويش كما أسمع كثيراً الغربي والجاز وكذلك أستمع لجاك بريل، فيبدو كل هذا الخليط مع الوجدان أطلقوا صرخة أناديكم وسبقتني.

  • وأناديكم تغنّت بأكثر من لغة في العالم، فهل بقي النص كما هو؟


-الضيف: نعم تغنّت بالاسباني والبرتغازي والتركي والنروجي وبقي النص كما هو، حتى أن هناك مغنية صديقة من بورتوريكو إسمها “روديز بيريس” طلبت أن أغنيها أنا باللغة العربية وهي باللغة البرتغازية وكانت تجربة جميلة وغنتها بطريقتها اللاتينية.
أناديكم تتغنى يومياً في الإحتفالات وقد أصبحت ملك الناس.

*على كُلٍ هذا النوع من الفنون ليس ملكاً لصاحبه أبداً، لأنه بدون احتكار أو مردود، والعوض على الله؟

-الضيف: تماماً تماماً
أغنية أناديكم.
كلمات: توفيق زياد
لحن وغناء : احمد قعبور

أناديكم…

اناديكم أشد على أياديكم..!!
وأبوس الارض تحت نعالكم…
وأقول أفديكم…
وأهديكم ضياء عيني … ودفءالقلب أعطيكم
فماسآتي التي أحيا نصيبي من مآسيكم…
أناديكم…
أشد على أياديكم..!!
أنا ماهنت في وطني ولا صغرت أكتافي…
وقفت بوجه ظلامي….
يتيماً عاريا حافي…
أناديكم…
أشد على أياديكم..!!
حملت دمي على كفي… وما نكست أعلامي…
وصنت العشب الاخضر…
فوق قبور أسلافي…
أناديكم…
أشد على أياديكم..!!

  • ونحن نضم صوتنا لصوتك وننادي كل شرفاء العالم أن يُعيدوا البوصلة إلى موقعها الصحيح باتجاه القضايا الأكثر إنسانية في العالم وهي تَحرُر هذا البلد الذي إسمه فلسطين حتى نتحرر جميعنا، حتى لو ملكنا جزء من هذه الحرية والسيادة والإستقلال فأنا أعتقد أنه دون تحرير فلسطين لا أحد في العالم العربي وقد يكون على المستوى الإنساني مُحرر ويملك هذه الحرية والسيادة والإستقلال بالمعنى الحقيقي؟


-الضيف: نعم، تحرير فلسطين بأي شكل من الأشكال، أنا لم أعد أعمل في الحقل السياسي ولكن بأي شكل، دولة فلسطينية أو تحرير كامل تراب الأرض، لا أدري ولكن أن نحصل على هذا الحلم ونُحققه يعني أننا نوقف الإبتزاز ونُخفف سفك الدم.

بالحد الأدنى تخفيف الدم لأن كل هذه المأساة التي نعيشها جزء أساسي منها الموضوع الفلسطيني، وطبعاً لم يشهد التاريخ هذا النوع من التعسف والإلتفاف الدولي والعالمي السلبي اتجاه قضية عادلة كالقضية الفلسطينية.
الضيف: هذه مسؤوليتنا نحن بعيداً عن باقي الدول، مسؤوليتنا نحن كلبنانيين وسوريين وعراقيين و…

  • أستاذ أحمد، أنت عملت للقضايا الكبرى ومازلت، كتبت ولحنت وغنيت وعملت على خشبة المسرح، وفي الفترة الأخيرة اشتغلت كثيراً للأطفال، ماذا أحببت أن توصل لهذه الطفولة؟ ولماذا جنحت كثيراً باتجاه الطفولة؟ إن كان عبر مسرح الدمى مع ثنائية “كريم دكروب” أو عبر زميلك الشاعر الجميل “عبيدو باشا” وهو أيضاً إبن بيروت البار، هل جمعتكم بيروت؟


-الضيف: نحن في السياسة معاً

  • فإذاً السياسة جمعت، فهي لا تُفرق دائماً؟

-الضيف: بالحقيقة، كان هنالك شيء إسمه سياسة أما اليوم لم يعد يوجد عمل سياسي بالمفهوم السياسي

  • لماذا ذهبت نحو الطفولة على حساب القضايا الكبرى؟

-الضيف: أنا أعتقد أن القضايا الكبرى تبدأ بالأطفال، وبرأيي إذا أردت أن تُقيم مقياس للمجتمع ولرُقيه وحضارته يجب أن تبحث كيف يتعلم أطفاله وكيف يتطببون وكم لديهم حدائق ومسارح، ولاحقاً نتكلم، أعتقد أن الواحد منا كلما تقدم في العمر فهو يتقدم نحو طفولته، وهذا سر العلاقة الجميلة غير المفهومة ما بين الأجداد والأحفاد، هناك تشابه بينهما، بعيداً عن التجارب والعمر ولكن هناك شبه بالطيبة وبالبساطة لذا يتقبلون بعضهم ويتبادلون الدلال أحياناً، فأنا أحافظ على الطفل الذي في داخلي لأن هذا الطفل لم يعيش طفولته، فالظروف كانت جداً قاسية في العائلة بعيداً عن التفاصيل، فأنا حريص على هذا الطفل الذي رَغِب الحلويات والسندويش وقنينة (الكازوز) وأحب أن أحافظ عليه وأفرح له قلبه وبالتالي أُفرح قلب كل من يشبهه من الأطفال، بالإضافة إلى عامل أساسي وهو قناعة راسخة لدي، أنه في ثقافة الأطفال الشفوية هناك خطأ أو مشكلة وليسمح لي كل علماء الإجتماع، نحن أغلب أغانينا فيها عنف أو إستخفاف بعقل الطفل، هناك مسألة أساسية بالتعاطي مع الأطفال، هل رأيت في حياتك طفل حين يُمثّل يقوم بدور طفل!!
إما أن يؤدي دور ضابط أو طبيب أو عسكري أو فلاح، لا يوجد طفل يقوم بدور طفل لأن لديه رغبة في الإرتقاء، فأنت بالقوة تريد له الإنحدار، لا، أنا أتعامل معهم كأصحاب قدرات إستيعابية، حتى على مستوى اللحن، مثلاً: منذ زمن قمت بعمل أغنية لرمضان إسمها “علّوا البيارق” وأعتقد أنها مشهورة، على مقام الراست وفيها سيغا وقلبة إيقاعات، حينها قالوا لي ماذا تفعل؟ هي أغنية للأطفال لماذا كل هذا المجهود؟ حين غناها الأطفال، أدوها أحلى من أداء الكبار، لأنها تغنّت بصدق وبِحُب، هذا جانب، والجانب الآخر، أنا تربيت على نغمة حزينة لا أريد أن أُربي أولادي عليها وهي (نام يا حبيبي نام لدبحلك طير الحمام) كيف أنام والقصة فيها ذبح وليس فقط الذبح بل هنالك كذب حيث تقول: (روح يا حمام لا تصدق عم بكذب على إبني تينام) صحيح هذا تراث ولكن ليس كل ما هو تراث نُسلّم ونُصلي له، فأنا أحاول القيام بأفكار وأماكن ومشاهد فيها فرح أكثر وفيها براءة بالمعنى الذي أفهمه وفيها حُب وفيها قبول أكثر، فأعتقد أنني العربي الوحيد الذي قام بتلحين أكثر من 25 مسرحية للأطفال بالمقاييس التقنية .

  • برأيك أخطأ المثقفون والمبدعون بشكل عام في العالم العربي بالأولويات؟ أليس من المفترض أن نعمل بجدية على الطفل قبل العمل على الكبار؟


-الضيف: طبعاً ولكن هذه مسألة فردية وكم تملك من رغبة

  • لماذا تكون فردية وليس هناك من مؤسسات ترعى بحيث يتحوّل العمل إلى عمل فردي، والفردي كم سينتج أمام اللامؤسسات؟


-الضيف: الحقيقة أنا وكريم دكروب أوقفنا العمل سنتين لأننا فقدنا إمكانية الإستمرار، والآن نُحضّر لعمل مسرحي جديد لا نعرف كيف يتم العمل، لأن كريم وأنا وكل المشاركين معنا غير قادرين على تقديم تنازل في أي عمل، يعني أنه يوجد طفل وكثير من الناس يعملون على مسرح الأطفال بالمعنى التجاري، أي أن تصعد المسرح وتقوم ببعض الحركات ويدور التصفيق، ما يشبه (الأراجوز) والنتيجة عمل غير هادف ولا يمكنه الوصول إلى الطفل وملامسة مشاعره ومعرفة أسئلته الكبيرة، فالطفل لديه أسئلة لها علاقة بالوجود وبالطبيعة وبالأمومة والأبوة ولها علاقة بالحرب والسلم.
اليوم كان حفيدي عندي وحين استيقظ صباحاً سألني: جدي لماذا الناس يموتون؟ كيف تجيبه؟ فالطفل لديه أمور تتطلب منك أن تكون حاملاً للهمّ على الأقل ويكون عندك التواضع اللازم لتقول الجواب التالي: لا أعرف.
فأجبته لا أعرف يا جدو، استغرب الأمر ولكن أصبح لديه فكرة بأنه ليس من الضروري أن يكون جدي على معرفة بكل شيء.
نحن مثقفونا جميعهم يملكون المعرفة في كل الأمور، في السياسة والقضاء والدين والوجود والشرع والأمن وكل جوانب الحياة وهنا المأساة.

حتى على المستوى المهني ما من أحد مختص، الجميع يعرف كل شيء.
اليوم وفي هذا المناخ الموشح بِكَم هائل من السواد إذا صح التعبير هل تشعر أنك مقصر أو غير مقصر بإطلاق أعمال لإعادة إستنهاض هذه الشباب، فنحن نرى زملاءك الذين عملوا مثلك وتأثرنا بهم مثلما تأثرنا بأغنيتك، منهم من ترك أو ذهب إلى تحقيق أحلام كانت لديهم في الماضي أو حتى غيروا وجهة البندقية وبشكل واضح وليس لديه مشكلة في ذلك، أو أنه يقول ليس هناك إمكانية لنعمل أي شيء.

  • هل تشعر أن هذا جزء من التقصير أم أنه تحول طبيعي رغم أنه هناك شباب تحاول وقد أُفاجئك إذا قلت لك عدد هؤلاء الذين بدأوا مثلنا أو على الأقل حملوا غيتارًا وحاولوا ولكن لم يأخذوا أي فرصة ليطلقوا هذا الصوت.
    برأيك هناك تقصير من هذا الجيل الذي مازال لديه المقدرة على العطاء إن كان مثل حضرتك أو مثل الزملاء الآخرين؟


-الضيف: المشكلة الأساسية في الإستعجال، لا يمكنك أن تقوم بعمل وتراهن على نتائجه غداً أو الآن. هنا أتذكر أغنية للأطفال بهذا المعنى، (أن الزهرة بدها شوي لتصير رمانة) فالإستعجال هنا، أن الجميع يريد أن يصبح مشهوراً غداً، والجميع يصبح لديه جمهور غداً، فليترَووا ويتمهلوا، وكذلك هناك جيل للأسف ملوث بما يُنتج من أغنية عربية، كما أن هناك تلوث سمعي حقيقي، وهذا التلوث نكاد نحمله في جيناتنا أحياناً، فهو يلاحقك في السيارة وفي الشارع والتلفاز والإذاعة، يطاردك أحياناً وأنت تسقط فيه أيضاً دون أن تدري، لذلك عليك بناء حصانة، إذا كنت تطرح نفسك كفنان هذا لا يعني أن لا تؤدي أغاني فرِحة وراقصة أو أغاني الحب، بالعكس فأنا اليوم أقوم بعمل ألبوم جديد إسمه “لما تغيبي” أغنية عاطفية ولكن على طريقتي، أولاً يجب أن تقتنع أنت بالعمل ثم تقنع الآخرين والمستمعين له، فلو مليون شخص أعجبتهم أغنيتك وأنت لم تعجبك لن يتغير شيء في رأيك، عليك بإقناع ذاتك واحترامها ونسج جملتك التي تحبها.
وعن التقصير، فأنا مازلت أعمل بما أوتيت من قوة، وعلى وشك إنجاز ألبوم (دوبل سي دي) من 23 أغنية منها الحب والإنسانية والإجتماعية والوطنية، وبالتأكيد فلسطين حاضرة، رفض الإحتلال حاضر، رفض الإستبداد حاضر طبعاً بلغتي وكما صنعتني التجربة، أي أنني بعمر الستين لن أكتب وأُغني كما كنت بعمر العشرين فمن الطبيعي أن تتخمّر، الثمرة يجب أن تنضج أكثر ويصبح طعمها مختلفًا وشكلها مختلفًا ولكنها تبقى بذات الجوهر.

  • أكيد أنت ممن جوهرهم ثابت وليس لدينا شك بهذا الجوهر؟


-الضيف: إن شاء الله

  • هل يحتاج هذا الـ (سي دي) إلى الكثير من الوقت لينتهي العمل به؟


-الضيف: أنهيت 20 أغنية من أصل 23، هناك أمر يتعلق بال(سي دي) أنت تعلم كنا في ما مضى نطبع على (الكاسيت) وأصبح له علاقة بزمن مختلف، وال(السي دي) بزمن آخر وها هو سيصبح لغة بائدة، فاليوم تضع مليون أغنية على (فلاش) وتسمعها في السيارة، فقد قمت بعمل رثاء لمرحلة ال(سي دي) فمثلاً هناك الكثير من الأشخاص يقولون نحن نحب الجريدة ورائحتها ولونها وبذات الوقت تجدهم يقرأونها على هواتفهم المحمولة.

  • لنستفيد من الوقت الباقي وبشكل سريع هناك سؤال يطرحه جميع المهتمين. اليوم بيروت تغلي من عدة جهات، من جهة الفساد والنفايات ومن جهة أزمة المياه والكهرباء وغير ذلك، هذا الحراك الذي يحصل في وسط بيروت، برأيك ما هي نسبة مفعوله الإيجابي؟ وهل أنت ممن يؤيده أم أنك بعيد عنه؟


الضيف: طبعاً أنا أؤيده ولقد شاركت بالتظاهرتين الأساسيتين، أؤيده على طريقة أم كلثوم (أنا فاض بيا ومليت) فأزمة المياه والكهرباء تعني الجميع والنفايات تحت وقرب منازل الجميع أيضاً، هذا كثير وأنا مع الحراك، ولكن لا أريد تكبير الحجر، فحتى الآن أرى هذا الحراك قوة تأثير وليس قوة تغيير، هو بحصة صغيرة في مياه راكدة، والمياه الراكدة إن لم تحركها تصبح آسنة، إرمِ حجرًا، هذا الحراك كمن يرمي الحجر في المياه الراكدة.
ملاحظتي الوحيدة: هذا إسمه حراك مدني، إذاً تجلياته يجب أن تكون مدنية، فهم وضعوا أنفسهم تحت مسمى وشعار المدنية، على مخيلة هؤلاء الشباب أن تبتدع أشكال مدنية للتعبير والرفض مختلفة عن الشكل الذي نراه دائماً، يعني أنا مع التظاهرة ومع الإعتصام ولكن على المخيلة أن تبتدع شيئًا آخر.

  • سنختم هذا اللقاء بجزء من أغنية (يا رايح صوب بلادي)
    أغنية يا رايح صوب بلادي:
    كلمات: أحمد قعبور
    لحن وغناء : أحمد قعبور


يا رايح صوب بلادي… دخلك وصللي السلام…
بلغ أهلي وولادي مشتقلن رف الحمام…
سلي امي يا منادي بعدا ممنوعة الاحلام…
وقلا اياما ببالي والله بتعز الايام…

يا رايح صوب الليطاني… دخلك وصللي السلام…
صبح اهالي النبطية وطل شوية ع الخيام…
وقلا انه الحج محمد مشتاق لاهله ورفقاته…
بحي السلم ما اتهنوا اشتاقت عينو لتراباته…
قلا عيونه نامت لكن صاحي قلبه ما بنام…

يا رايح صوب كفرمتا… دخلك وصللي السلام…
وبلغ غيمات كفرمتا واصللا رف الحمام…
وقلا عندي بنت صغيرة ع التلة نسيت شالا…
عن اهلا سألتا وعن بيتا… بتحكي وما بتعرف حالا…
يابا ضاعت وصلت لكفرمتا غنولا شوية تتنام…

يا رايح صوب المنارة… فتشلي عن حرش العيد…
وبالعالي طير طيارة وقللي وين صار القرميد…
ونادي كان في عنا ساحة نلعب فيها من زمان…
ونادي كانت حول بيوتن حلوة اشجار الرمان…
قطعوها وبقيت وحدة اسقوها شوية حرام…

-الضيف: المنارة تغيرت، كانت قديمة وأصبحت جديدة ولكن إن شاء الله يبقى الكلام منارة والأغنية منارة.

  • ستبقى المنارة بوجودك ووجود أمثالك لأن هذا الفن الملتزم يجب أن يبقى شعلة تنير درب الأجيال القادمة، وبالحد الأدنى كي تساهم بتثبّيت الذاكرة الوطنية.
  • https://youtu.be/_uMI3iRjl78
    لمتابعة الحلقة مع الفنان الملتزم أحمد قعبور

https://www.youtube.com/channel/UC0AuXJduId6PcXIkK9x1phw
رابط صفحة اليوتيوب لبرامج د. وسام حمادة
متابعة وإشراف: سهام طه
إعداد وتقديم: د. وسام حمادة

شاهد أيضاً

في معنى أن أكتب نصاً عن غزة

          فراس خليفة  فكَّرتُ كثيراً في معنى، أن أكتبَ الآن، كلماتٍ …