الباحث الإعلامي السياسي الدكتور حسام الدين خلاصي رئيس ومؤسس الأمانة العامة للثوابت الوطنية في سورية:

اللغة العربية هي الوعاء المناسب لخصوصية المجتمع العربي بشقيه الاجتماعي (الدين_والعادات)

إعداد وحوار: رنا العفيف

شخصية سياسية برتبة مقاتل ومقاوم، محب لبلده سورية قيادة و جيشاً و شعباً، شهدت له إطلالته الإعلامية الدائمة على شاشة الإعلام السوري الوطني لتحليل الأمور السياسية بدقة متناهية، قامة وطنية نعتز بها، اصطف إلى جانب إخوته من الجنود الشرفاء الذين يدافعون عن سورية وبقوة، وحدتهم كلمة الحق للإدلاء بفكره وثقافته بحنكة تجاه الوطن الأم “سورية “

الباحث الإعلامي السياسي الدكتور حسام الدين خلاصي
رئيس ومؤسس الأمانة العامة للثوابت الوطنية في سورية، تفضل بالإجابة على اسئلتنا عبر موقع مجلة كواليس.

*كثرت المصطلحات في آوخر القرن الماضي عن العولمة وما أفرزته من تيارات فكرية وسياسية انعكست تداعياتها على واقعنا الاجتماعي وحاولت استلاب عقول أبناءنا تحت مغريات وعناوين براقة، كيف نحصن مجتمعنا ونكون على تماس مباشر مع ما تفرزه الحضارة الإنسانية دون المساس بثقافتنا وخصوصيتها القومية؟

خلاصي: هذا من أصعب الأسئلة التي تواجه المجتمعات التي تستهدف في هويتها الوطنية من خلال ما أفرزته النظرة العالمية الجديدة لإعادة تشكيل العالم الرقمي والعالم الإفتراضي والمفاهيم العابرة للحدود بفعل التأثير الكبير لعالم الميديا بمختلف أصنافه والحل يكون حسب وجهة نظري على النحو التالي* :
1- الانصهار بهذه المفاهيم ومحاولة إيجاد التعريف الوطني المناسب لها مثل المجتمع المدني أو العولمة أو التحول الرقمي، فمن خلال التعريف الوطني لها نكون قريبين من لغة العصر ولكن بلهجة محلية تستخرج من اتفاق المواطنين بعد ورشات عمل أو جلسات حوار دائمة لإدخال هذه المفاهيم للمجتمع المحلي بطريقة تتناسب واحتياجات مجتمعنا.
2- التمسك والترويج للعادات المحلية التي يتزين بها مجتمعنا منذ قديم الزمن وعدم التخلي عنها ومحاولة تصديرها للعالم على أنها تمثل جزءاً من الهوية الوطنية المميزة لبلدها.

*اللغة العربية عامل توحيد وأساسي ولكنها اليوم مستهدفة في بنيتها وفي مدلولاتها في ظل الحرب الضروس على سورية وكان هناك بعض الانعكاسات في المفهوم الأدبي والفكري وفي مقدمتها مفهوم الحرية وقد شاهدنا الكثيرين ممن بدأت تسيطر عليهم هذة المفاهيم ضمن أيضاً مصطلح الليبرالية الحديثة التي لها أهداف تفتيتية تجاه المجتمع العربي بشكل عام ماهي العوامل الأساسية للتصدي لهذة الهجمات القذرة؟

خلاصي: اللغة العربية هي الوعاء المناسب تماماً لخصوصية المجتمع العربي بشقيه الإجتماعي (الدين و العادات) والشق السياسي، ولكن عند انهيارها واستبدالها باللهجة العامية أو باللغة الأجنبية ستحل ثقافة جديدة وتعابير جديدة مستهجنه وخطيرة على خصوصية الأخلاق في المجتمع ولذلك علينا أن ننتبه لأن اللغة قد تشيخ إذا لم تستعمل وإذا لم تتواكب مع الاكتشافات العلمية أو المستجدات السياسية.

*الحرب على سورية أكلت الأخضر واليابس تحت رعاية أمريكية صهيونية خططت ونفذت ودعمت ونهبت ثروات السوريين للإبقاء على حالة الإرهاب في سورية، ماذا حققت الولايات المتحدة الأمريكية في سورية من هذة الحرب وعلى أي فلك تدور اليوم؟؟

خلاصي: هذة الإدارة المسبقة الصنع للحرب علينا تم الإعداد لها منذ أيام الحرب على العراق ولقد صمم الربيع العربي وتم تدريجه في الوطن العربي ليكون مصب أفكاره كلها في سورية ليهدم كل البناء السوري بقسوة وقذارة نتيجة توقع أمريكا المسبق لصلابة المجتمع السوري والذي أرادت تهديم عقائده، ولذلك فإن أمريكا مستمرة الآن في استعمال الملف السوري بعد فشل جزء كبير من النيل من الداخل السوري وإسقاط النظام في الصراع مع روسيا والصين والاحتلال لم يكلفها بعد أية خسائر إلا في حال بدء المقاومة الوطنية السورية معركة طردها وحتى ذلك الوقت ستبقى تسرق وتنهب وترعى “داعش” والانفصاليين أكثر ماتستطيع.

*كيف ساهمت إيران وروسيا إلى جانب سورية وجيشها في الحرب على الإرهاب، خاصة أن البعض يشكك في صدق الحليفين الروسي والايراني؟

خلاصي: الثقة بالقيادة السورية جزء كبير منها ينطلق من الثقة بخياراتها في اختيار الحلفاء، هذا في المبتدأ، ولذلك الدور العسكري والسياسي والاقتصادي للحلفاء ساهم بإعادة توازن القوى لسورية وجنب سورية خطر التفكك والتقسيم وهذا راكم العداوة بين أمريكا وروسيا وإيران في سورية، وكان للحلفاء الدور الكبير في القضاء على “داعش” حجة أمريكا في مساحات واسعة من سورية برفقة الجيش العربي السوري ولا ننسى الدور الهام لروسيا والصين في مجلس الأمن والذي جنب سورية الوقوع بفخ الفصل السابع.

*هل سنشهد تصعيد عسكري بين إيران وإسرائيل؟ وما دور امريكا الجديد في هذا التصعيد، وهل من المعقول أن تتجه إسرائيل وامريكا إلى مفاهيم جديدة في ظل غمار الاتفاق النووي الأمريكي المطروح في فيينا في حال لم توافق طهران على الشروط الأمريكية؟

خلاصي: طالما مبادىء الثورة الإيرانية لم تتغير وما زالت ترى أن أمريكا هي قوة الاستكبار والشيطان الأكبر، وطالما ترى أن القدس عاصمة فلسطين كلها، فإن أي حوار بين الأطراف لن يلقى أي نجاح وأنا أشبهها بعملية شحذ السكاكين المستمرة قبل الانقضاض ولا بد من حرب وجود ستحصل، ورغم كل اللف والدوران الأمريكي فهي عملية إضاعة للوقت لحين حصول الحرب بالوكالة على إيران أو مباشرة مع اسرائيل، ولكن هذا التمايل تعيه إيران جيداً جداً وهي ماضية في تقوية قدراتها وفي دعم حلفائها في محور المقاومة وفي نسج تحالفات قوية مع دول مثل الصين وروسيا.

*لاحظنا بالفترة الأخيرة اعتداءات إسرائيلية متكررة على سورية وشاهدنا أيضاً هناك نوع من التقدم العسكري السوري في المواجهة كنوع من الرد من الدفاعات الجوية السورية، ما هي قراءتك للصارخ الحربي السوري الذي لاحق الطائرة الحربية الإسرائيلية وسمع دويها في الحدود اللبنانية السورية في بلدة “حولا” جنوب لبنان، ما هي الرسالة العسكرية التي أرادت سورية أن توجهها للكيان الإسرائيلي الغاصب؟

خلاصي: هنا نستشعر أن هذا التمادي الصهيوني تم الرد عليه بإسلوب مختلف هذه المرة، فمنذ اسقاط طائرة ال F16 المرة الماضية لم يعد يجرؤ الطيران الصهيوني على التحليق فوق سورية، واليوم دفاعنا الجوي يقلص مساحة الحركة لهذا الطيران المعادي حتى فوق لبنان، فهذا يعني تغيير في قواعد الاشتباك قد تستوجب هذه المرة تدخل الروس لإيقاف هذه الاعتداءات.

*نحن مقبلون على استحقاق رئاسي هام، ولكن هناك اشتباك سياسي واقتصادي وعسكري منها في الشمال السوري، هل يوجد هناك تعقيدات أشد فتكاً من الذي مضى، أم تتوقع هناك حلول سياسية قادمة، وهل برأيك سنشهد فتح أفاق سياسي جديد مع دول العربية غير متوقعة مع سورية؟

خلاصي: لا أتوقع أية حلول سياسية وذلك لغياب الجدية وغياب الشريك المستقل بقراره في عملية التفاوض، وبالتالي فإجراء الإنتخابات الرئاسية سيتم وفق الدستور الحالي واحتراماً للسيادة الوطنية والدفاع عنها، ولن يكون هناك حل سياسي طالما المعارضة المتهالكة تأتمر بتوصيات أمريكا ودول الخليج والكيان الصهيوني، وما زالت مطالبهم البائتة هي ذاتها، وبذلك يكونوا منفصلين عن الواقع وعن هزائم عصاباتهم المسلحة طيلة العشر سنوات الماضية.

شكرا لتواجدك معنا دكتور حسام الدين خلاصي الباحث الإعلامي والسياسي ومؤسس الأمانة السورية للثوابت الوطنية /مجتمع مدني، كنت ضيفاً عزيزا حل على مجلتنا المتمثلة بأسرتها.

رنا العفيف

شاهد أيضاً

بدايات للخير والتنمية في ميادين العمل الخيري

حاسبيني: “نأمل الوصول الى دعم أكبر شريحة ممكنة من الفئات المستهدفة في ظل هذه الظروف …