هل أينعت رؤوس الظالمين وحان قطافها؟

## حسين ابو الحسن

أقص عليكم مضمون حلم جاءني في المنام منذ يومين:

رأيت من بعيد رجلاً يكبر كلما اقترب، ضخم الجثة، كبير الرأس، بين حاجبيه شق أخدود من شدة عبوسه، يتطاير الشرر من عينيه، وترتجف شفتاه شزراً .. حتى اذا أصبح بقربي سألته: من أنت؟ فأجاب : ألا تعرفني ؟ أنا الحجاج الثقفي .. ألا تتذكرني؟ قلت : بلى !! الآن تذكرتك جيداً عندما شاهدتك في المسجد وسط حشود غفيرة وقد اعتليت المنبر وصرخت بصوت أجش: ألم تعرفوني بعد؟ وكان حاسر الرأس .. أنا بن جلا وطلاع الثنايا متى أضع العمامة تعرفوني !! وارتدى عمامته.. وإذ بالجموع قد إصفرت وجوههم وارتعدت فرائصهم واصتكت ركابهم وبلغت قلوبهم الحناجر من شدة الخوف والجزع … فقلت له : فما جاء بك الآن وقت مت منذ زمن بعيد؟ فأجابني: لقد استيقظت من سباتي الطويل .. قلت: فما هذه الراية الحمراء التي تحملها وتكاد تتقطر الدماء منها ؟ قال: إنها راية الإنتقام ومكتوب فيها : إني لأرى رؤوساً قد أينعت وحان قطافها… قلت له: وما هذا القطيع الذي يسير خلفك؟ قال : هي بعض الأغنام التي نزعت أصوافها وألبستها جلود الذئاب!! قلت له: وما هذه الحقائب التي معك؟ قال : هي جلود ذئاب لعشرات الآلاف من الأغنام التي تستعد لنزع أصوافها وارتداء هذه الجلود !! قلت: او لا يخاف منها أن تفترس كل شخص تلتقيه؟ قال: إنها جلود مبرمجة تعرف تماماً من تنهش جسده !! قلت : إذن ستفترس الكثيرين !!! قال : كلا .. بل ستلتهم رؤوساً لا تتعدى الألفين .. وهذه الأغنام الذئاب ستكون صديقة للمظلومين والمسحوقين والمدعوسين وذوي الدخل المحدود!! فسألته : وما هذه السحابة التي رسمت فوق رأسك ؟ فقال : هي الكورونا .. وأسميتها الكورونا الحجاجية!!! قلت: إذن ستلحق الأذى بكثير من الأبرياء وضعيفي الأحوال !!! فأجاب: كلا .. إنها فقط مبرمجة لتصيب ذوي الأمراض المزمنة.. فقلت له: وما هي هذه الأمراض؟ فأجاب : المصابين بأمراض الجشع والنهب والنصب والإحتيال والتعدي واللصوصية والغصب والإغتصاب … !!! فقلت له: إذن أنت بالفعل المسمى بالطاغية؟ فتغير لون وجهه وازداد عبوساً وكاد يفر قلبي من مكانه ويبلغ حنجرتي !!!قال بصوت صاعق : جئت لأكفر عن ذنوبي وخطيئاتي الكبيرة لأقتص من المجرمين الظالمين والمحتكرين ومزوري الحقائق فعسى الله يقبل كفاراتي ويمحو بعض ذنوبي ، فقد هدمت الكعبة المشرفة وقتلت الآلاف من الشيعة … !!!! وعندها استيقظت من منامي مرعوبا وسمعت دقات قلبي التي جاوزت الأربعمائة نبضة في الدقيقة … حتى إذا هدأ روعي وعادت دقات قلبي الى طبيعتها .. استغربت هذا الحلم المرعب …

فهل صحيح أن الحجاج بن يوسف الثقفي سيأتي مع ذئابه الأغنام لتقتص من أسيادها ورعيانها وكرازيها ؟ ؟؟ عندها تيقنت أن هذا الحلم ربما يكون عبارة عن رسالة يجب أن يقرأها من تستهدفه !!!

ولذلك: فأني أوجه هذا النداء وربما يكون النداء الأخير ….

أيهاالناهبون للمال للعام أعيدوا ماسرقتموه الى خزينة الدولة.
أيها المغتصبون للأملاك العامة .. أعيدوها لأصحابها ..
أيها المتسلطون الظالمون .. أعيدوا النظر في حساباتكم قبل فوات الأوان ..
يا أصحاب الجمعيات الوهمية .. تخلوا عن الأموال التي حصلتم عليها بالإحتيال والتزوير ..
أيها المغتصبون للأملاك البحرية .. إرفعوا أيديكم عنها وإلا ..
يا حكام المصارف .. إن غدكم لعسير وستحرقكم الأموال التي سرقتوها عن طريق الربا والهندسات المالية ..
يا مافيا تجارة استيراد الأدوية ومواد الطاقة .. عودوا الى رشدكم قبل أن يقودكم طوفان غضب المظلومين الى جهنم .
يا تجار السياسة .. كفوا غن تزوير الأحوال وإحقاق الباطل وإبطال الحق .. وإلا سترمون في مزابل التاريخ …
أيها المحتكرون للقمة العيش والمواد الغذائية .. إلحقوا أنفسكم قبل أن يصيبكم السام الزؤام ..
أيها القابعون على كراسي التحكم بمصائر الناس وأينما كنتم وحللتم سيدمركم جشعكم وطغيانكم وبغيكم..

إنه النداء الأخير بل الإنذار ما قبل وصول الحجاج الذي سيرسل عليكم الكورونا الحجاجية لتسحقكم وتبيد جمعكم ولن تجدوا من يدفنكم في المقابر وإنما ستجمع جثثكم بالجرافات في مكب خاص بكم ويتم حرقها في الدنيا وفي الآخرة مأواكم جهنم وبئس المصير ….

المدافع عن حقوق المظلومين