🔴رسالة من أب في وطن اللاإنسانية..

بقلم: عزيز حمود

في بلد ضاعت فيه الانسانية …
في بلد دينهم دنانيرهم …
في بلد المحسوبيات والمافايات والواسطات…
في بلد حكامها زعران…
في بلد مستشفياتها تجار دم امثال (مستشفى الجعيتاوي…
في بلد الاعلام حتى الاعلام فاسد فيه …

انت في لينان

رسالة من أبٍ في وطن اللاإنسانية إلى فقيده تحت الثرى.
يقول رسول اللّه(ص):”اتقوا الظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة”.
ولدي يحيى سلامٌ منّي على ذلك الجبين الناصع و تلك الجفون الذابلة المتلحفة عينين نائمتين قصرًا، وسلامٌ و رضى مني على تلك الشفاه التي ما كلت الإبتسامة الصادقة يومًا رغم المعاناة في بلد المعاناة، سلام وسلام على ذلك الجسد الذي مسه اللهب و أثقلته الجراح والحروق و الأوجاع (النائم بأمان تحت الثرى)، سلامٌ مني على ذلك الصوت الذي أسكته أناس لا دين لهم ولاضمير نتيجة التقصير المقصود دون رفّة جفن، سلام ورضى مني إلى روحك الطاهرة النقية و التقية التي إنتقلت إلى باريها و إرتحلت إلى المكان الذي لا كذب فيه ولا حقد ولا طوائف(الا من أتى اللّه بقلب سليم)، إلى أولياء اللاعزم (الأقربون والأبعدون)، أقول: “ما همني من اللباس الفاخر، وصور للذكريات مع القاصي و الداني والخير الفائض إلى ما بعد اللامنطق وعند الشدائد تتقاعس عن الواجب بحجج واهية وغير مقبولة لا عند العرب ولا عند العجم ضاربين عرض الحائط، صلة الأرحام واللحم والدم، أستذكر في هذا قولًا للسيد المسيح(ع) :”ما أكثر ثمار الشجر وليس كلها ينفع و يؤكل” واضعين على أعينكم غشاوة أحكتموها بسنانير تكبركم وعنجهيتكم متذرعين بقلة الحيلة وعدم القدرة على المسير نحو الخير لمن هو منكم ولكم، كمن قال:” ماذا يغني عن الأعمى سعة نور الشمس وهو لا يبصرها”، وأنا ومن موقع الشاكي للّه الذي اتخذته حسبي ووكيلي ونصيري، أؤمن بأن من خذلني وكان يستطيع نصرتي وتلبية نداء إستغاثة ولدي ولم يفعل، سيأتي اللّه يوم الحساب بثيابٍ رثة بالية وصورة اعماله و أفعاله معلقة بلسانه لا يستطيع الكلام وجفنيه ثقال لا يستطيع فتحهما للنظر للأمام بعينيه خجلًا مما فعل في دنياه، ورحم اللّه من قال:”على قدر أهل العزم تأتي العزائم”، وللحديث في هذا تتمه…


مهلًا ولدي، لن يسامحني اللّه إن تقاعست عن المطالبة في حقك حتى لو بالكلام (وذلك أضعف الإيمان)، كنت قبل أربعينك قد وجهت لومًا شديد اللهجة إلى المعنيِّن في وزارة الصحة (لا صححَ اللّه أبدانهم ولا عقولهم)، وإلى المعنيِّن في مستشفى الجعيتاوي نتيجة تقصيرهم بحقك مما سبب وفاتك لإجراء تحقيق شفاف والوقوف عند الحقائق، ولكن للأسف نحن في بلد (اللاضمير) نخاطب أناس(صمٌ، بكمٌ،عميٌ) زادهم اللّه صمٌ على صمّهم، بكمٌ على بكمهم، وأعمى اللّه على بصرهم وبصيرتهم، حتى يلاقوا من ظلموا يحيى و أمثاله ربهم وهم على حالهم لا يفقهون الا الكذب مجردين من إنسانيتهم وضميرهم (بئس القوم الضالين)، أمّا أنا فقد نقلت شكواي من قاضي الأرض إلى قاضي السماء (الحكَم، العدل، الحسيب، الرقيب) بمن ظلمك ولم يخفف عنك آلامك وعجّل بوفاتك وأوجع قلبي بلوعة الفراق كائنٌ من كان بأنَّ (حسبي الله ونعم الوكيل)
وللكلام في هذا تتمه…

شاهد أيضاً

طرابلس عاصمة للثقافة العربية

المرتضى بحث مع رئيسة المركز الدولي لعلوم الانسان SICH تفعيل التعاون الثقافي تسلم وزير الثقافة …