عمر ورجاء بلمير ديو غنائي مغربي محبب… وهذه ملاحظاتنا!

بقلم// جهاد أيوب


منذ أكثر من سنتين، وبينما نتجول في فضاء العرب لمحت عبر شاشة مغربية ديو جميل بين عمر ورجاء بلمير، استوقفاني باهتمام، ولفتاني لجمال حضورهما، وقلت لا بد أن يحققا شهرة واسعة في المغرب لتصلنا بسرعة…وانشغلنا بهمومنا الموجعة، ونحن بالأساس مصابون بالتقصير بحق الثقافة والفن والدراما المغربية والجزائرية والتونسية، وهذا يتطلب وقفة خاصة!
وأول من أمس استوقفني صوتاً أنيقاً من على شاشة مغربية في برنامج جميل اسمه #رشيد_شو!
الصوت كان للمطربة رجاء بلمير، وكم تغيرت شكلاً وأداء عن السنتين العابرتين، صوت أنيق، عذب، فيه مساحات لم تُكتشف بعد، وأعتقد السبب يعود إلى رجاء التي ومن خلال ردودها في الحلقة لا تحب المغامرة، وعصبية المزاج، وعنيدة القول والفعل، هذا ما وصلني من حوارها، واتمنى ان أكون قد أخطأت الرأي!
وحينما غنت لأم كلثوم بتصرف لم تقنعني، ولم تكن بمستوى المسؤولية مع إنها تمتلك مقدرة الغناء العربي باتقان، هنا تصرفت بسرعة غير مجدية، وصلتنا وصلتها بارتجال، وبعدم التنسيق مع الفرقة!
في صوت رجاء خامة جميلة ومطواعة لو استطاعت أن تتعاون مع ملحن يكتشف رنين صوتها، وخبايا لم تتطرق إليها بعد، وربما لم تكتشفها هي بصوتها لكرست حضوراً منافساً وبقوة التميز!
صوت رجاء يستطيع أن يؤدي كل أنواع الغناء لو حررته من عصبيتها، ومن حالاتها الخاصة، والأجمل ان بمقدورها الغناء المصري أو اللبناني وربما الخليجي بكل ثقة…ادعوها إلى الاسترخاء النفسي والداخلي قبل الغناء، وتحاول أن تعشق رجاء وصوت رجاء خارج لعبة الحرفنة، بل من خلال الفن والهواية واسعاد ذاتها والناس!
بجانبها ذات الشاب الذي شاهدته في الماضي، عمر بلمير، شاب يغني من خلال ابتسامته…هنا صوته انضج، وأكثر رخامة، وأكثر تمكناً في الغوص بالنغم كما يشتهي، ويلعب بطبقات صوته دون ازعاج، وأيضاً اكتشف هو أن ابتسامته رفيقه لصوته فتعامل معها بعفوية ذكية، والابتسامه للفنان مطلوبة، وتساهم بشهرته!
عمر زكي بردوده، ويستطيع التحكم بانفعلاته دون تكلف، ودون أن يشعرك بانزعاجه، يحاول الهروب من الاحراج بتصرف شبابي فيه هضامة تنعكس على حضوره، وتدل على أنه يستطيع مع الأيام خوض تجربة التمثيل، وادعوه إلى ذلك، وسيتفوق بالسينما والدراما التلفزيونية كما يتفوق في الانسجام مع اغنياته!
غنى عمر بثقة، وباتقان، وهو كما شقيقته أكثر تمكناً في أن يغني العديد من الألوان الغنائية العربية مع إنه منسجم مع عمره وجيله، ولا يحب الانفصام بذلك، هو يغني ما يحب، وصوته أكبر مما يغني، ويرتدي ملابس جيله مع إن باستطاعته أن يكون انيقاً كلاسيكياً، ومجنوناً، وهو يقنعك بردوده البسيطة والمهضومة رغم أنه ليس سطحياً، ومن الواضح أن الشهرة السريعة افادته، ولم تصيبه بعقد الغرور، والأيام علمته أن يعيش عمره مع صوته الذي مع الأيام سيتبلور لصالح الموهبة وصاحبها، لذلك لا بد من تثقيفه من خلال التنويع السمعي والأدائي، ويدربه على لعبة النَفس، ويحتاج كل يوم إلى تدريب أكثر إذا أراد التميز والمنافسة!
ادعو ديو عمر ورجاء للغوص في برنامج استعراضي رمضاني بجدية، وفي كل حلقة يقدمان فنون دولة عربية من خلال أداء غناء تلك الدولة، فمثلاً حلقة لبنان هنالك الاسطورة صباح وجارة القمر فيروز، والهرم وديع الصافي، والكبيران نصري شمس الدين وملحم بركات، إضافة إلى الفن الاستعراضي اللبناني الشهير، وحلقة مصر هنالك الموسيقار عبد الوهاب، وكوكب الشرق ام كلثوم، والهامسة ليلى مراد، والثرية اسمهان، والشرقي الأصيل فريد الاطرش، وصوت الشباب عبد الحليم، وإضافة إلى فنون الرقص الشرقي، والاستعراض المصري المعروف…وكذلك في الكويت، والسعودية، والمغرب، والجزائر، وتونس، وسورية، وليبيا…
هذا الديو المتوهج حالياً، والمحبوب مغربياً واينما حل عربياً بين عمر ورجاء وجب استغلاله، ووجب بعد فترة الاستقلالية لشق كل منهما بصمته، وعلى ما يبدو بدأ عمر بشق طريقه منفرداً، وبحضوره الملفت، هو له مساحة كبيرة وهامة ستجعل منه منافساً لأسماء كبيرة في المغرب وربما عربياً، هذا إذا قرر ذلك، وأخذ الفن بجدية!
برنامج ” رشيد شو” لا جديد في هكذا النوعية من البرامج التي قدمت عربياً حتى التخمة خاصة في قنوات لبنان والخليج، و لكن بما هو في القناة المغربية جميل، وأجمل ما فيه شخصية المذيع الفنان، مذيع رشيق، يغني ويمثل بهضامة، لا يتعمد إذاء أو إحراج ضيوفه، ويتعامل بشبابية شفافة مع فقراته، عيب البرنامج رغم إنتاجه الضخم أسلوب المخرج الكلاسيكي في التقاط كادره خارج الحوار والضيف، وكاميراته تشعرنا بأن لا وجود لمن يديرها، والغريب بعد مدة طويلة من المتابعة عرفنا أن في الاستديو كم من الحضور والمشاهدين!
أما الطريقة التي تعاملت فيها كاميرات المخرج مع الفرقة الموسيقية فكانت غير لائقة لا بقائدها، ولا بجهود افرادها، وأما التقطيع فحدث ولا حرج!
“رشيد شو” برنامج رشيق، بأسلوب شبابي مهضوم، وباخراج تقليدي يذكرنا بايام الكاميرا الواحدة والجامدة في زمن الأبيض والأسود حيث لا اختصاص بل ارتجال!

شاهد أيضاً

دبوس

ا لتآكل… سميح التايه ثلاثمائة من الصواريخ البطيئة، وبضع عشرات من المُسيّرات التي لا تندرج …