اذكى عمليات التجسس بين الروس والامريكان

ترجمة وكتابة من الروسيه الى العربيه سرى العبيدي 🖋️

اثناء الحرب الباردة ، اهدى الشباب السوفيتي ختماً تكريمياً عبارة عن لوحة محفورة باليد، وذا حجمٍ كبير، لسفير الولايات المتحدة في الاتحاد السوفياتي (أفيريل هاريمان). لكن تلك الهدية الفاخرة عُرفت في الولايات المتحدة لاحقاً باسم «الشيء».
كإجراء احترازي قام الأمريكان بفحص هذه الهدية جيداً خوفاً وجود أجهزة تنصت الكترونية، لكنهم لم يعثروا على أسلاك أو بطاريات، فقرروا قبول الهدية لأنها لا تمثل خطراً برأيهم.
كان (هاريمان) سعيداً جداً بهذا الختم، فعلّقه في غرفته الخاصة، وهناك، تمكن السوفيات من التنصت على جميع محادثاته الخاصة على مدار السنوات السبع التالية. لم يدرك (هاريمان) ولا فريقه أن هذه الأداة صممها أحد عباقرة القرن العشرين وهو (ليون ثيرمن)، أو (ليف سيرجيتيف تيرمن) كما يدعى بالروسية، وهو مخترع إحدى أوائل الآلات الالكترونية الموسيقية، حيث اخترع بالإضافة إلى الكثير من الإسهامات الأخرى في مجال الفيزياء آلة موسيقية بالإمكان العزف عليها بدون لمسها، وتعرف هذه الآلة اليوم بالثيرمين، وتبدو على شكل صندوق يشبه جهاز الراديو، تنتج فيها الأنغام الموسيقية عبر دائرتين الكترونيتين عاليتي التردد عبر تحريك اليد في الهواء أمام الهوائي البارز منها وإدارة المفتاح المسؤول عن الصوت.
كان (ثيرمن) يعيش في الولايات المتحدة مع زوجته (لافينيا ويليامز) قبل أن يعود إلى الاتحاد السوفياتي عام 1938. قالت زوجته لاحقاً أنه اختُطف وأُجبر على العودة، وضع الرجل في معسكر للأشغال، واضطر هناك إلى تصميم هذه الآلة المعروفة باسم «الشيء»، بالإضافة إلى اختراعات أخرى.
في نهاية المطاف، عثر مشغلو الراديو الأمريكان على محادثات لسفير الولايات المتحدة تُبث عبر موجات البث. لكن عندما أجروا مسحاً في السفارة بحثاً عن موجات الراديو، لم يعثروا على أي جهاز تنصت، استغرق الأمر سنوات حتى كشفوا السر.
كانت أداة التجسس داخل هذه اللوحة «الشيء»، وكانت بسيطة للغاية، فهي عبارة عن هوائي مغلف بغلاف من الفضة، فكان الأخير يعمل عمل الميكروفون. لا يحوي الجهاز أي بطاريات أو مصدر للطاقة، فلم يكن «الشيء» بحاجة لتلك الأمور.
جرى تشغيل هذه الأداة باستخدام موجات راديوية تُبث باتجاه السفارة الأمريكية. فكانت الأداة تستخدم الطاقة الحاصلة عليها من الإشارة الواردة لبث محادثات الأمريكان. عندما يجري إطفاء الإشارة، يتوقف «الشيء» عن البث. قد يبدو الأمر مشابهاً لأداة ثيرمن الموسيقية، لكن إن أخذنا بعين الاعتبار أن الأداة تُشغّل عن طريق الأمواج الراديوية الواردة، ثم تقوم ببث المعلومات مجدداً إلى المصدر الواقع على بعد كيلومترات، فذلك أمر مختلف تماماً.