🌹🌹أفرح لكم في عيد أمهاتكم🌹🌹

بقلم الكاتب نضال عيسى 🌹🌹

• 

• 

من يحب الفرح لغيره فهو يحب الخير لكل الناس ومن يعرف طعم الخسارة يفرح كثيرا” للذين لم يخسروا أحد.

هكذا هي الحياة. اليوم وفي عيد الأم لن أقول أنه يوم حزين لفقدان والدتي وأنه العيد الأول الذي يأتي من دون أن أرى أبتسامتها. أو كما كنت أنتظر هذا اليوم عندما تنهض من فراشها لأقترب منها وأقبلها في عيدها. بل افرح لكل من يحتفل بهذا العيد بوجود والدته قربه. ولكن بالنسبة لي هو حزني الخاص لغيابها. لأنها أمي. لأنها نبض قلبي. لأنها كانت أيقونة الخير والمحبة والتسامح وهي التي كانت تشجعني على خدمة الناس وهي التي كانت تطلب مني مساعدة الذين كانوا يقصدونها طلبا للمساعدة فتقول لي من( نعم الله عليك حاجة الناس إليك)
فاعمل ما أستطعت لتضع البسمة على شفاه من أتاك طالبا” خدمة ما. ولكن يا فقيدة قلبي رحلتي وما زلت أقوم بما طلبتي وكلي فرح بذلك.. ولكن من يضع الفرح بقلبي ويملاء فراغ غيابك؟
هل تعلمي أمي انني أذهب إلى الأماكن التي كنا نذهب إليها سويا”؟.. فقط لأكون معك وأتذكر كل لحظة فيها. هل تعلمي أمي أنني لم أعد اتناول الطعام في المنزل لأنني أفتقد لطعامك المميز. هل تعلمي يا ملاكي أنني أبتسم رغم حزني. وهل تعلمي أنني أغادر المنزل كثيرا” وطويلا” فقط كي اكون معك ولا يشعر أحد بتعبي. وهل تعرفي أنني أحب أن أشعل سيجارتي على شرفة منزلي بنفس المكان الذي كنتي تقفين انتي.. أرتحتي انتي يا جميلتي من اوجاعك وأيامك الصعبة من هذا المرض الذي يسمى (الخبيث) ولكنك أتعبتني برحيلك. يا ريتك لم تفارقيني هل تعلمي لماذا أتعبتيني؟ لقد كنت مشغول بك أرافقك إلى علاجك. أسير معك ببطئ كي أوصلك وانا ممسك بيدك إلى المكان الذي نتوجه اليه. أضعك على فراشك في المستشفى وفي المنزل لا أقوى على النوم قبل أن اتأكد من أنك مستلقية ودافئة كل ذلك الذي كنت مشغول به ذهب مع رحيلك. هل علمتي أمي لماذا أنا متعب. أنه العيد الأول الذي يمر وعطر أنفاسك ليس موجودا” بل يأتي العيد وتكوني في صورة معلقة على الحائط ولكنك في قلبي ساكنة للأبد. أنه العيد الأول الذي أدخل فيه المنزل ولا أحمل لك الهدية بل دمعة وحزن للأيام البقية.
أمي يا نبض قلبي كم تمنيت لو كنتي بهذا العيد لآخر مرة كي أجثو على الأرض وأقبل قدميكي كما كنت أفعل وأشعر بحنية يديكي ونظرة عينيكي. فأنا تربيت على أن أمي إذا ذهبت فأمتي هي أمي ولكن هذا هو قدر الله ونحن نؤمن به. في عيدك يا ملاكي سوف أقول لكل من لديه أم أن يكون لها خادما” وحارسا” وأبنا. وأن يكون لها الحنون الذي يقف معها دوما”
لن يشعر أحد بحزن بقدر فقدان والدة. لكل أمهات العالم ومن قلب يحب الفرح والسعادة لكل الناس كل عام وأمهاتكم بألف خير ورحمة الله على كل أم تركت هذه الدنيا. الف وردة لروحك أمي واطلب من الله ان تكوني في جناته وفي هذه الأيام الصعبة التي نمر بها بسبب هذا الزائر البغيض أرجو من الجميع الأنتباه لأولاده وعائلته وخصوصا” والدته ولنبقى في منازلنا إكراما” لهم.
و أسمحوا لي أن أطلب من الجميع أن نرسل معايدة لكل أمهات الشهداء في هذا الوطن وامهات شهداء المرفأ علنا ندخل الفرح إلى قلوبهم في هذه الفترة العصيبة التي لم يعد يستطيع بأستطاعة الكثيرين شراء هدية لأمه، حتى العيد أصبح لفئة دون أخرى
بئس بلد أصبح فيه عيد الأم حكرا” على الأغنياء