امرأة مهاجرة

تعودين بلا اشرعة
مهشمة بعد العاصفة
اخيراً .. عدتِ بلا اشرعة ولامجاذيب، مهشمة مثل قوارب باغتتها العاصفة فرمتها على صخور الغفلة.. لتتشظى بقايا اخشاب معطوبة، يسرقها الموج ويخبئها عند اعتاب غابات المرجان.
اخيراً .. مثلما انذرتك اكثر من مرة .. ان ابحارك الاخير لاصطياد فرصتك المجهولة ماهو الا عبث جديد لاتدركين انه سيورثك كل هذا الضياع .. سيودي بك الى جب الهلوسة والانكسار ويقلب عليك مواجعاً يسترها الطيش والنزوع للخلاص من براثن القلق.
لم يفاجئني سيل انكفاءك على روحك .. ولم يدهشني انك صرت تدركين ان الشواطئ التي اغرتك بالرحيل هي ذاتها اليوم تضحك في سرها على شلالات دمعك.
لكنك تدركين جيداً، ان لك عندي مرافئ بديلة، لطالما استقبلت قوافلك المتعبة، ولكثرما زودتك بمتاع رحيلك وبعض الدعاء وتهويمة تومأ لك بالوداع .. ولطالما مسحت من على صفائح حزنك غبار الهموم وندى القلق.
اخيراً .. مثل كل مرة .. تتمنعين على تصديق نفسك .. وعن اعترافك بأن الطيور لن تنسى اول اعشاشها، حيث تعلمت ابجدية الزقزقة.
أمرأة. مهاجرة. ال. شواطئ النسيان.

بقلم. سرى. العبيدي
سفيرة الجمال والطفولة والابداع نحو العالم