فجأة زار البقاع الغربي وجال على الحدود الشرقية مع سوريا جواً

زيارة ماكنزي للحدود البرية مع سوريا لها دلالات أمنية

 البقاع الغربي ـ أحمد موسى

فجأةً ودون سابق تنسيق، حطّت سفيرة واشنطن في بيروت دوروثي شيا يُرافقها قائد القيادة الوسطى المركزية الأميركية الجنرال كينيث ماكنزي إلى البقاع الغربي وجالت على الحدود اللبنانية ـ السورية الشرقية

السفيرة الأمريكية دوروثي شيا والتي وصلت على متن طوافتين عسكريتين تابعتين لسلاح الجو للجيش اللبناني، ليتبيّن لاحقًا أن برفقتها قائد القيادة الوسطى المركزية الأميركية الجنرال كينيث ماكنزي، وسط اجراءات أمنية مشددة على الارض وفي السماء.
إجراءات أمنية مشدّدة
الإجراءات الأمنية على الأرض من مشاة الجيش اللبناني وألويته وكتائبه وفرقه اللوجستية والهجومية والدفاعية، مدججين بكل أنواع الأسلحة وصنوفها، رشاشات من العيار الخفيف والمتوسط وأجهزة التفجير وأجهزة كشف المتفجرات، أجهزة الإنذار والكشف المبكر، سيارات ذات الدفع الرباعي المزودين بالرشاشات الثقيلة وأجهزة اللاسلكي الضخمة على ضهرها، المليئة بالعناصر الأمنية المدنية ذات الزي الموحد المدججين بالأسلحة الفردية الأميركية الصنع و”الزيكات (…)” ومناظير للرؤية، ومسحٍ جوي قبل وخلال وبعد انتهاء اللقاء عبر طائرات من دون طيّار على مسافة خمس لسبعة كيلومتر مربع وعلى مستوى منخفض إلى متوسط، وامتدت قوافل العسكر والأمن على مسافة مئات الأمتار، بعد أن جُهّزت ليلاً على مسافة من مكان اللقاء (لتدشين بئر مياه وألواح طاقة شمسية كانت السفارة قد مولت تنفيذهما) في الجهة الجنوبية لبلدة غزة في البقاع الغربي، مهبطًا للطائرات المروحية وسط حقول القمح.
حواجز ثابتة، والعسكر والضباط انتشروا على جانبي الطريق، قطع للطريق التي تربط المرج بجب جنين، احتجز المواطنون من كبار السن والنساء والأطفال والمرضى لساعاتٍ داخل سياراتهم، تفتيش دقيق فيها بواسطة أجهزة التفجر وكشف العبوات.
منع الصحافيين
الصحافيون منعوا من الدخول إلى مكان اللقاء، بعدما أوعزت السفيرة شيا والجنرال ماكنزي لفريقهما الأمني بمنع الإعلاميين والصحفيين اللبنانيين من القيام بمهامهم من تأدية واجبهم المهني، على مرأى القوى الأمنية اللبنانية على أرض لبنانية، ثم أكملت وفريقها الجولة على الحدود الشرقية اللبنانية مع سوريا.
التوقيت والرمزية
الزيارة المفاجئة لماكينزي وشيا، لم تكن بهدف “تدشين بئر مياه”، وإنما الحجّة والذريعة لأبعد من المكان والزمان والترصد، وما الحضور الغير معلن والغير منسق مسبقاً على أرضٍ لبنانية، وبالشكل الذي حضروا (الفريق الأميركي السياسي، الديبلوماسي، الأمني والعسكري) فيه، عبر الجو، والمسح الجوي بواسطة التحليق المروحي والإستطلاعي والمسح البري الميداني، لمنطقة البقاع الغربي مروراً بالحدود البرية الشرقية اللبنانية مع سوريا تحديداً عبر الجو، “تحمل الكثير من الدلالات والخلفيات الأمنية والعسكرية”، فالزيارة لأكبر ضابط أمني ـ ميداني ـ عسكري ـ أميركي، سوابقه كثيرة من أفغانستان والعراق إلى سوريا، وإن كان ظاهرها حمل بصماتٍ ديبلوماسية ـ إنمائية وخدماتية لكن مضمونها وباطنها أمني ـ عسكري، في التوقيت والرمزية والرصد.
السفارة الأميركية
وكانت سفارة واشنطن في بيروت أصدرت بياناً قالت فيه: أعلنت السفارة الأميركية في بيروت أن “قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال كينيث ماكنزي قام بزيارة لبنان في 15 آذار، 2021. والتقى كبار ممثلي الجيش اللبناني، بمن فيهم قائد الجيش العماد جوزاف عون، حيث جدّد التأكيد على أهمية الحفاظ على أمن لبنان واستقراره وسيادته، وشدد على أهمية الشراكة القوية بين الولايات المتحدة والجيش اللبناني، خاصة، أن لبنان يواجه تحديات اقتصادية كبيرة”.
وأشار ماكينزي، بحسب البيان، إلى أن “هذه الزيارة هي مثال رائع على أهمية الثقة والاحترام، فعلاقتنا مع الجيش اللبناني مبنية على الرغبة المتبادلة في الأمن والاستقرار في المنطقة وقدرتنا على التدرّب معا لتحقيق المنفعة”.

شاهد أيضاً

قمة عربية في واد سحيق!

د. عدنان منصور* كثيرة هي القمم التي يتابعها العالم، وتنعقد على مستوى رؤساء وزعماء الدول. …